منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد

منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد (https://hwazen.com/vb/index.php)
-   شعاع الروايات العالمية (https://hwazen.com/vb/f82.html)
-   -   قصة حقيقية .. مسلسلة قصيرة (https://hwazen.com/vb/t9469.html)

عطر الجنة 09-09-2015 12:31 AM

قصة حقيقية .. مسلسلة قصيرة
 


[formatting="font-family: Tahoma; font-size: 13px; color: rgb(0, 0, 0); font-weight: normal; font-style: normal; text-align: center; background-color: rgb(255, 255, 255); border-style: dotted; border-width: 3px; border-color: rgb(181, 22, 155); width: 91%; background-image: url(massy/images/backgrounds/27.gif);"]



http://cdn.top4top.co/i_2ce48e447a2.jpg





الحلقة الأولى


في قرية نائية في كوخ تحمله صخور صلبة خشنة الملمس ، في أوائل الثلاثينات من القرن الماضي.. خرج أحمد إلى دنيانا فصار رضيعا بعد أن كان جنينا يحيا في قرار مكين ..

فرح الأبوان بالوافد الجديد، رغم ألم الأم الشديد وظروف البلاد في ظل الاستعمار المقيت..

بلغ أحمد السنتين فتوفت والدته بعد مرض شديد، فاحتار والده في عياله الثلاثة، وتزوج لكنه تفرج على أولاده يتشردون، احتضنته خالته، فكبر وترعرع رغم العنف والأذى والتفرقة واليتم...

صار أحمد طفلا في السابعة من عمره، فخرج ليرعى الغنم، ويجمع الحطب...

يخرج فجرا والعصا تثقل يديه الصغيرتين، ليهش على الغنم ويجري وراءها خائفا من هروبها وعقاب عسير من خالته التي هي زوجة عمه في آن واحد..

ولا يعود إلا قبيل المغرب ليجد طبقا من عصيدة سميد الشعير وماء وملح يسد بها جوعه، ثم يلتحف ملابسه الممزقة ويفرش مخدة بيديه الصغيرتين على حصير قديم في الغرفة المحادية للزريبة... فيغط في النوم من شدة التعب..

مرت الأيام، وأحمد يشتد عوده، يجري ويلعب حافيا رغم كل الظروف القاسية المحيطة به، يجلس خلسة مع أصدقائه أحيانا للعب.. حتى العقارب الصغيرة التي تلسعه أحيانا وهو منهمك في اللعب بالحجيرات الصغيرة مع ابن عمه... احتارت في أمره، كلما لسعته حك مكان اللسعة بكل خفة واستمر في اللعب، فتنسحب مغلوبة على أمرها..

بلغ أحمد عشر سنوات... وفي يوم من الأيام، وهو في رحلة الرعي اليومية، بين الجبال والغابات القريبة.. يفاجأ بوالده يناديه من بعيد...

[/formatting]

عطر الجنة 09-09-2015 12:42 AM

رد: قصة حقيقية .. مسلسلة قصيرة
 
[formatting="font-family: Tahoma; font-size: 13px; color: rgb(0, 0, 0); font-weight: normal; font-style: normal; text-align: center; background-color: rgb(255, 255, 255); border-style: dotted; border-width: 3px; border-color: rgb(204, 40, 237); width: 91%; background-image: url(massy/images/backgrounds/27.gif);"]



قصة مسلسلة قصيرة

الحلقة الثانية


بينما كان أحمد مستظلا بشجرة وارفة يراقب القطيع، إذ يسمع نداء والده قادما من بعيد...

فأخبره أنه سيرسله إلى مسجد القرية المجاورة لتعلم القرآن..

سر أحمد بالخبر سرورا..

وبعد أيام كان موعده مع عالم جديد، لا يعرف عنه سوى أحلام صاغها في خياله وحياة جديدة بعيدا عن رائحة البهائم و جوع البطن وحفاء القدمين..

وصل مع والده إلى مسجد صغير على حمار أشهب..

وبعد لحظات تركه والده ورحل، جلس بين رفقائه الجدد غريبا حائرا يقارن بين تصوره والواقع الماثل أمامه، وعينيه معلقتين بالمعلم ذو العصا الطويلة، التي تطرق رأس كل من أحدث خطأفي القرآن.

رفع رأسه فإذا بالسقف أسود يصبغه جيش عرمرم من الذباب. فعرف أنه لا مجال للدلال هنا..

مرت الأيام وقد بدأ يتعايش مع الحياة الجديدة، جوع أكثر مما عرف، عنف أكثر مما اكتشف، برد جبلي منه الدفء انصرف..

لا يرى أهله إلا مرة في الشهر، واليوم الرائع هو يوم الجمعة، حيث يأتيهم الطعام من أهل القرية، كسكس بسميد شعير مرفق بلبن رائب ( قريب مما يسمى في الشام: المفتول).

مرت سنتين، حفظ أحمد خلالها القرآن كاملا وألفية بن مالك.

فعاد إلى أهله، وبدأ يساعد في الأرض وحرثها، وتسلق الأشجار وقطف ثمارها.

مرت أربع سنوات، نضج فيها أحمد أكثر، فأصبح يفكر جديا في مغادرة هذا العالم الصغير إلى العاصمة، تاقت نفسه إلى هناك لما يسمع من أبناء القرية القاطنين بها، وحكاياتهم عنها خلال زيارتهم السنوية في عيد الأضحى..

اتفق مع صديق الطفولة، وقرروا الهرب إلى العاصمة..

لا مال ولا ملابس والمغامرة مغرية والطريق غامضة..

لكن القرار صدر، وتحدي الظروف حضر، انطلق الصديقان وأطلقا لرجليهما العنان بعد صلاة الفجر.

ثلاثة أيام تنقلا فيها بين وسائل المواصلات المختلفة، وبين جوع وقطف أوراق الشجر هذا يرق لحالهما وهذا يتجاهلهما وهذا يتوجس خيفة منهما..

وصلا أخيرا إلى العاصمة، وبدأت حياة جديدة من نوع مختلف تماما,

http://sub5.rofof.com/img3/01koiym17.gif
يتبع بعون الله

http://sub5.rofof.com/img3/01koiym17.gif
[/formatting]

عطر الجنة 09-09-2015 01:36 AM

رد: قصة حقيقية .. مسلسلة قصيرة
 
[formatting="font-family: Tahoma; font-size: 13px; color: rgb(0, 0, 0); font-weight: normal; font-style: normal; text-align: center; background-color: rgb(255, 255, 255); border-style: dotted; border-width: 3px; border-color: rgb(204, 40, 237); width: 91%; background-image: url(massy/images/backgrounds/27.gif);"]





قصة مسلسلة قصيرة

الحلقة الثالثة

وصل الصديقان أخيرا إلى العاصمة في الظهيرة وهما يلويان أمرهما، وطوال الطريق كان أحمد يدعو ربه أن يجدا حياة أفضل مما عاشاه من قهر وذل وضيق ذات اليد..

وصلا إلى بوابة كبيرة تدخل إلى سوق كبير، وأيامها كانت المباني قليلة، والاستعمار يغير واجهة المدينة كلها.. فبدآ يسألان عن بعض شباب القرية الذين يعملون عند البقالين ومنهم جار قد سمعوا منه مرة اسم حي في العاصمة ومكان عمله..

ومن مكان إلى مكان وتوجيه إلى توجيه، وبعد قرابة ست كيلومترات مشيا على الأقدام والجوع والعطش وصلا أخيرا بعد العصر إلى الحي المقصود والرجل المراد بعينه، فوجدا الدكان مقفلا.

سألوا جاره فأخبرهم أنه لن يأتي اليوم.. ولا يعرفوا شيئا عن عنوانه..

قضوا الليلة قرب الدكان وأسنانهم تصطك من البرد..

أصبح الصباح وبعد الانتظار جاء أخيرا.. رحب بهما وقدم لهما فطورا وبعد ساعات ارتاحوا فيها من وعثاء السفر توسط لهما للعمل في بقالة رجل غني من نفس البلدة..

.............................. .............................. .

مرت أربع سنوات ذاق فيها أحمد حلاوة الاستقلالية المادية، وبدأت جروح كثيرة من الماضي تلتئم..

أصبحت نفس أحمد تتوق لعمل أفضل بعيدا عن الدقيق والزيت والسكر.. فبدأ البحث عن عمل آخر أكثر راحة وأفضل راتبا.

ولأنه كان محافظا على الاستغفار وورد يومي من القرآن منذ أكرمه الله بحفظه، فإن قلبه النقي كان واثقا في الله رغم كل المعوقات التي تواجهه..

قرر أن ينطلق باحثا عن رزقه إلى العاصمة الاقتصادية ( مدينة تبعد بقرابة تسعين كيلومترا عن العاصمة) بعد أن حصل على عنوان خاله الذي لم يره أبدا ولا يعلم عنه شيئا.. سوى اسمه وعنوانه..

وفي ليلة سفره وهو عائد إلى البيت الذي يستأجره مع أصدقائه..

فوجئ بكارثة كادت أن تودي بحياته...

http://sub5.rofof.com/img3/01koiym17.gif

يتبع بعون الله


http://sub5.rofof.com/img3/01koiym17.gif









[/formatting]

عطر الجنة 09-09-2015 01:39 AM

رد: قصة حقيقية .. مسلسلة قصيرة
 
[formatting="font-family: Tahoma; font-size: 13px; color: Rgb(0, 0, 0); font-weight: Normal; font-style: Normal; text-align: Center; background-color: Rgb(255, 255, 255); border-style: Dotted; border-width: 3px; border-color: Rgb(204, 40, 237); width: 91%; background-image: Url(massy/images/backgrounds/27.gif);"]



قصة مسلسلة قصيرة

الحلقة الرابعة

عاد أحمد إلى البيت بعد أن أنهى كل شيء مع صاحب المحل، ليستعد للسفر صباحا..

فلما وصل وجد رفاقه يشربون كعادتهم كل ليلة أحد، فألقى السلام وذهب للغرفة الأخرى للنوم، وما إن هم بالخروج من الغرفة حتى أمسكه الثلاثة وفتحوا فمه غصبا ليشربوه الخمر التي يرفضها منذ عرفوه..

أشربوه قنينة بأكملها حتى ظنوا أنه قد ثمل..

تركوه أخيرا بعد مقاومة شديدة منه، فأحس بوجع رهيب في بطنه وأصابته كحة شديدة كادت أن تلفظ أنفاسه خارج جسده.

وأبات ليلتها ييستفرغ كل ما أكره عليه من شراب..

فلما بزغ الفجر وقد ناموا، توضأ وصلى ثم انسحب في هدوء دون أن ينبس ببنت شفة تاركا حصته في الإيجار والكهرباء والماء فوق الطاولة.. وانطلق نافذا بجلده لعل الله يهيئ له عالما أفضل..

أما رفيق الطريق والصغر فقد ذهب إلى الخارج ليعمل في معمل للسيارات هناك..

وصل أحمد إلى المدينة تائها غريبا، يسأل عن خاله، وبعد ساعات من البحث وجده أخيرا.. وهو في دكانه في درب من دروب هذه المدينة الكبيرة..

سلم عليه فلم يعرفه، فأخبره أنه ابن أخته متوقعا منه حضنا وترحابا، لكن هذا الأخير عامله بجفاء وانهال عليه بالأسئلة، من قبيل ما الذي جاء به، وما الذي جعله يهاجر إلى المدينة..

فطن أحمد إلى أنه غير مرغوب به، فقام مستأذنا وانصرف وهو يفكر في أمره..

ولأن الحياة علمته أن يبذل الأسباب، ويتوكل على مسببها سبحانه، كان قد احتاط لهذا الأمر، فحمل معه عنوان تاجر ملابس كان قد ساعده منذ سنتين في إصلاح سيارته ..

شرع على الفور في البحث، فوجد دكانه أخيرا في أقصى المدينة قبيل المغرب.. أكرمه الرجل وشغله عنده بائعا متجولا في الأسواق في المدن المجاورة..

مرت الأيام وأحمد يعمل بجد وحماسة ويتنقل بين المدن بسيارة صغيرة مليئة بالملابس الجاهزة، ومعه صبي كل عمله هو الصراخ بالأثمنة ومناداة الزبائن..

أما أحمد فكان يبيع ويحاسب ثم يعودان بعد العصر إلى المدينة ليسلم الأمانة لصاحبها..

وحين يحل الليل بسكونه وهو نائم في الدكان... تهفو نفسه لزيارة بلدته والاطمئنان على والده الذي لا يعلم عنه شيئا منذ غادر..

طالما اتهمه أنه ضعيف الشخصية أمام عمه، الذي كان يسيطر على كل أملاكه ويديرها، وكان السبب في تشريد أبنائه الثلاثة وعيشهم في القهر والذل..

كان كل مرة يحن ثم يخشى زيارته لكي لا ييحرموه من العودة إلى المدينة وتحقيق أحلامه ..

وبعد تفكير، نفض كل شيء عن رأسه وشرع في قول أذكار النوم واستغفر ربه حتى نام..

وفي الغد، أمره صاحب العمل بالسفر كالعادة إلى مدينة قريبة مع الصبي..

وصل إلى مفترق طرق ففرمل لينظر أي الطرق يسلك، فأبت السيارة أن تتوقف وسارت بهما والصبي يصرخ من شدة الهلع..

http://sub5.rofof.com/img3/01koiym17.gif
يتبع بعون الله

http://sub5.rofof.com/img3/01koiym17.gif




[/formatting]

عطر الجنة 09-09-2015 01:41 AM

رد: قصة حقيقية .. مسلسلة قصيرة
 
[formatting="font-family: Tahoma; font-size: 13px; color: Rgb(0, 0, 0); font-weight: Normal; font-style: Normal; text-align: Center; background-color: Rgb(255, 255, 255); border-style: Dotted; border-width: 3px; border-color: Rgb(204, 40, 237); width: 91%; background-image: Url(massy/images/backgrounds/27.gif);"]



قصة مسلسلة قصيرة
الحلقة الخامسة

ركب أحمد سيارة العمل مع الصبي متجهين نحو سوق أسبوعي في مدينة قريبة..
فرمل في مفترق الطرق فلم يكبح جماح السيارة التي سارت بهما..
حاول أحمد السيطرة على أعصابه، لكن صراخ الصبي جعله يتوتر أكثر وأكثر، فوض أمره إلى الله ونطق الشهادة وهو موقن بالهلاك..
سارت السيارة فقطعت الطريق وتوغلت في حقل من الحقول.. ثم انقلبت مرات واصطدمت بشجرة، فتوقفت أخيرا وقد تناثرت الملابس وتحولت السيارة إلى ركام معدني مشوه..
مما جعل بعض المزارعين الذين التفوا حول مكان الحادث، يفقدون الأمل في حياة أحمد والصبي..
أخرجاهما بصعوبة من تحت الركام، لكن سبحان الله، أصيبا بكدمات بسيطة لا علاقة لها بشكل السيارة ولا بحجم الحادث..
جمعوا الملابس المتناثرة وعادوا إلى المدينة في سيارة أجرة فأوصلتهما إلى الدكان، وأرسل رب العمل عاملا يهتم بأمر السيارة المنكوبة..
وكان درسا آخر في حياة أحمد، علمه أن الله هو الوحيد الذي يحفظ عباده، مهما كانت تفاصيل الأحداث..
مرت سنوات وأحمد في عمله، وقد بدأ يفكر في الزواج، وزيارة والده بعد أن صار رجلا مستقل الإرادة، قادرا على اتخاذ القرارات ..
واستقلت البلاد من الاستعمار الغاشم كأنها فرحة بنجاح أحمد في التغلب على جراح الماضي، والقرار بتغيير نمط حياته..
أخيرا سافر أحمد إلى قريته، فكان اللقاء مؤثرا جدا مع والده الذي أنجب أولادا آخرين، لكنه لم ينس ابنه أحمد، الذي كان يطمئن عليه من بعيد، ويعرف أخباره من زوار القرية الموسميين، مما كان يثلج صدره رغم الحنين، ويفرحه بابنه رغم الأنين..
صارح أحمد والده برغبته في الزواج، فاختار له ابنة صديق له، في القرية المجاورة، سعد بذلك كثيرا، واستعد نفسيا للحدث السعيد، لكن حدث ما لم يكن بالحسبان..

http://sub5.rofof.com/img3/01koiym17.gif
يتبع بعون الله

http://sub5.rofof.com/img3/01koiym17.gif


[/formatting]

جمانه 09-09-2015 03:13 PM

رد: قصة حقيقية .. مسلسلة قصيرة
 
أستمتعت كثيرآ وانا اقرأ قصتك المتسلسلة المشوقة
وقد زاد الشوق أكثر لمعرفة باقي تفاصيلها
فأرجو أن لايطول الشوق كثيرآ
وتكمليها لنا قريبآ غاليتي
تحياتي ومودتي
aqzse

أم إلياس 09-09-2015 03:57 PM

رد: قصة حقيقية .. مسلسلة قصيرة
 
http://files2.fatakat.com/2015/3/14252299751151.gif

عطر الجنة 09-15-2015 06:13 PM

رد: قصة حقيقية .. مسلسلة قصيرة
 
قصة مسلسلة قصيرة

الحلقة السادسة

زار أحمد القرية أخيرا، بعد سنوات من الجفاء والغياب، وحمل معه هدايا وحلويات لقريته النائية التي تعاني القحط وقلة الإمكانيات..

ذهبوا لخطبة العروس التي لم يرها ولم تره، ولن يرها ولن تره قبل العرس.. كلاهما ينظر إلى الآخر كرمانة مكنونة، لم يرها ولا يعلم عنها شيئا سوى اسمها الذي قيل على استحياء..

خرج أحمد لدعوة على الغداء عند جيرانهم، فقابل رجلا من قرية العروس، وخلال تجاذب أطراف الحديث، قال له الرجل: ما تريد بشابة لا تعرف من الحياة سوى رعي الغنم ..

أخرج أحمد عينيه غيرة ومروءة وقال بحزم: وأين رأيتها لتقول ذلك؟

قال الرجل بارتباك وقد شعر أن سهما أصاب قلب أحمد: لا لم أرها، فقط يقولون وأنا لم أنقل لك إلا ما سمعت..

انتهى الحوار وأسقط في يد أحمد، هل يصدقه أم يتأكد مما سمع، وتذكر أمر الله تعالى في القرآن بالتبين عند سماع الخبر..

هرول إلى بيت شقيقته، فأرسلها هي وابنتها لتأتي له بالخبر اليقين والأمر سر وأوصاها بالحذر..

وجلس على صخرة قرب بيتهم، يستغفر ويدعو وقلبه يزقزق قلقا ..

كيف أعيش مع امرأة لا تتقن شيئا؟ وقد أعطيت الكلمة لوالدها ولا مفر..

عادت أخيرا مع اقتراب الغروب، تنسف إشاعة أشعلت فؤاده بالحروب..فقد أكلت من يديها أشهى طاجن وأزكى خبز..

تم العرس على خير، فأكرمه الله بزوجة صالحة رغم بساطتها، واعية رغم أنها لم تشق يوما طريق المدرسة..

مرت السنوات وبدأت الأسرة تكبر وتكبر..

غير أحمد عمله مرات واستعان برب الأرض والسماوات..

رغم كثرة الأولاد، إلا أن البركة كانت تعم البيت ولمته مع أولاده في وجبات الطعام، كانت تشعره بالسعادة ولو كان به هم..

كانت زوجته تصر عليه أن يشتري بيتا يجمعهم، ويحفظهم من نوائب الدهر والإيجار..

لكنه كان مصرا أن يعلمهم أولا، وهم من سيحققون أمنيتها إن شاء الرحمن

وفي يوم من الأيام في أواخر السبعينات من القرن الماضي، عاد أحمد من العمل..

فوقع في ابتلاء عظيم واحتارت أسرته وتساءلت زوجته: ما العمل..


http://sub5.rofof.com/img3/01koiym17.gif
يتبع بعون الله
http://sub5.rofof.com/img3/01koiym17.gif


عطر الجنة 09-15-2015 06:18 PM

رد: قصة حقيقية .. مسلسلة قصيرة
 
قصة مسلسلة قصيرة

الحلقة السابعة

عاد أحمد من العمل مع الثامنة صباحا مرهقا، يحس بوجع رهيب في ركبتيه.. وله عودة مرات للعمل كعادته اليومية منذ أن احترف المهنة الجديدة، توزيع الخبز الساخن من الفرن على دكاكين البقالة في المدينة..

سقط في فناء البيت لا يستطيع الحراك.. وهو يكتم الألم، وزوجته في المطبخ تحضر الفطور لعلمها بموعد وصوله...

خرجت أخيرا باحثة عن ابنها الأصغر، يلعب بطائرته الورقية في غرفة قريبة..

فرأت زوجها الحبيب طريح الأرض، هرولت إليه، سي أحمد سي أحمد ما بك؟

كان أحمد يحس بعجز تام عن تحريك رجليه، فعقد لسانه من صدمته وقلبه يخفق من مجرد التوقع أنه قد أصيب بشلل...

ارتدت نقابها بسرعة وطرقت باب جارتها التي جاءت وزوجها للمساعدة..

حملوه إلى السرير.. وذهب الجار بسرعة لجلب الطبيب..

لقد شل أحمد ورجلاه أصابهما عجز تام، والسبب غير معروف بدقة..

طبيعة عمله تفرض عليه الجلوس طويلا في السيارة، وخروجه في الثالثة صباحا للحاق بالخبز الساخن والانتهاء من توزيعه في كل ربوع المدينة قبل السادسة صباحا...مما يؤثر عليه كثيرا، فالسيارة حرارتها مرتفعة نسبيا بارتفاع حرارة الخبز، والجو بارد والوقت سحر..

بكى أحمد في صمت وبحرقة، خمسة أطفال والسادس في الطريق، والدخول المدرسي على الأبواب، وأقساط السيارة التي اشتراها لتوزيع الخبز تلاحقه شهريا، وأسرته لا عائل لها سواه..

أتت زوجته ومعها ماء ساخن وملح، وهي تفكر في نفس الأمور التي تشغل زوجها، لكنها تبتسم وتفوض أمرها إلى الله ببساطتها ويقينها الفطري الذي لم تلوثه مادية المدينة بعد كل هذه السنوات..

ربتت على كتفه وقالت: سي أحمد لن يخذلنا الله لا تقلق، فكل الحارة تدعو لك، لن يتركنا الله، أنت نور البيت وسندعو الله أن يديمك لنا...

مرت الأيام وأحمد يلازم ورده، ويقاوم إحساسه بالضعف، والدمعة التي تفر من عينه كلما ذهب أحد زواره..
والزوجة باعت ذهبها لتساند زوجها في محنته

جاء أخوه القاطن بمدينة في أقصى البلاد مسرعا لما علم بمرض أخيه، فطاف به عند الأطباء، وكل يقول لا أمل، إلا إذا أراد الله..

يئس الأخ، وقد ترك زوجته وأبناءه، فأعطى مبلغا من مال يكفي لشهور لزوجة أخيه ووعد بإرسال راتب شهري لهم حتى يشفي الله أخاه، فجميله لن ينساه وهو من أتى به إلى المدينة، وأواه وأنفق عليه حتى صار رجلا وساعده كثيرا..

مرت أربعة أشهر وأحمد قابع في غرفته، يرجو رحمة من ربه، يراجع ما حفظ من القرآن ويبكي بين يدي الله خفية وقد عجز عن السجود، أحس بشوق حقيقي لسجدة يفرغ فيها شكواه دون أن يرى دموعه أحد من أسرته، وتمناها من كل قلبه...

بعد شهر، مرض والده، واشتد به الألم، فجاء به أخ أحمد الأكبر إلى المدينة، قاصدا أخاه ليدخله للمستشفى ويرعاه..

لكن هذين الأخيرين تحسرا على حال أحمد، ونسي الأب الوجع لوجع ابنه.. لكن الأمل في الله لا ينقطع..

ازداد الحمل على الزوجة، وتضاعف المجهود لإرضاء الجميع، الزوج المريض والأطفال والضيوف رغم الحمل والمشقة..

وفي يوم من الأيام، ذهبت مع والد زوجها وأخيه للمستشفى وتركت ابنتها الكبرى تطبخ الغداء، وأحمد في غرفته كعادته الجديدة...

قطعت الابنة البطاطس وسخنت الزيت على الفرن وما إن وضعت البطاطس في الزيت حتى صرخت صرخة مدوية يهتز لها الفؤاد..



عطر الجنة 09-15-2015 06:21 PM

رد: قصة حقيقية .. مسلسلة قصيرة
 

قصة مسلسلة قصيرة
الحلقة الثامنة



قطعت سمية ابنة أحمد الكبرى البطاطس وما إن وضعتها في الزيت حتى اشتعلت وأصاب بعض الشرر شعرها.. فصرخت بقوة.. وأغلقت الغاز بسرعة من هلعها..

اهتز فؤاد أحمد فقفز من مجلسه وهرول نحو المطبخ...( على الهامش: حقيقة وليست خيال)

مرت لحظات هدأ فيها روع الابنة وأبيها.. الذي اكتشف أنه كان مشلولا فصار سليما بفضل الله عليه ثم بفضل ثقته بالله واستعصامه به.

وعمت الفرحة البيت من جديد..

غربت الشمس وأحمد يتحرق شوقا لمفاجأة زوجته الحبيبة بخبر معافاته..

عادت أخيرا مع أخيه، فسألها أين والده..

فأخبرته أنه سيبقى في المستشفى لأيام، لأن حالة صدره لا تسر..

فامتزجت الفرحة بالصبر والشكر بالرجاء..

لزم العم علي الفراش في مستشفى الصدر في العاصمة..

وعاد ابنه الأكبر إلى القرية، بينما تكلف أحمد وأسرته برعايته حتى يشفى تماما بإذن الله..

في صباح الغد خرج أحمد للبحث عن عمل، فقصد بعض معارفه.. وبعد أيام أرسل إليه صاحب فرن وصديق قديم ليعمل معه..

عاد أحمد إلى العمل.. وكان شديد البر بوالده، وزوجته أمينة ترعى حماها مثل أبيها وأكثر..

مرت أسابيع، عاد العم علي إلى بيت ابنه، وحسنت العناية صحته كثيرا، وأوصاه الطبيب ألا يقرب الحقول نهائيا ..لتجنب الحساسية..

عاد إلى القرية بعد أيام.. ومرت شهور رزق خلالها أحمد بابنه الأخير، آخر العنقود كما يقولون، ففرحوا به كثيرا وشكروا الله على نعمه..

مرت الأيام وأحمد يكافح خارج البيت وأمينة تكافح داخله..

وفي منتصف الثمانينات نجح ابنه الأكبر في الثانوية العامة، فسافر إلى الخارج وترك فراغا كبيرا في البيت.. وكان أيامها الهاتف الأرضي من العلامات الأرستقراطية في المجتمع..

كانت أمينة تذهب مع زوجها كل أسبوع عند صديق له ليتلقوا مكالمة غالية من ابنهم البكر، الذي ذهب ليدرس إدارة الأعمال بهدف مساعدة والديه ورد بعض الجميل لهما..

غرق الابن في شهوات لا حصر لها، وانشغل عن دراسته بصديقة شقراء أنسته أهله والأرقام وعلمته الخمر والسيجارة والغرام..

بينما كان أحمد يكد ويجتهد ليرسل مبلغا شهريا لابنه راجيا من الله أن يعود إليه سالما غانما..

مرت ستة أشهر، طرق أحدهم الباب، فتحت أسماء الابنة الوسطى، فإذا به عمها مصفر الوجه محتار كيف يقول الخبر..

يتبع بعون الله
http://sub5.rofof.com/img3/01koiym17.gif


الساعة الآن 07:37 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.1 TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
يرحل الجميع ويبقي شعاع بيت العلم والحب(ملك الكلمة)