شعاع العـــام اطرح كل موضوع لم تجد له قسم خاص- ومواضيع الحوار |
الإهداءات |
| LinkBack | أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
| |||||||||||
| |||||||||||
فلا تنخدع بها [postback=massy/images/backgrounds/13.gif]رأيتها ورآها الناس ،و رآها الناس كما أراها أنا ، فاتنةً متبرجةً ذات دلالٍ . وكان الناس يرونها من قبل، و لم أكن أراها قبل ذلك اليوم . و كانت تفتنهم و كانوا يفتتنون بها . ثم ابتُليتُ بها ، بفتنتها كانت تخرج متعطرة ، كنت لا أزال بعيدا ، أرى الفتنة و أرى التبرج و الدلال ، و أشتم عبق العطر الذي يتضوع منها . هذا كان حظي منها فقد كنت لا أتجاسر على الدنو منها . ثم اكتشفت أمرا محيرا ، إنها تزداد نضرة و شبابا كل يوم . قررت أن استجمع قوتي و أتقرب منها أكثر ، و اقتربت و ازددت بلاء . إنها أشد فتنة و أكثر شبابا و أضوع عطرا ، فصُرعتُ و أُسرتُ . لها عشاق كثيرون ، لا ضَيْرَ فأنا أحدهم ، لكني لست آخرهم . سألت فقيل لي عنها : أنها بكر و قيل أنها ثيب ، و أنها ولود و قيل أنها عاقر . و أنها ودود و قيل أنها حقود . و أنها شابة و قيل أنها عجوز شمطاء . و أنها ذات مال و قيل أنها في فاقة و أهوال . و أنها جمعت من الأضداد مالم يجمعه كتاب [ المحاسن و الأضداد ] للجاحظ . و مع ذلك كله . تتبعتها ... فرأيت عجبا ، رأيتها و هي : كأجمل ما أنت رآء ، ثم رأتني ( كما رأت من قبلي ) ثم ابتسمت ، ثم خُيّل إلي أنها أمالت جفنها الأيسر . فحُممت و صُدعت و سقطت ... أفقت ، شممت عطرها و لمحت ظلها ، و سمعت نبرتها و رأيت نظرتها . و كانت تلبس لبوسا فيه من كل شيء ... مددت يدي و نزعت سترها و لباسها ، فإذا هي : أقبح ما أنت رآء . و أنتن ما أنت شام . و أشمط عجوز و أجعدها . فقلت كم أتى عليك من العمر . قالت : ما لا يحصيه العد من السنين . فقلت : من أنت قالت أنا الدنيا . ثم أفقت . ثم نظرت فرأيتها ، و رآها الناس. لكن ليس كما أراها . رأيتها كما يجب أن يروها . الدنيا إمرأة لعوب فلا تنخدع بها .[/postback] |
مواقع النشر (المفضلة) |
(مشاهدة الكل) عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 5 : | |
, , , , |
|
|