منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد

منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد (https://hwazen.com/vb/index.php)
-   شعاع العلوم الشرعية (https://hwazen.com/vb/f38.html)
-   -   تطييب الخواطر (https://hwazen.com/vb/t8438.html)

ام عبدالله وامنه 04-22-2015 12:50 PM

تطييب الخواطر
 

http://www4.0zz0.com/2015/04/22/11/996179364.gif
" تطييب الخواطر "
إن مكارم الأخلاق , صفة من صفات الأنبياء والصديقين والصالحين بها تنال الدرجات , وترفع المقامات , وتثمر التحاب والتآلف , وضدها يثمر التباغض والتحاسد والتدابر ؛ ولذا فقد حثَّ النبي صلى الله عليه وسلم على حسن الخلق , والتمسك به , وجمع بينه وبين التقوى , فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : سئل النبي صلى الله عليه وسلم ما أكثر ما يدخل الناس الجنة ؟ فقال : « التقوى , وحسن الخلق »(رواه ابن ماجه وحسنه الألباني) وتطييب النفوس المنكسرة , وجبر خواطر أهل الابتلاء من أعظم أسباب الألفة والمحبة بين المسلمين , فهو إذن أدب إسلامي رفيع , وخُلق عظيم , لا يتخلق به إلا أصحاب النفوس النبيلة .
وهو عبادة جليلة , بل إن بعض العلماء ذكروه في أبواب الاعتقاد , كما قال إسماعيل بن محمد الأصبهاني رحمه الله : " ومن مذهب أهل السنة مواساة الضعفاء .. والشفقة على خلق الله " (الحجة في بيان المحجة) .
فأهل السنة يعرفون الحق ويرحمون الخلق , ويريدون لهم الخير والهدى ولذا كانوا أوسع الناس رحمة , وأعظمهم شفقة , وأصدقهم نصحاً , قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " وأئمة السنة والجماعة , وأهل العلم والإيمان , فيهم العلم والعدل والرحمة , فيعلمون الحق الذي يكونون به موافقين للسنة ... ويرحمون الخلق , فيريدون لهم الخير والهدى والعلم " (الرد على البكري) .
" عناية الإسلام بتطييب النفوس "

اعتنى الإسلام بهذا الخُلق غاية الاعتناء , بل شرع لذلك أحكاماً عديدة , في مناسبات متعددة , فمن ذلك :
استحباب التعزية لأهل الميت ؛ لتسليتهم , ومواساتهم , وتصبيرهم , وتطيب خواطرهم على فقد ميتهم .
وكذلك جاء الشرع بإقرار الدية في القتل الخطأ ؛ لجبر نفوس أهل المجني عليه , وتطييباً لخواطرهم (انظر : المغني (9/488)) .
ولذا كان حرص النبي صلى الله عليه وسلم على نشر هذا الخلق بين أصحابه رضوان الله عليهم واضحاً وجلياً , فمن ذلك : - مواساة من فقد عزيزاً أو تحمل ديناً : فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أنه قال : لقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم , فقال لي : « يا جابر : مالي أراك منكسراً ؟» قلت : يا رسول الله استشهد أبي قتل يوم أحد , وترك عيالاً وديناً , قال : «أفلا أبشرك بما لقي الله به أباك ؟» قلت : بلى يا رسول الله , قال : « ما كلَّم الله أحداً قط إلا من وراء حجاب , وأحيا أباك فكلمه كفاحاً , فقال : يا عبدي تمنَّ عليَّ أعطك ؟ قال : يا رب تحييني فأقتل فيك ثانية , قال الرب عز وجل : إنه قد سبق مني أنهم إليها لا يُرجعون » (رواه الترمذي وحسنه الألباني ) .
- وكان عليه الصلاة والسلام يساعد من وقع تحت هم الدين فيوجهه للحل : فقد دخل ذات يوم المسجد ؛ فإذا هو برجل من الأنصار يقال له أبو أمامة رضي الله عنه , فقال : «يا أبا أمامة مالي أراك جالساً في المسجد في غير وقت الصلاة ؟» , قال: هموم لزمتني و وديون يا رسول الله , قال : «أفلا أعلمك كلاماً إذا أنت قلته أذهب الله همك وقضى عنك دينك ؟ »قلت : بلى يا رسول الله قال : «قل إذا أصبحت و إذا أمسيت : اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن , وأعوذ بك من العجز والكسل , وأعو بك من الجبن والبخل , وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال», قال : ففعلت ذلك , فأذهب الله عز وجل همي , وقضى عني دَيني (رواه أبو داود , قال الشوكاني : لا مطعن في إسناد هذا الحديث تحفة الذاكرين) .
- وكان عليه الصلاة والسلام يطيب نفوس المهمومين والمظلمين منهم :
فلما قال المنافق عبد الله بن أُبي لأصحابه : " لَئِنرَّجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِلَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَاالْأَذَلَّ " [المنافقون:8] وسمعه زيد ابن أرقم رضي الله عنه فأخبر عمه ؛ فأخبر عمه رسول الله صلى الله عليه وسلم , فأرسل لابن أُبي؛ فحلف وجحد , قال زيد رضي الله عنه : فصدقه رسول الله صلى الله عليه وسلم , وكذَّبني ... فوقع علي من الهم ما لم يقع على أحد ... فينما أنا أسير ... قد خفقت برأسي من الهم إذ أتاني رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ فعرك أذني وضحك في وجهي ؛ فما كان يسرني أن لي بها الخلد في الدنيا (رواه الترمذي (3313) وصححه الألباني ) .
أنواع المنكسرين , وكيف نطيب خواطرهم ؟
واحتياج الناس اليوم إلى الكلمة الحانية , والمواساة الكريمة , والخدمة الطيبة , والسعي في قضاء حوائجهم , أمر ضروري ومهم , وبالذات في هذا العصر الذي كثر فيه الكلام , وقل فيه العمل , وظهر فيه الشح والأثرة , وتعانق فيه الفقر والجهل .
ومن الخطأ الجسيم أن يغفل أهل الصلاح والخير عن خواطر المستضعفين وأهل الابتلاء , ويهمشوا قضايا الناس واحتياجاتهم اليومية .
فليس من الفضول أن تُؤسس الجمعيات التي ترعى العجزة والأرامل والأيتام , وليس من العبث أن نسعى في حاجات الفقراء , والمستضعفين , والمرضى , والمنكوبين .
وأصحاب العقول المنكسرة اليوم أنواع : فمنهم الفقراء والأرامل والأيتام ففي صلتهم تطييبٌ لخاطرهم وجبرٌ لمصابهم :
( كانت لأبي بَرْزَة جَفنة [ أي : قصعة ] من ثَريد غدوة , و جَفنة عشية , للأرامل واليتامى والمساكين ) (سير أعلام النبلاء ) ( وكان صاحب المغرب المنصور يجمع الأيتام في العام , فيأمر للصبي بدينار وثوب ورغيف ورمانة ) (سير أعلام النبلاء ) .. وهذا القاضي محمد بن علي المرْوَزيُّ ( عُرِفَ بالخياط ؛ لأنه كان يخيط بالليل للأيتام والمساكين , وَيَعُدُّهَا صدقة) (سير أعلام النبلاء ) وهذا أحمد بن علي الرفاعي ( كان يجمع الحطب , ويجئ به إلى بيوت الأرامل , ويملأ لهم بالجرَّة ) (سير أعلام النبلاء ) .
وممن يحتاجون إلى تطيب خواطرهم اليوم أهل المصائب والابتلاءات :
وذلك بتصبيرهم على مصيبتهم , والتخفيف من معاناتهم وأحزانهم , بالكلمة الطيبة , والفعل الحسن , فعندما صُلب عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما في مكة قيل لابن عمر رضي الله عنهما : إن أسماء في ناحية المسجد , فما كان منه عندما سمع ذلك إلا أن ذهب مسرعاً يواسيها , ويطيب نفسها على ابنها . فيقول لها : ( إن هذه الجثث ليست بشئ , وإنما الأرواح عند الله : فاتقي الله واصبري ) (سير أعلام النبلاء ) وسمع إبراهيم بن محمد بن طلحة , أن عروة بن الزبير قد قطعت رجله ؛ فذهب إليه يواسيه , فقال له : ( والله ما بك حاجة إلى المشي , ولا أرب في السعي , وقد تقدمك عضو من أعضائك , وابن من أبنائك إلى الجنة , والكل تبع للبعض إن شاء الله , وقد أبقى الله لنا منك ماكنا إليه فقراء , من علمك ورأيك , والله ولي ثوابك والضمين بحسابك ) (سير أعلام النبلاء ) .
قال قتيبة بن سعيد رحمه الله : ( لما احترقت كتب ابن لهيعة , بعث إليه الليث بن سعد من الغد بألف دينار ) (سير أعلام النبلاء ) .
وممن تشتد الحاجة إلى مواساتهم أيضاً عوائل الأسرى : وذلك بالتواصل معهم بالزيارة , وكفالتهم , وحسن رعايتهم , لإعفافهم عن السؤال , وحفظهم من الابتزاز ؛ فكم تهون على الأسير مصيبته , حين تقر عينه بصيانة ذريته .
ومما تشد الحاجة إليه في زماننا , تطيب خواطر الخدم وجبر نفوسهم : فبعض هؤلاء ترك الأهل والأوطان , متغرباً , يبحث عن لقمة العيش وأسباب الرزق , فيحتاجون منا الوقوف إلى جانبهم , ومواساتهم , وتطييب نفوسهم .
قال أحمد بن عبد الحميد الحارثي رحمه الله : " مارأيت أحسن خُلقاً من الحسن اللؤلؤي ! كان يكسو مماليكه كما يكسو نفسه " (سير أعلام النبلاء ) .
بل إن هذا الأدب الإسلامي مطلوب حتى مع الأعداء !! يقول ابن القيم رحمه الله : " جئت يوماً مبشراً لابن تميمة بموت أكبر أعدائه , وأشدهم عداوة وأذى له , فنهرني وتنكر لي واسترجع , ثم قام من فوره إلى بيت أهله فعزاهم , وقال : إني لكم مكانه ,ولا يكون لكم أمر تحتاجون فيه إلى مساعدة إلا وساعدتكم فيه , فسروا به ودعوا له" (مدارج السالكين ) .
" أثر تطييب الخواطر "
لخُلق تطييب الخواطر أثر كبير , وفعال على النفوس , فكم تُدخل الكلمة الحانية من السعادة على امرأة عجوزٍ , فتترجم تلك السعادة بدعواتٍ صادقة خالصة .
وقد تمسح على رأس طفل يتيم حزين ؛ فيذكرك بهذا الموقف طوال عمره , ويدعو لك مدة حياته , وقد تقف إلى جنب أخيك فتصبره على فقد حبيب له ؛ وعزيز لديه , فلا ينسى لك ذلك الموقف ما عاش ؛ والنّفس البشرية مجبولةٌ على حبِّ من أحسن إليها .
فهجر هذا الأدب الإسلامي الرفيع يزيد من مصاب أهل الابتلاء , ويذهب الألفة والمحبة بين الناس , ويفوت على المسلم من الثواب والأجر الشئ الكثير .
الجانب المظلم : داء التشفي :
وعلى خلاف هذا الخلق الكريم , تجد بعض من قست قلوبهم يفرحون أو يضحكون لحدوث ضرر أو أذى لإخوانهم الذين لم يمسوهم بسوء ولا أذى , وهذا فعل ينافي تعاليم الإسلام , لحديث أنس رضي الله عنه أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه»(رواه البخاري , ومسلم ) فنرى في زماننا أناساً قست قلوبهم , وجعلوا من مآسي الناس ونكباتهم مجالاً للضحك والسخرية بهم , ومن صور ذلك :
الفرح بإخفاق أولاد الجيران دراسياً , أو الفرح بتطاول الأبناء على السائق أو الخدم , أو الفرح لمصائب زملاء العمل , أو فرح المرأة لمكروه يصيب أقارب زوجها , أو مصائب ضرتها , أو طلاق صديقتها .
فليحذر هؤلاء ؛ فإن هذه صفة المنافقين : " إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُواْ بِهَا وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ " [آل عمران:120], فقد كان المنافقون إذا أصاب المؤمنين خصبٌ, ونصرٌ, وتأييدٌ, وكثروا وعزّ أنصارهم,ساءهم ذلك, وإن أصاب المسلمين جَدْب أو أُديل عليهم الأعداء , لما لله في ذلك من الحكمة, فَرح المنافقون بذلك (تفسير ابن كثير ) .
يا عائداً قد جاء يشمت بي قد زدت في سقمي وأوجاعي
وسألت لمّا غبتَ عن خبري كم سائل ليُجيبه الناعي
ولرغبة بعض النفوس في التشفي ممن عاقبها أو ظلمها , فقد أمر سبحانه بالمعاقبة بالمثل في القصاص دون تعدٍ أو تجاوز , فقال تعالى : "فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ " [ البقرة : 194 ] ذلك أن ( النفوس في الغالب لا تقف على حدها إذا رُخص لها في المعاقبة لطلبها التشفي , فأمر تعالى بلزوم تقواه , التي هي الوقوف عند حدوده , وعدم تجاوزها ) (تفسير ابن كثير ) فالمحرم مزيد التشفي الذي يسببه التعدي في القصاص , وهو ما تقدم معناه آنفاً



.


حمامة الاسلام 04-22-2015 12:54 PM

رد: تطييب الخواطر
 
بارك الله فيك و نفعك و نفع بك

أم يعقوب 04-22-2015 09:46 PM

رد: تطييب الخواطر
 
http://store1.up-00.com/2015-02/1423756120226.gif

http://store2.up-00.com/2015-01/1422032303171.gif

ام عبدالله وامنه 04-23-2015 11:21 AM

رد: تطييب الخواطر
 

يتبع" وسائل تطييب النفوس "
مواساة المنكسرين وتطيب خواطرهم لا يقتصر على الكلام فقط , بل قد تكون المواساة وتطييب الخواطر بالمال , وقد تكون بالجاه , وقد تكون بالنصيحة والإرشاد , وقد تكون بالدعاء والاستغفار لهم , وقد تكون بقضاء حوائجهم , فعلى قدر الإيمان تكون هذه المواساة , فكلما ضعف الإيمان ضعفت المواساة , وكلما قوي قويت (الفوائد (17) بتصرف) .
فمن وسائل تطييب النفوس ما يلي :
1 - المواساة عند فقد الأحبة : فمما يجبر كسر النفوس المصابة عند فقد الأحبة : لطيف التعزية , فإن الكلمة الطيبة للمصاب يثبت بها بإذن الله ويغدو صبره عليها سهلاً يسيراً , فإن العبد ضعيف بنفسه , فإذا وجد هذا يعزيه , وهذا يسليه , سهلت عليه الأمور العظام .
وعندما توفيت ابنة المهدي جزع عليها جزعاً لم يسمع بمثله فجلس الناس يعزونه فجاءه ابنُ شيبة يوماً فقال له : أعطاك الله يا أمير المؤمنين على ما رزئت أجراً , وأعقبك صبراً , ولا أجهد الله بلاءك بنقمة , ولا نزع منك نعمة , ثواب الله خير لك منها , ورحمة الله خير لها منك , وأحق ما صبر عليه ما لا سبيل إلى رده (وفيات الأعيان ) .
فلم يروا تعزية أبلغ ولا أوجز من هذه التعزية , وكان مما سُرِّىَ على المهدي بها .
ومن لطيف التعزية ماقيل من بعض الأعراب عندما دخل على بعض ملوك بني العباس وقد توفي له ولد اسمه العباس فعزاه ثم قال : خير من العباس أجرك بعده والله خير منك للعباس
2 - الاعتذار للآخرين , وقبول أعذار المعتذرين : فالحرص على الاعتذار عند الخطأ , من وسائل تطييب النفوس ؛ لأن الإنسان يَرِدُ عليه الخطأ في تعامله مع الناس ؛ وكفاره ذلك الذنب هو الاعتذار .
وكذلك هو الحال ( لمن أساء إليك ثم جاء يعتذر من إساءته ؛ فإن التواضع يٌوجب عليك قبول معذرته , حقاً كانت أو باطلاً , وتكل سريرته إلى الله ...) (مدارج السالكين ).
3 - تبادل الهدايا : للهدية أثر واضح في تطييب النفوس , وتصفية القلوب من الأدغال و الأحقاد , فعن أنس رضي الله عنه أنه قال : ( يا بني ! تباذلوا بينكم؛ فإنه أودُّ لما بينكم ) ( رواه البخاري في الأدب المفرد وصححه الألباني ) .
وروي عن أبي يوسف : ( أن الرشيد أهدى إليه مالاً كثيراً , فورد عليه وهو جالس مع أصحابه , فقال له أحدهم : قال النبي صلى الله عليه وسلم : «جلساؤكم شركاؤكم» (قال ابن عبد البر : إسناده فيه لين : التمهيد ), فقال له أبو يوسف : " إن هذا الكلام لم يرد في مثل هذا , وإنما ورد فيما خف من الهدايا , وفيما يؤكل ويشرب مما تطيب النفوس ببذله والسماحة به " (شرح ابن بطال ) .
4 - الابتسامة : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «تَبسُّمكَ في وجه أخيك لك صدقة » (رواه الترمذي وصححه الألباني) يعني : أن إظهارك البشاشة والبشر إذا لقيته تؤجر عليه كما تؤجر على الصدقة (فيض القدير ) , فضلاً عن كونها تطيب النفوس , وتزيد المحبة .
قال ابن عيينه رحمه الله : " البشاشة مصيدة المودة " , فقد يصادفك شخص في الطريق وأنت مهمومٌ مغمومٌ حزينٌ ؛ فيبتسم في وجهك , فتشعر أنه همك قد زال , وحزنك قد رحل .
وجاء في الأثر أن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال : «إذا التقى المسلمان فضحك كل واحد منهما في وجه صاحبه , ثم أخذ بيده تحاتت ذنوبهما كما يتحات ورق الشجر»(رواه ابن أبي الدنيا في كتاب الإخوان , وهناد في الزهد ) فالابتسامة إذن تنشر المحبة بين المسلمين , وتطيب خواطرهم , وتبعث الاطمئنان في نفوسهم وقلوبهم .
5 - قضاء حوائج الناس : فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم : «لا يأنف أن يمشي مع الأرملة والمسكين فيقضي له الحاجة» (رواه النسائي , وصححه الألباني ) .
قال حكيم بن حزام رضي الله عنه "ما أصبحت وليس ببابي صاحب حاجة إلا علمت أنها من المصائب التي أسأل الله الأجر عليها " (سير أعلام النبلاء ) .
ومشى بَقِي بن مخلد مع ضعيف في مظلمة إلى إشبيلية , ومشى مع آخر إلى إلبيرة , ومع امرأة ضعيفة إلى جَيَّان (سير أعلام النبلاء ) هذا مع كثر عبادته , وكثرة طلابه وانشغاله بالعلم والتأليف .
6 - التزاور : زيارة المريض حال مرضه , وزيارة الإخوان بين حين وآخر له أثر كبير في تطييب النفوس , وتنمية المودة والألفة .
7 - فهم النفسيات : النفس البشرية كالبحر , والنفوس تختلف باختلاف أصحابها , فما يصلح لهذه قد لايصلح للأخرى , ولله در شبيب بن شيبة حينما قال : "لا تجالس أحداً بغير طريقه , فإنك إذا أردت لقاء الجاهل بالعلم , واللاهي بالفقه , والعِيِّ بالبيان آذيت جليسك " ( آداب العشرة ) .
وهذا المنيعي حسان بن سعيد المخزومي عندما أراد أن يبني جامعاً أتته امرأة بثوب لتبيعه وتنفق ثمنه في بناء ذلك الجامع , وكان الثوب لا يساوي أكثر من نصف دينار , فطيب خاطرها , واشتراه منها بألف دينار , وخبأ الثوب كفنا له (سير أعلام النبلاء ) .
8 - إخفاء الفضل والمنة عند جبر الخواطر : كان القعقاع بن شَوْرٍ إذا قصده رجلٌ , وجالسه , جعل له نصيباً من ماله , وأعانه على عدوه , وشفع له في حاجته , وغدا إليه بعد المجالسة شاكراً (الكامل للمبرد ) .
فهذه بعض وسائل تطييب النفوس والخواطر , نسأل الله أن ينفعنا جميعاً .
ولنعلم أن المريض, والمهموم, والحزين, والطبيب, والموظف, والداعية, والغني, والفقير, والصغير, والكبير, الكل يحتاج إلى الكلمة الطيبة , والابتسامة المشرقة , والتعامل الحسن , فجميعنا يحتاج إلى هذه العبادة .
ولذلك ينبغي على الجميع إحياء هذه العبادة وتفعيلها مع الصغار والكبار , مع المرضى والأصحاء, مع الطلاب والمعلمين , مع العالم والجاهل , مع المصيب و المخطيء .
فقد يصبح الطفل من العلماء والعظماء النابهين النافعين , لأمته بكلمةٍ تشجيعية يسمعها من معلمه , أو أحد والديه .
وقد يصبح المريض الذي أعياه الألم , صحيحاً سليماً معافى بعبارة مشجعة , ودعوة طيبة , وابتسامة صادقة , من زائريه .
وقد يصبح المخطئ والمقصر والمسرف على نفسه صالحاً مصلحاً بموعظة حسنة وذكرى نافعة وتوجيه سديد .
ولابد من استثمار موقف الضعف عند العبد ؛ لربطه بالله وحده .. فهو سلوة المنكوبين .. وملاذ المنكسرين .. وهو الذي يملك كشف الضرِّ .. " أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ " [النمل :62] . وتذكيره بالثواب العظيم لأهل البلاء ؛ كما جاء عن أبي هريرة وأبي سعيد رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « ما يصيب المسلم من نَصَبٍ ولا وَصَب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غَمٍّ حتى الشوكة يُشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه» (رواه البخاري ) .
وكم من أُناس تبدَّلت أحوالهم , وتغيَّرت أمورهم , بسبب فتنة أو محنة ألمت بهم , وتصبيرهم وتثبيتهم حتم وواجب ؛ حتى لا يكونوا ممن تعصف بهم الأزمات والفتن , وتموج بهم رياح الابتلاء والمحن .
نسأل الله أن يعصمنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن , وأن يؤلف بين قلوبنا , ويصلح ذات بيننا , ويجعلنا هداة مهتدين , غير ضالين ولا مضلين .

ام عبدالله وامنه 04-23-2015 11:23 AM

رد: تطييب الخواطر
 
http://www8.0zz0.com/2015/04/23/10/976893190.jpg


الساعة الآن 10:30 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.1 TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
يرحل الجميع ويبقي شعاع بيت العلم والحب(ملك الكلمة)