شعاع العلوم الشرعية مقالات- ارشاد- توجيه- خواطر تهدف للدعوة الى الله- حملات دعوية و ثقافة إسلامية.... |
الإهداءات |
| LinkBack | أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
| |||||||||||||
| |||||||||||||
العارفين بالله وصفاتهم بسم الله الرحمن الرحيم ما هي الكلمة التي كانت تدور على ألسنة العلماء دائماً؟ : أيها الأخوة الأكارم, مع الدرس الثالث والأربعين من دروسِ مدارج السالكين, في مراتب إيّاكَ نعبد وإيّاكَ نستعين, ومنزلةُ اليوم هيَ منزلةُ المعرفة. ما من كلمةٍ فيما أظن, تدورُ على ألسنة العُلماء والدُعاةِ إلى الله ككلمة: فُلان يعرفُ الله وفُلان لا يعرِفه، بل إنَّ الدُعاةَ إلى اللهِ ألِفوا أن يُعزوا كُلَّ عملٍ سيء إلى سببٍ واحد: هوَ أنَّ صاحِبهُ لا يعرف الله، وأنَّ كُلَّ عملٍ طيّب يُعزى هذا العمل إلى سببٍ واحد: هوَ أنَّ صاحِبَهُ يعرف الله، لكن في الأمور الماديّة القضايا ليسَ فيها ا-لتباس, هذه طاولة خشب باديةٌ للعين لا شكَّ فيها, الأشياءُ الماديّة لها علامات تُدرِكُها الحواس بشكلٍ بسيط من دونِ تعقيد، لكنَّ الأشياء الإنسانيّة المعنويّة كامنةٌ في النفس؛ هُناكَ من يدّعيها وهُناكّ من يتحققُ منها، فكلمة عارِفٌ بالله أو فُلان يعرِفُ الله هذه كلمة. الناس رجلان هما : الحقيقة: أنَّ الناسَ رجُلان لا ثالثَ لهُما إطلاقاً؛ رجلٌ يعرِفُ الله، متصلٌ بهِ، منضبطٌ بأمرِهِ، مُحسِنٌ إلى خلقِهِ، سعيدٌ بِهِ، ورجلٌ لا يعرِف الله, إذاً هو مقطوعٌ عنه, متفلتٌ من منهَجِهِ، مسيءٌ إلى خلقِهِ، شقيٌ بإساءتهِ، وأنا أعني ما أقول, وليسَ في الأرض كُلِها رجل ثالث. عَنِ ابْنِ عُمَرَ, أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطَبَ النَّاسَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ فَقَالَ: ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ, إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَذْهَبَ عَنْكُمْ عُبِّيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ وَتَعَاظُمَهَا بِآبَائِهَا, فَالنَّاسُ رَجُلانِ؛ بَرٌّ تَقِيٌّ كَرِيمٌ عَلَى اللَّهِ, وَفَاجِرٌ شَقِيٌّ هَيِّنٌ عَلَى اللَّهِ, وَالنَّاسُ بَنُو آدَمَ, وَخَلَقَ اللَّهُ آدَمَ مِنْ تُرَابٍ, قَالَ اللَّهُ:﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾)) [أخرجه الترمذي في سننه] كُل هذه التقسيمات والتفريعات التي تَرونَها وتستمعونَ إليها تفريعاتٌ ليست واقعيّة، الشيء الواقعي: إنسان يعرف وإنسان لا يعرف, الذي يعرف يعبُد والذي يعبُد يسعَد، والذي لا يعرف لا يعبُد والذي لا يعبُد لا يسعَد؛ يعرف: موصول منضبط مُحسن سعيد، لا يعرف: مقطوع متفلت مسيءٌ شقيّ. من علامات معرفة الله : 1-البكاء : فنحنُ الآن درسُنا: هل هُناك علامات أو إشارات أو دلائل أو قواعد أو أدلّة أو براهين تؤكّدُ أنَّ فُلاناً يعرِفُ الله وفُلان لا يعرِفُهُ؟ . يعني مثلاً: لو واحد أمسك كتاب جغرافيا, ونظرَ إلى خارِطة للشرق الأوسط, ورأى دمشق قد رُسِمت دائِرتُها على الساحل السوري, وقال: شيءٌ جيّد، كتاب ممتاز، ليسَ فيهِ أغلاط، هل هذا الإنسان يعرِفُ دمشق؟ مستحيل أن يعرِفَها، لو أنهُ يعرَفَها لقال: هذا غلط, أنا أسكن في الشام, والشام ليست مدينة ساحلية. فُلان يعرِفُ الله كُلٌّ قد يدّعي ذلك، فُلان لا يعرِف الله نحنُ قد نتهم الآخرين بذلك، هل هُناك قواعد، أدلة، براهين، مؤشرات، هذهِ لنا ولغيرنا؟ الله عزّ وجل ماذا قال؟ قالَ: ﴿وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آَمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ﴾ [سورة المائدة الآية: 83] الله عزّ وجل أعطانا إشارة، الإنسان يبكي دون وجع ولا خوف ولا حُزن، في أعلى درجاتِ راحتهِ النفسية واطمئنانهِ وقوتهِ يبكي شوقاً للهِ عزّ وجل، بُكاؤهُ علامة المعرِفة، ربنا عزّ وجل يقول: ﴿وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنْ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنْ الْحَق﴾ يعني قال تعالى: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ﴾ [سورة الأنفال الآية: 2] هذهِ علامة قرآنيّة. 2-السكينة : الآن إلى علاماتٍ لمعرفةِ الله عزّ وجل وردت على ألسنة بعض العُلماء الكِبار، قال: المعرِفةُ تُوجِبُ السكون, فمن ازدادت معرِفته ازدادت سكينُته. الذي يعرِفُ الله كالجبل، معنى السكون الاستقرار، معنى السكون السكينة، معنى السكون الهيبة، لأنَّ الذي يعرِف اللهَ عزّ وجل لا يستخّفهُ فرحٌ ولا يسحقهُ ألمٌ. لو فرضنا إنساناً أُصيب بمكروه, فملأ الدُنيا صَخَباً وسُباباً وشتائم, وضرب نفسهُ, ومزّق ثيابه, وصرخَ بويلِهِ, هل هذا يعرِف الله عزّ وجل؟ لا والله, إذاً: معرفة الله جلَّ وعلا توجِبُ السكينة. 3-الوقار : من علامات المؤمن وقارُهُ، من أينَ يأتي الوَقار؟ يأتي الوَقار: من أنَّ هذا الإنسان يرى أنَّ الفِعلَ فِعلَ الله, ويرى أنَّ اللهَ حكيم, وأنَّ اللهَ عليم, وأنَّ اللهَ عادل, وما شاءَ اللهُ كان, وما لم يشأ لم يكُن, وأنَّ ما أرادهُ الله وقع, وأنَّ شيئاً إذا وقع قد أرادَهُ الله عزّ وجل, وأنَّ إرادة اللهِ عزّ وجل متعلقةٌ بالحِكمةِ المُطلقة, وحِكمتُهُ متعلّقةٌ بالخير المُطلق, هذه حقائق تجعلُهُ وقوراً ، تجعلُهُ مُهاباً، تجعلُهُ مطمئناً، تجعلُهُ متوازِناً، تجعلُهُ مستقرّاً، تجعلُهُ متفائلاً، تجعلُهُ واثقاَ, هذه علامة. هذا الحال الذي ينعكس على سلوك الإنسان إذا كان يعرف الله أو لا يعرفه : أيها الأخوة, عندما الإنسان يُصاب بمكروه, ويَسُب, ويضرب, ويشتم, ويكسر, ويضرب نفسه, ويصرخُ بويلِهِ, ويُمزّقُ ثوبهُ, أيُّ معرفةٍ هذه؟ فعلامة المعرفة: المعرفة تُوجِبُ السكون, فمن ازدادت معرِفتَه ازدادت سكينتهُ. الحقيقة: الاطمئنان الداخلي ينعكس على الجوارح سكينة واستقراراً، والخلل الداخلي, والضجر الداخلي, والخوف الداخلي, والقفر الداخلي ينعكس على الجوارح اضطراباً. مرّة وجدت إنساناً مركبتهُ في كراج, رَجَعَت عليها مركبة فضغطتها قليلاً، سبَّ الأديان, وشتم القديسين, كأنهُ قد ماتَ ابنُهُ، وتجد المؤمن مهما كانت المصيبةُ ساحقةً, لا يزيدُ عن أن يقولَ: الحمدُ لله. هذا المؤمن : التقيت مع أخ أُصيب بمرض عُضال, وجدتُهُ صابراً، وجدتُهُ مستقرّاً، وجدتُهُ شاكراً, يا ربي لكَ الحمد، قالَ لي: قضيت كُل حياتي في طاعة الله, مشيئةُ اللهِ أنا أحترمُها، بعد أيام انتقل إلى رحمة الله. أحدهم جاء إلى مستشفى, معهُ ورم خبيث بالأمعاء، وهذا الورم بالأمعاء لهُ آلامٌ لا تحتملُها الجِبال, ومع ذلك ما سُمِعت مِنهُ أنّة، مازادَ عن أن قال: يا ربي لكَ الحمد, وكُلُ من زارهُ, يقول لهُ: اشهد أنني راضٍ عن الله, هذا المؤمن. كُل هذه المعرفة، إله بيدهِ كُلُّ شيء، هوَ الحكيم، هوَ العليم، هوَ العادل، هوَ المُحب، هوَ الربّ، هذهِ مشيئتُهُ، المؤمن يتلو قولَهُ تعالى فيذوب: ﴿كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾ [سورة البقرة الآية: 216] لماذا ساق الله لنا هذه القصة القرآنية؟ : أموت ويبقى ما كتبته ** فيا ليت من قرا دعاليا عسى الإله أن يعفو عني ** ويغفر لي سوء فعاليا قال ابن عون: "ذكر الناس داء،وذكر الله دواء" قال الإمام الذهبي:"إي والله،فالعجب منَّا ومن جهلنا كيف ندع الدواء ونقتحم الداءقال تعالى : (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب) ولكن لا يتهيأ ذلك إلا بتوفيق الله ومن أدمن الدعاءولازم قَرْع الباب فتح له" السير6 /369 قال العلامة السعدي:"وليحذرمن الاشتغال بالناس والتفتيش عن أحوالهم والعيب لهم فإن ذلك إثم حاضر والمعصية من أهل العلم أعظم منها من غيرهم ولأن غيرهم يقتدي بهم. ولأن الاشتغال بالناس يضيع المصالح النافعة والوقت النفيس ويذهب بهجة العلم ونوره" الفتاوى السعدية 461 |
مواقع النشر (المفضلة) |
(مشاهدة الكل) عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 8 : | |
, , , , , , , |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
التعلق بالله | ام اسلام | شعاع العلوم الشرعية | 4 | 05-25-2015 01:22 PM |
هل احسنا الظن بالله ؟؟؟؟؟؟ | ام اصيل | شعاع العلوم الشرعية | 6 | 09-11-2014 05:23 PM |
اليقين بالله ... | أمل شريف | شعاع القصص الوعظية | 3 | 07-10-2014 09:07 AM |
* إحسان الظن بالله * | أمل شريف | شعاع العلوم الشرعية | 5 | 03-05-2014 10:31 AM |
الثقة بالله... ما اجملها | أم انس السلفية | شعاع العلوم الشرعية | 2 | 09-30-2013 04:41 PM |