منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد

منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد (https://hwazen.com/vb/index.php)
-   شعاع العلوم الشرعية (https://hwazen.com/vb/f38.html)
-   -   التعلق بالله (https://hwazen.com/vb/t8659.html)

ام اسلام 05-24-2015 05:25 PM

التعلق بالله
 
التعلق بالله




ما أحوجنا في هذا الزمان إلى تعليق القلوب بالله والثبات على منهج الله والإكثار من ذكر الله وربط النفوس بالله وتقوية الصلات مع الله فإن الأحداث الأخيرة كشفت ضعفاً كبيراً وخللاً عظيماً عندنا في هذا الجانب.

ضاعت نفوسنا في لحظة وغاب الإيمان من قلوب كثير منا وتهنا في الغفلة وتحير الناس في برهة وظهر التلون والتناقض والاضطراب فينا بين ساعة وساعة.

فما أحوجنا إلى الله وما أشد حاجتنا إلى تذكير القلوب وتعليق النفوس بالله ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾ [الرعد: 28] ويقول جل وعلا عن حال المؤمنين والمنافقين يوم الأحزاب: ﴿ وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا ﴾ وقال عن المؤمنين: ﴿ وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 22].

فأين إيماننا بالله وأين خوفنا من الله وأين رجاؤنا في الله وأين أملنا فيه وأين توكلنا عليه وأين ثقتنا به كل ذلك غاب في لحظات قليلة والله المستعان مع أن الله سبحانه وتعالى يقول: ﴿ قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ﴾ [التوبة: 51] ويقول: ﴿ الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ﴾.

أصبح الكثير منا والله المستعان يفكر بتفكير دنيوي مادي بحت ويتكلم ويحلل وكأن الله ليس بموجود ويحسب ألف حساب للشرق وألف حساب للغرب وألف حساب للدولة الفلانية والرئيس الفلاني ثم لا يذكر الله إلا قليلاً ولا يتذكر عظمة الله لحظة واحدة فإذا تكلم قال أمريكا وإذا نطق نطق عن منطق قوة الدول وتدخلات الأمم دون أن يتكلم عن قوة الله وقدرته وإذا تفوه عن شيء وتحدث عنه لا تسمع منه إلا الحديث عن القوة المحسوسة والأشياء الموجودة دون أن يكترث بقدرة الله وتدخله وإراداته وقوله للشيء كن فيكون وتسمعه يحصي جنود الأمم كلها ويتذكر جيوش العالم من أقصاه إلى أقصاه ويغيب عن باله جند الله وجنوده ﴿ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ ﴾ [المدثر: 31] ﴿ هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا ﴾ [الفتح: 4].

تعلقت قلوبنا بالدنيا وآثرناها على الآخرة وأحببناها حباً جماً وتعلقنا بها تعلقاً شديداً حتى وصل بنا الحال والعياذ بالله إلى أن نفضل الدنيا على الآخرة ونؤثر الفانية على الباقية ونخلد إلى الراحة والدعة ونتمسك تمسكاً شديداً بالحياة ونكره لقاء الله ونخاف من الموت في سبيل الله.

يقول الله سبحانه ﴿ مَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * وَمَنْ جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ﴾ [العنكبوت: 5، 6] يقول النبي صلى الله عليه وسلم: " من أحب لقاء الله أحب الله لقائه ومن كره لقاء الله كره الله لقائه " ويقول صلى الله عليه وسلم: " ولينزعن الله مهابة في قلوب أعدائكم منكم وليقذفن في قلوبكم الوهن قالوا وما الوهن يا رسول الله قال حب الدنيا وكراهية الموت ".

أصبحنا والله المستعان نخشى من غضب الناس دون أن نخشى من غضب الله ونحسب حسابات طويلة عريضة للبشر دون أن نحسب حساباً لرب البشر ونؤمن بالقدرات البشرية والقوات المادية دون أن نفكر في قوة الله وقدرته وعظمته ﴿ وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴾ [الزمر: 67].

أن تسيير الأمور وتصريف الأحوال هو من عند الله ونام الناس ليلتهم تلك في همّ شديد وكرب عظيم وقلق بالغ وأسى وحزن، ناموا وفي نظرهم أن الصبح لن يصبح إلا وقد سيطر الحوثة على كل شيء وأكلوا الدنيا أكلاً وكأنهم هم المسيرون للكون
فلما رأى الناس ذلك تنفسوا الصعداء وفرحوا بذلك ولكنهم عادوا لنفس الخطأ وربطوا تعلقهم بالعاصفة وجعلوا أملهم الكامل فيها وعادوا من حيث بدأوا في التعلق بغير الله وظنوا أن العاصفة هي المنجية لهم وعقدوا آمالهم ورجاءهم وتعلقهم عليها ونسوا الله وقدرته وتدبيره ومكره وحكمته وتسييره وتصرفه وإرادته وغاب عنا أن الأمر من قبل ومن بعد بيد الله وأن هذه كلها ما هي إلا أسباب يسوقها الله فالمسبب لها هو الله والمحرك للأمور كلها هو الله فليكن أملنا في الله ورجاؤنا فيه واعتمادنا عليه وتعلقنا به وتوكلنا عليه حتى لا تنعكس علينا الأمور وتتغير الأحوال ويبدل الله الحال من حال إلى حال وتنقلب علينا النعم إلى نقم مثلما انقلبت الوحدة علينا من قبل من منحة في البداية إلى محنة في النهاية ومثلما صارت الهبة مفرحة في أول الأمر وتذمر في آخره ونخشى إذا لم تتعلق قلوبنا بالله وحده وينعقد الرجاء فيه وحده ونعتقد أن الله وقدرته وقوته هي كل شيء إذا لم نستيقن بهذا اليقين فإننا نخشى أن تتحول الحزم إلى شقاء وهدم.

ولهذا ربط الله سبحانه وتعالى قلوب الناس به بعد معركة الأحزاب وحدوث الرياح والعواصف فقال:

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا
[الأحزاب: 9] فربط الله نفوس المؤمنين به وبنصره ونعمه وليس بالريح والعواصف والقواصم فهذه كلها ما هي إلا أسباب فلا نجعل الأسباب تنسينا مسبب الأسباب ومدبر الأمور جل جلاله سبحانه وتعالى.

علينا أن نتوب إلى الله ونحسن الظن بالله ونحقق التوحيد الخالص لله ونجعل أملنا ورجائنا وتعلقنا في الله سبحانه وتعالى وحده فلا رجاء في مخلوق ولا أمل في دول ولا نافع ولا ضار إلا الله وحده سبحانه وتعالى ﴿ أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ ﴾ [النمل: 62] ﴿ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ ﴾ [الزمر: 38].



حمامة الاسلام 05-24-2015 06:51 PM

رد: التعلق بالله
 
بارك الله فيك و نفعك و نفع بك

أم إلياس 05-24-2015 11:27 PM

رد: التعلق بالله
 
&#91size=5&#93&#91color=purple&#93جزاك الله خيرا اختي sdfsdf&#91/color&#93&#91/size&#93

ام اسلام 05-25-2015 01:15 PM

رد: التعلق بالله
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حمامة الاسلام (المشاركة 66901)
بارك الله فيك و نفعك و نفع بك

وفيك بارك الرحمن
شكرا لك

ام اسلام 05-25-2015 01:22 PM

رد: التعلق بالله
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم إلياس (المشاركة 66926)
&#91size=5&#93&#91color=purple&#93جزاك الله خيرا اختي sdfsdf&#91/color&#93&#91/size&#93

بارك الله فيك
وفى مروركالطيب


الساعة الآن 11:05 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.1 TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
يرحل الجميع ويبقي شعاع بيت العلم والحب(ملك الكلمة)