يداهمني كلما هممت بالحفظ ..وأشعر بالصداع يداهمني كلما هممت بالحفظ ..وأشعر بالصداع الكسل من الأمور التي يفقد بسببها الإنسان الخير العظيم , فتجد لديه الوقت والخير من حوله كثير , لكن لا يجد في نفسه إقبال على الأعمال , بل يميل إلى الدعة والراحة , وهذا من طبائع النفوس البشرية ؛ لكن لو هذه النفس تحفزت بمعرفة فضل العمل التي هي مقبلة عليه , وعظم جزاؤه , وتدبرت ما يؤول إليه مصير العبد , وأنه لن يخرج من الدنيا إلا بالعمل فلما الكسل وقت البذر !؟ فكثرة السماع عن نعيم أهل الجنة وعذاب أهل النار يذهب من النفس كسلها عن الإقبال على الطاعات , ومن الأمور التي تذهب الكسل .. الشعور بالغبطة , عندما تعلم أن هناك من هو مثلك تماما , ولكنه فاز وحقق ما تتمناه أنت , فأصحاب الهمة العالية كثر , والنظر إليهم كسل النفس لشعورها بالغيرة .. أما شعورك بالصداع , فسيذهب عندما تقارن نفسك بحالة الأخت (( أمينة المعطاوي )) , تعال لنسمع منها رحلتها المهيبة... تقول : (( أنا إنسانة كنت أحس نفسي وئدت قبل أن أولد , لما عانيته في حياتي من مصاعب متنوعة , مالم يخطر على بال الكثير ؛ لكن الحمد لله , لم تتأثر ثقتي بالله , فعندما كنت أعجز عن تفسير ما يدور حولي , ألجأ إلى الله تعالى , فلقد كنت مصابة بورم في المخ , لم يكن خبيثًا إلا أن الألم كان فظيعًا , رغم العلاج المستمر والمنتظم , لم يسجل تحسن لمدة أربع سنوات , لكن بداخلي كنت متيقنة أن الله ما ابتلاني بمرض إلا ليهبني شيئا ساميا وعظيما , ويغفر لي ذنوبي , فالابتلاء له فوائد لا نعلمها .. آخر مرة زرت الطبيب أظلمت الدنيا في عيني بسبب آخر تقرير , كان لا يبشر بخير أبدا , فقررت أن أحفظ القرآن .. في البداية لم يكن ذلك بنية الشفاء , بل بنية أن أحفظه قبل أن أموت ؛ لأني بدأت أشعر بقرب النهاية .. بدأت الحفظ لوحدي , فكنت أجتهد أحيانا وتفتر همتي أحيانا أخرى , لاعتقادي أن إجهاد عقلي بالحفظ قد يزيد من حدة المرض , وباختصار لم أتجاوز بعض أجزاء متفرقة , كنت أحمد الله ليل نهار عليها , إلى أن حفظت سورة البقرة كاملة ؛ فوالله إن شعوري كان لا يوصف , وفرحتي كانت كبيرة بختمها , شعرت بفرحة أنستني ألمي بالرغم من أني كنت أشتغل لأني أعول أبي وأمي . ومن لحظتها انطلقت أحفظ , ولكن النوم كانت له هجمات , لدرجة أني نمت في يوم ما يناهز 16 ساعة , خفت بعدها أن يضيع مني الوقت , فلجأت إلى الله , وكلي يقين أن يبعد عني الشيطان , وكنت أتغلب عليه بالوضوء الكثير ؛ فهو منبه عجيب , وكنت أتحرك حتى لا أستسلم لمرضي , ويجتاحني الكسل وأنا أحفظ , وأستعين بالصلاة والإستغفار . ولكن لم أكن راضية على نفسي بالرغم من اجتهادي في الحفظ , كنت أقول (( بم تفوقني عاليات الهمة , اللواتي يحفظن بإتقان ؟؟ إذن لم لا أضاعف مجهوداتي ؟؟ ولن أترك غيري يسبقني إلى الله )) , بالرغم من الأم الذي أعانيه من مرضي , فالألم قاسي لا يحتمل , فالورم اكتشفوا أنه يكبر بمرور الوقت . وعندما قرأت قوله سبحانه في سورة طه : ( قال هم أولاء على أثري وعجلت إليك ربي لترضى ) , انفجرت باكية , فأنا عما قريب سأموت ؛ فكنت أحفظ حتى ألقَ الله بكتابه لعله يغفرلي , لكن الله إذا أعطى أدهش , ويقرب لنا المسافات , ويسهل علينا الصعاب , ويجازينا على كل خطوة نخطوها في الطريق إليه أحسن الجزاء . وأكملت مسيرة الحفظ , وانتقلت من صفحة تلو الأخرى , ومن سطر إلى آخر وأنا في صراع مع مرضي , وشيطاني , ونفسي ؛ وتمر الأيام وأنا مستمرة في جهادي في الحفظ , فمرات يشتد الألم , ومرات أتصبر , ومرات أشعر أني لن استطيع الختم لأني سأموت , ومرات يتسرب لي الملل , لكن في كل مرة أقول في نفسي : (( سأموت وسيموت كل الناس , لكن بماذا سأقابل رب العالمين ؟ أريد شفيع .. أريد مؤنس في قبري , فالقبر موحش )) . فكلما خار عزمي تذكرت أبي وأمي , فكم أتمنى أن أشرفهم , وأكرمهم يوم القيامة بالتاج , فكم تألموا لمرضي , وأتذكر قول الملائكة لي (( اقرأ وارتق )) , فترتفع همتي وتعلو , وهكذا .. فكنت في حرب سجال إلى أن هبطت همتي , واسودت الدنيا في عيني , وشعرت باستحالة حفظ القرآن بسبب مرضي , وكدت أن أترك العمل , لكن المشكلة كيف سأعول أبي وأمي ؟ فبكيت كثيرا في جوف الليل , وكنت أقرأ في القرآن , فوقعت عيني على قوله تعالى : ( ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر ) , فوالله كأني أقرأها لأول مرة .. الله أكبر .. لقد تكفل الله لي بتيسير الحفظ , فلما لا أستعين به , وأجدد عزمي ؟؟ فقلت لحظتها .. والله لن أقابل الله إلا وكتابه في صدري ؛ وأكملت مسيرة الحفظ ... ومرت الأيام وأنا في جهاد , إلى أن أتت ليلة الختم ؛ فقررت ألا أنام قبل الختم .. توضأت ثم صليت ركعتين , وبدأت الحفظ , وفي تلك الليلة بفضل الله , فتح الله عليّ فتحا كبيرا , فكنت أحفظ في قمة التركيز والفرح ؛ إلى أن وصلت لمشارف الختم ... وأخيرًا لاحت لي أعلام سورة الناس , يالله .. وأخيرًا وصلت .. وهنا ذرفت دموعا لم أذق حلاوة مثلها من قبل , فبكيت بكاءً من أعماق قلبي ؛ فلقد كنت أحفظ حفظ إنسان مقدم على أن يسمع أمام الملائكة , وعلى رؤوس الأشهاد فالموت أعلامه تلوح لي من قريب .. فبختمتي شعرت أني ولدت من جديد , ويا لها من ولادة ؛ فالحمد لله القادر على كل شيء , والذي إذا أراد شيئا قال له كن فيكون ؛ فحينها شعرت بقرب النهاية , لكن لم تكن مشاعري كما كانت , بل فرحت لأني سأقدم على الله تبارك وتعالى وأنا حاملة لكتابه .. وبعد أيام ذهبت لمتابعة التحاليل على الورم , وكنت في حالة من الاستعداد لتلقي الكارثة ؛ ولكن صدمت صدمة لم أكن أتصورها ؛ لقد خرج الطبيب ليخبر بنتيجة التحليل , وتنادى الأطباء , واجتمعوا على الأشعة ليتأكدوا مما يرون , وأنا جالسة أقول : (( اللهم أجرني في مصيبتي واخلفني خيرا منها )) , ( قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا ) , وتمر الدقائق كأنها سنين , وشعرت بهبوط عندما بدء الطبيب يخبرني عن النتيجة , وصدمت صدمة عمري كله , عندما قال : ( سبحان الله لقد تم شفاؤك بنسبة 70 بالمائة )) !!! الله أكبر .. الله أكبر ! يا الله ما أعظم هذا الخبر , وأنا التي كنت أطمع بتحسن بنسبة واحد بالمائة , ساعتها بكيت بكاءً لم أبكه من قبل في حياتي ؛ صدق الله : ( فيه شفاء للناس ) , فلا تقنطوا من رحمة الله , فكل ما يكتبه لنا فهو رحمة بنا , ورأفة بنا , فنحن الضعفاء الفقراء ... وأخيرا .. أحمد الله على نعمة القرآن . |
رد: يداهمني كلما هممت بالحفظ ..وأشعر بالصداع قصة مميزه لشخصية نحترمها بارك الله فيك مشرفتنا ياسمين ينقل للقسم المناسب |
رد: يداهمني كلما هممت بالحفظ ..وأشعر بالصداع و فيك بارك الله معلمتي هوازن |
رد: يداهمني كلما هممت بالحفظ ..وأشعر بالصداع بارك الله فيك اختي وجعله في ميزان حسناتك :::aaaazz :::aaaazz :::aaaazz |
رد: يداهمني كلما هممت بالحفظ ..وأشعر بالصداع الف شكر لكِ على الروعة وجمال الانتقاء سلمت يداك على طرحك الاكثر من رائع و الله يعطيك الف عافيه... وفي انتظاااار جديدك... .*دمتِ بسعاده لاتغادر روحكم.*. |
رد: يداهمني كلما هممت بالحفظ ..وأشعر بالصداع بارك الله فيك اختي نُقل للقسم المناسب |
رد: يداهمني كلما هممت بالحفظ ..وأشعر بالصداع |
رد: يداهمني كلما هممت بالحفظ ..وأشعر بالصداع و فيكن بارك الله و جزاكن كل خير أخواتي الغاليات أسعدني مروركن |
رد: يداهمني كلما هممت بالحفظ ..وأشعر بالصداع سلمت يمناك على ما قدمت لنا ...الشيطان يخذلني بكبر سني وصعوبة الحفظ وموضوعك حفزني لأصمم على حفظ كتاب الله ..يارب يسر يارب يسر. |
رد: يداهمني كلما هممت بالحفظ ..وأشعر بالصداع بارك الله فيك و نفعك و نفع بك |
الساعة الآن 09:24 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.1 TranZ By
Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
يرحل الجميع ويبقي شعاع بيت العلم والحب(ملك الكلمة)