منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد

منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد (https://hwazen.com/vb/index.php)
-   شعاع القصص الوعظية (https://hwazen.com/vb/f23.html)
-   -   يداهمني كلما هممت بالحفظ ..وأشعر بالصداع (https://hwazen.com/vb/t9280.html)

يآسمين 08-18-2015 07:35 PM

يداهمني كلما هممت بالحفظ ..وأشعر بالصداع
 
يداهمني كلما هممت بالحفظ ..وأشعر بالصداع

الكسل من الأمور التي يفقد بسببها الإنسان الخير العظيم , فتجد لديه الوقت والخير من حوله كثير , لكن لا يجد في نفسه إقبال على الأعمال , بل يميل إلى الدعة والراحة , وهذا من طبائع النفوس البشرية ؛ لكن لو هذه النفس تحفزت بمعرفة فضل العمل التي هي مقبلة عليه , وعظم جزاؤه , وتدبرت ما يؤول إليه مصير العبد , وأنه لن يخرج من الدنيا إلا بالعمل
فلما الكسل وقت البذر !؟


فكثرة السماع عن نعيم أهل الجنة وعذاب أهل النار يذهب من النفس كسلها عن الإقبال على الطاعات , ومن الأمور التي تذهب الكسل .. الشعور بالغبطة , عندما تعلم أن هناك من هو مثلك تماما , ولكنه فاز وحقق ما تتمناه أنت , فأصحاب الهمة العالية كثر , والنظر إليهم كسل النفس لشعورها بالغيرة ..


أما شعورك بالصداع , فسيذهب عندما تقارن نفسك بحالة الأخت (( أمينة المعطاوي )) , تعال لنسمع منها رحلتها المهيبة...

تقول :
(( أنا إنسانة كنت أحس نفسي وئدت قبل أن أولد , لما عانيته في حياتي من مصاعب متنوعة , مالم يخطر على بال الكثير ؛ لكن الحمد لله , لم تتأثر ثقتي بالله , فعندما كنت أعجز عن تفسير ما يدور حولي , ألجأ إلى الله تعالى , فلقد كنت مصابة بورم في المخ , لم يكن خبيثًا إلا أن الألم كان فظيعًا , رغم العلاج المستمر والمنتظم , لم يسجل تحسن لمدة أربع سنوات , لكن بداخلي كنت متيقنة أن الله ما ابتلاني بمرض إلا ليهبني شيئا ساميا وعظيما , ويغفر لي ذنوبي , فالابتلاء له فوائد لا نعلمها ..
آخر مرة زرت الطبيب أظلمت الدنيا في عيني بسبب آخر تقرير , كان لا يبشر بخير أبدا , فقررت أن أحفظ القرآن .. في البداية لم يكن ذلك بنية الشفاء , بل بنية أن أحفظه قبل أن أموت ؛ لأني بدأت أشعر بقرب النهاية ..

بدأت الحفظ لوحدي , فكنت أجتهد أحيانا وتفتر همتي أحيانا أخرى , لاعتقادي أن إجهاد عقلي بالحفظ قد يزيد من حدة المرض , وباختصار لم أتجاوز بعض أجزاء متفرقة , كنت أحمد الله ليل نهار عليها , إلى أن حفظت سورة البقرة كاملة ؛ فوالله إن شعوري كان لا يوصف , وفرحتي كانت كبيرة بختمها , شعرت بفرحة أنستني ألمي بالرغم من أني كنت أشتغل لأني أعول أبي وأمي .

ومن لحظتها انطلقت أحفظ , ولكن النوم كانت له هجمات , لدرجة أني نمت في يوم ما يناهز 16 ساعة , خفت بعدها أن يضيع مني الوقت , فلجأت إلى الله , وكلي يقين أن يبعد عني الشيطان , وكنت أتغلب عليه بالوضوء الكثير ؛ فهو منبه عجيب , وكنت أتحرك حتى لا أستسلم لمرضي , ويجتاحني الكسل وأنا أحفظ , وأستعين بالصلاة والإستغفار .

ولكن لم أكن راضية على نفسي بالرغم من اجتهادي في الحفظ , كنت أقول (( بم تفوقني عاليات الهمة , اللواتي يحفظن بإتقان ؟؟ إذن لم لا أضاعف مجهوداتي ؟؟ ولن أترك غيري يسبقني إلى الله )) ,

بالرغم من الأم الذي أعانيه من مرضي , فالألم قاسي لا يحتمل , فالورم اكتشفوا أنه يكبر بمرور الوقت .

وعندما قرأت قوله سبحانه في سورة طه : ( قال هم أولاء على أثري وعجلت إليك ربي لترضى ) , انفجرت باكية , فأنا عما قريب سأموت ؛ فكنت أحفظ حتى ألقَ الله بكتابه لعله يغفرلي , لكن الله إذا أعطى أدهش , ويقرب لنا المسافات , ويسهل علينا الصعاب , ويجازينا على كل خطوة نخطوها في الطريق إليه أحسن الجزاء .

وأكملت مسيرة الحفظ , وانتقلت من صفحة تلو الأخرى , ومن سطر إلى آخر وأنا في صراع مع مرضي , وشيطاني , ونفسي ؛ وتمر الأيام وأنا مستمرة في جهادي في الحفظ , فمرات يشتد الألم , ومرات أتصبر , ومرات أشعر أني لن استطيع الختم لأني سأموت , ومرات يتسرب لي الملل , لكن في كل مرة أقول في نفسي : (( سأموت وسيموت كل الناس , لكن بماذا سأقابل رب العالمين ؟ أريد شفيع .. أريد مؤنس في قبري , فالقبر موحش )) .

فكلما خار عزمي تذكرت أبي وأمي , فكم أتمنى أن أشرفهم , وأكرمهم يوم القيامة بالتاج , فكم تألموا لمرضي , وأتذكر قول الملائكة لي (( اقرأ وارتق )) , فترتفع همتي وتعلو , وهكذا ..
فكنت في حرب سجال إلى أن هبطت همتي , واسودت الدنيا في عيني , وشعرت باستحالة حفظ القرآن بسبب مرضي , وكدت أن أترك العمل , لكن المشكلة كيف سأعول أبي وأمي ؟ فبكيت كثيرا في جوف الليل , وكنت أقرأ في القرآن , فوقعت عيني على قوله تعالى : ( ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر ) , فوالله كأني أقرأها لأول مرة ..


الله أكبر .. لقد تكفل الله لي بتيسير الحفظ , فلما لا أستعين به , وأجدد عزمي ؟؟ فقلت لحظتها .. والله لن أقابل الله إلا وكتابه في صدري ؛ وأكملت مسيرة الحفظ ... ومرت الأيام وأنا في جهاد , إلى أن أتت ليلة الختم ؛ فقررت ألا أنام قبل الختم .. توضأت ثم صليت ركعتين , وبدأت الحفظ , وفي تلك الليلة بفضل الله , فتح الله عليّ فتحا كبيرا , فكنت أحفظ في قمة التركيز والفرح ؛ إلى أن وصلت لمشارف الختم ...

وأخيرًا لاحت لي أعلام سورة الناس , يالله .. وأخيرًا وصلت .. وهنا ذرفت دموعا لم أذق حلاوة مثلها من قبل , فبكيت بكاءً من أعماق قلبي ؛ فلقد كنت أحفظ حفظ إنسان مقدم على أن يسمع أمام الملائكة , وعلى رؤوس الأشهاد فالموت أعلامه تلوح لي من قريب ..

فبختمتي شعرت أني ولدت من جديد , ويا لها من ولادة ؛ فالحمد لله القادر على كل شيء , والذي إذا أراد شيئا قال له كن فيكون ؛ فحينها شعرت بقرب النهاية , لكن لم تكن مشاعري كما كانت , بل فرحت لأني سأقدم على الله تبارك وتعالى وأنا حاملة لكتابه ..

وبعد أيام ذهبت لمتابعة التحاليل على الورم , وكنت في حالة من الاستعداد لتلقي الكارثة ؛ ولكن صدمت صدمة لم أكن أتصورها ؛ لقد خرج الطبيب ليخبر بنتيجة التحليل , وتنادى الأطباء , واجتمعوا على الأشعة ليتأكدوا مما يرون , وأنا جالسة أقول : (( اللهم أجرني في مصيبتي واخلفني خيرا منها )) , ( قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا ) , وتمر الدقائق كأنها سنين , وشعرت بهبوط عندما بدء الطبيب يخبرني عن النتيجة , وصدمت صدمة عمري كله , عندما قال : ( سبحان الله لقد تم شفاؤك بنسبة 70 بالمائة )) !!!

الله أكبر .. الله أكبر !

يا الله ما أعظم هذا الخبر , وأنا التي كنت أطمع بتحسن بنسبة واحد بالمائة , ساعتها بكيت بكاءً لم أبكه من قبل في حياتي ؛ صدق الله : ( فيه شفاء للناس ) , فلا تقنطوا من رحمة الله , فكل ما يكتبه لنا فهو رحمة بنا , ورأفة بنا , فنحن الضعفاء الفقراء ... وأخيرا .. أحمد الله على نعمة القرآن .

هوازن الشريف 08-18-2015 07:56 PM

رد: يداهمني كلما هممت بالحفظ ..وأشعر بالصداع
 
قصة مميزه لشخصية نحترمها

بارك الله فيك مشرفتنا ياسمين



ينقل للقسم المناسب

يآسمين 08-18-2015 10:19 PM

رد: يداهمني كلما هممت بالحفظ ..وأشعر بالصداع
 
و فيك بارك الله معلمتي هوازن

أم إلياس 08-18-2015 10:47 PM

رد: يداهمني كلما هممت بالحفظ ..وأشعر بالصداع
 
بارك الله فيك اختي وجعله في ميزان حسناتك




:::aaaazz :::aaaazz :::aaaazz


ام بشري 08-18-2015 11:03 PM

رد: يداهمني كلما هممت بالحفظ ..وأشعر بالصداع
 
الف شكر لكِ على الروعة وجمال الانتقاء
سلمت يداك على طرحك الاكثر من رائع
و الله يعطيك الف عافيه...
وفي انتظاااار جديدك...
.*دمتِ بسعاده لاتغادر روحكم.*.


أم يعقوب 08-19-2015 04:00 PM

رد: يداهمني كلما هممت بالحفظ ..وأشعر بالصداع
 
بارك الله فيك اختي

نُقل للقسم المناسب

جمانه 08-19-2015 07:13 PM

رد: يداهمني كلما هممت بالحفظ ..وأشعر بالصداع
 
http://faculty.mu.edu.sa/public/uplo...3119_13974.gif


http://www.mydreambox.net/vb/imgcache/2013/6/120712.gif

يآسمين 08-21-2015 11:01 AM

رد: يداهمني كلما هممت بالحفظ ..وأشعر بالصداع
 
و فيكن بارك الله و جزاكن كل خير أخواتي الغاليات
أسعدني مروركن

سها 08-24-2015 02:14 AM

رد: يداهمني كلما هممت بالحفظ ..وأشعر بالصداع
 
سلمت يمناك على ما قدمت لنا ...الشيطان يخذلني بكبر سني وصعوبة الحفظ وموضوعك حفزني لأصمم على حفظ كتاب الله ..يارب يسر يارب يسر.

حمامة الاسلام 10-19-2015 08:48 PM

رد: يداهمني كلما هممت بالحفظ ..وأشعر بالصداع
 
بارك الله فيك و نفعك و نفع بك


الساعة الآن 09:24 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.1 TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
يرحل الجميع ويبقي شعاع بيت العلم والحب(ملك الكلمة)