منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد

منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد (https://hwazen.com/vb/index.php)
-   شعاع الحديث الشريف و أصوله (https://hwazen.com/vb/f10.html)
-   -   ومن يستعفف يعفه الله ، ومن يستغن يغنه الله (https://hwazen.com/vb/t8574.html)

هوازن الشريف 05-10-2015 10:07 PM

ومن يستعفف يعفه الله ، ومن يستغن يغنه الله
 




http://hwazen.com/vb/mwaextraedit4/extra/81.gif



عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم " ومن يستعفف يُعفّه الله ومن يستغن
يُغنه الله ومن يَتَصَبَّر يُصّبِّره الله وما أعطِيَ أحد عطاء خيراً وأوسع من الصبر"
رواه البخاري


هـذا الحديث اشتمل على أربع جمل جامعــة نافعة :
إحداها : قوله " ومن يستعفف يعفه الله "
والثانية : قوله " ومن يستغن يغنه الله "


وهاتان الجملتان متلازمتان ، فإن كمال العبد في إخلاصه لله رغبة ورهبة وتعلقاً به دون المخلوقين ،
فعليه أن يسعى لتحقيق هذا الكمال ويعمل كل سبب يوصله إلى ذلك حتى يكون عبداً لله حقاً حُرّاً من رق
المخلوقين . وذلك بأن يجاهد نفسـه على أمرين :
انصرافها عن التعلق بالمخلوقين بالإستعفاف عما في أيديهم فلا يطلبه بمقاله ولا بلسان حاله .
ولهـــذا قال صلّى الله عليه وسلم لعمر "
ما جاءك من هذا المال وأنت غير مشرف ولا سائل فخذه ومالا فلا تتبعه نفسَك "
رواه مسلم ،


فقطع الإشراف في القلب والسؤال باللسان ، تعففاً
وترفعاً عن مِنن الخلق وعن تعلق القلب بهم ، سبب قوي لحصول العفة .



وتمام ذلك : أن يجاهـد نفسه على الأمر .
الثاني : وهو الإستغناء بالله والثقة بكفايته ، فإنه من يتوكل على الله فهو حسبه .وهذا هو المقصود .
والأول وسيلة إلى هذا.



فإن من استعف عما في أيدي الناس وعما يناله منهم : أوجب له ذلك أن يقوى تعلقه بالله ورجاؤه
وطمعه في فضل الله وإحسانه ، ويحسن ظنه وثقته بربه والله تعالى عند حسن ظن عبده به إن ظن خيراً فله ،
وإن ظن غيره فله وكل واحد من الأمرين يمد الآخر فيقويه فكلما قوي تعلقه بالله ضعف تعلقـه بالمخلوقين وبالعكس .



ومن دعاء النبي صلّى الله عليه وسلم "
اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى "
رواه مسلم


فجمع الخير كله في هذا الدعاء .
فالهدى : هو العلم النافع .
والتقى : العمل الصالح ، وترك المحرمات كلها .
هذا صلاح الدين وتمام ذلك بصلاح القلب وطمأنينته بالعفاف عن الخلق والغنى بالله .
ومن كان غنياً بالله فهو الغني حقاً ،وإن قلت حواصله .
فليس الغنى عن كثرة العَرَض إنما الغنى غنى القلب.
وبالعفاف والغنى يتم للعبد الحياة الطيبة والنعيم الدنيوي والقناعة بما آتاه الله .



والثالثة قوله "ومن يتصبر يصبره الله " .
ثم ذكر في الجملة الرابعة :
أن الصبر إذا أعطاه الله العبد فهو أفضل العطاء وأوسعه وأعظمه ، إعانة على الأمور .
قال تعالى ( وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ ) البقــرة , أي: على أموركم كلها .
والصبر كسائر الأخلاق يحتاج إلى مجاهدة للنفس وتمرينها .
فلهذا قال " ومن يتصبر " أي : يجاهد نفسه على الصبر " يصبره الله " ويعينه وإنما كان الصبر
أعظم العطايا ، لأنه يتعلق بجميع أمور العبد وكمالاته وكل حاله من أحواله تحتاج إلى صبر .
فإنه يحتاج إلى الصبر على طاعة الله ، حتى يقوم بها ويؤديها .
وإلى صبر عن معصية الله حتى يتركها لله وإلى صبر على أقدار الله المؤلمة ،
فلا يتسخطها بل إلى صبر على نعم الله ومحبوبات النفس ، فلا يدع النفس تمرح وتفرح الفرح
المذموم، بل يشتغل بشكر الله فهو في كل أحواله يحتاج إلى الصبر .
وبالصبر ينال الفلاح .
ولهذا ذكر الله أهل الجنة فـقال
( وَالمَلاَئِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ ، سَلاَمٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ )
وكذلك قوله ( أُوْلَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا) فهم نالوا الجنة بنعيمها
وأدركوا المنازل العالية بالصبر .



ولكن العبد يسأل الله العافية من الإبتلاء الذي لا يدري ما عاقبته ،ثم إذا ورد عليه فوظيفته الصبر.
فالعافية هي المطلوبة بالأصالة في أمور الإبتلاء و الامتحان و الصبر يؤمر به عند وجود أسبابه
ومتعلقاته والله هو المعين وقد وعد الله الصابرين في كتابه وعلى لسان رسوله أمور عالية جليلة .
وعدهم بالإعانة فـي كل أمورهم وأنه معهم بالعناية
والتوفيق و التسديد و أنه يحبهم ويثبـت قلوبهم وأقدامهم ويلقي عليهم السكينة والطمأنينة ،
ويسهل
لهم الطاعات ، ويحفظهم من المخالفات ، ويتفضل عليهم بالصلوات والرحمة والهداية عند المصيبات .



والله يرفعهم إلى أعلى المقامات في الدنيا والآخرة .
وعدهم النصر ، و أن ييسرهم لليسرى ويجنبهم العسرى ووعدهم بالسعادة والفلاح والنجـاح ، وأن
يوفيهـم أجرهم بغيـر حساب ،وأن يخلف عليهم في الدنيا أكثر مما أخذ منهم من محبوباتهم و أحسن ،
يعوضهم عن وقوع المكروهات عوضا عاجلا
يقابل أضعاف أضعاف ما وقع عليهم من كريهة ومصيبة وهو في ابتدائه صعب شديد .
وفي انتهائه سهل حميد العواقـب .



" بهجة قلوب الأبرار وقرة عيون الأخيار في شرح جوامع الأخبار
"للشيخ عبد الرحمن السعدي

ام بشري 05-10-2015 10:19 PM

رد: ومن يستعفف يعفه الله ، ومن يستغن يغنه الله
 
أتمنــــى لكـ من القلب .. إبداعـــاً يصل بكـ إلى النجـــوم ..سطرت لنا أجمل موضوع
وتقبلي ودي واحترامي
تــ ح ــياتيـ لكــِ
كل الود والتقدير
دمتِ برضى من الرح ــمن
بكل ماخطه حرفك



وبكل ماجمعه فكرك



تبقى مميز



ثق بأني أستمتعت كثيرا من بين السطور




كذاك كان موضوعكـ

جزاك الله الجنة وبارك الله فيك وفى عملك وفى وقتك

إسمهان الجادوي 05-12-2015 01:09 AM

رد: ومن يستعفف يعفه الله ، ومن يستغن يغنه الله
 
http://store2.up-00.com/2014-10/1413534192662.gif

هوازن الشريف 05-12-2015 02:11 AM

رد: ومن يستعفف يعفه الله ، ومن يستغن يغنه الله
 
ام بشري

شكرا لك


اسمهان
شكرا لك

يآسمين 05-12-2015 03:41 AM

رد: ومن يستعفف يعفه الله ، ومن يستغن يغنه الله
 
جزاك الله كل خير

هوازن الشريف 05-23-2015 11:33 AM

رد: ومن يستعفف يعفه الله ، ومن يستغن يغنه الله
 
شكرا عزيزتي ياسمين

ام عبدالله وامنه 05-25-2015 10:34 AM

رد: ومن يستعفف يعفه الله ، ومن يستغن يغنه الله
 
http://www14.0zz0.com/2015/05/25/09/206876810.jpeg

دلال إبراهيم 05-26-2015 11:34 AM

رد: ومن يستعفف يعفه الله ، ومن يستغن يغنه الله
 
بارك الله فيك معلمتي وجزاك الله خيرا
سلمت يداك


http://img2.hostingpics.net/pics/502...oeuds__24_.gif

مريم مصطفى رفيق 08-09-2015 05:51 PM

رد: ومن يستعفف يعفه الله ، ومن يستغن يغنه الله
 
http://im34.gulfup.com/k9TRU.gif

جمانه 08-12-2015 09:41 PM

رد: ومن يستعفف يعفه الله ، ومن يستغن يغنه الله
 
... اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى
والفوز بالجنة والنجاة من النار ....

سلمت يمينك معلمتنا العزيزة
وجزاك الله عنا خير الجزاء


الساعة الآن 10:40 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.1 TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
يرحل الجميع ويبقي شعاع بيت العلم والحب(ملك الكلمة)