09-15-2016
|
|
هل السكوت عن الحــق.. جبن أم عدم مبالاة ؟!
| | | | [ هل السكوت عن الحــق.. جبن أم عدم مبالاة ؟! للأســف, ظاهــرة خطيــرة تتكرر كثيرا في مجتمعاتنا ظاهرة تخلق الجبناء و تمهد الطريق للطغاة, أصبحنا في زمن يطلب فيه سماع الحق و لكن عوضا عن ذلك .. لا تجد سوى الصمت !! و السبب .. إما خوف أو عدم مبالاة أو خليط من الاثنان ..
إن كان السبب خوفـــك يا أخــي .. فهذا جوابي لك في صيغة ســؤال: هل تسكت عن حق اقره الله لأجل بشر ! و إن كان السبب عدم مبالاتك .. فأعلم بأنك آثــم و صاحب ضمير ميت يا جاهل, مجتمعنا يعكس ديننا الإسلامي ديننا الذي لم تنصره و لم ترفع رايته و كنت سببا مساعدا في انحلال هويته عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ، وَذَلِكَ أَضْعَفُ الْإِيمَانِ " رواه مسلــم كثيــرون يجهل تفسير الحديث الشريف, و لا يعلم بأن إنكار المنكر يأتي على مراتب و ليس على الاختيار !! باليد فيما يقدر عليه الشخص كتمزيق صور غير محتشمة و لكن بعض المنكرات تستلزم تغييرا من قبل الولاة لأن الفرد إما غير مخول لفعلها أو غير قادر كهدم كنائس أو ملهى رقص و غيرها, فإن لم يقدر على ذلك.. فـ باللسان كالدعوة الطيبة و النصح و الإرشاد و الإقناع و التذكير بعقاب الله, فإن لم يقدر فـ بالقلب و لا يكتفي بالدعاء و التمني بل تظهر استيائك من المنكر في تعابير وجهك ليروا امتعاضك و ليعلموا بأنك غير متقبل لما يفعلوه و هذا اضعف الإيمان .. تصوروا معي هذه المواقف التي شهدتها بنفسي: الأول: شاب يعمل في متجر تجاري مشهور و يرتدي أسورة ذهب و أظافر يده طويلة و لا أريد أن أسهب في وصف طريقة حديثه التي أثارت السقم في نفسي !! الثاني: طلاب جامعيون يسخدرون بطريقة لاذعة أمتدت للتطاول و الضرب على إحد الإخوة لأنه ينصحهم بترك التدخين دون تدخل البقية !! الثالث: شباب في سيارتهم و صوت الأغاني عالي ( لن احكم عليهم لأني استمع ايضا) و لكن .. في وقت آذان العصــر و أمام المارة الصامتين !! عتبــي و حديثي هنا ليس عليهم (هداهم الله) و لكن على الجمهور الصامت الذي يكتفي بالمشاهدة و كأن ما يجري أمامه أصبح امرا عاديا و مسلم به ؟! الم يقل الله - عز وجل في كتابة الكريـــم :
{ كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله } ( آل عمران : 110 ) ألا تعلم اخي و اختي بأن السكوت عن الحق من اسباب البلاء العام و نزول العقاب الإلهي: في حديث أبي بكر الذي في السنن قال رضي الله عنه أيها الناس إنكم تقرءون قول الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ..وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه أوشك أن يعمهم الله بعقاب من عنده " الا تدركون بإن الصمت عن المنكر يزيد من تآلف الناس عليه و يزيل من قلوبهم بغضه .. الأمر الذي قد يؤدي لانتشاره و سريانه ! و بالتالي لإنحلال أخلاقنا و هويتنا كمجتمع إسلامي !! و الأدهـــى, عندما تقوم بنصح شخصا ما عن منكر واضح رأيته يفعله لتفاجأ بأصحابه يدافعون عنه و يبررون منكره بأقوال كـ " أسأت ظنه و إنما الأعمال بالنيات " .. " لم يقصد " .. " ذنبه على جنبه لا تتدخل " !! و أنا اقول لهم, رغما عنكم و عنه سأتدخل , لماذا ؟ لأن منكره لا يضر نفسه بل قد يمتد لغيره و قد يتشبه به الكثيرون و إن وقفتكم و صداقتكم له مزعومة لأنكم تساعدونه على الخطأ.. إلا تذكرون حديث سيد الرسل و المرسلين عليه الصلاة و السلام : و من السنة: عن أنسٍ رضيَ اللهُ عنه قال : قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: انصُرْ أخاكَ ظالِماً أو مَظلوماً، قالوا: يا رسولَ الله، هذا ننصُرهُ مَظلوماً، فكيفَ ننصُرهُ ظالِماً ؟ قال: تأخُذُ فوقَ يدَيهِ" (رواه البخاري ) صحيح بأن الأعمال بالنيات و لكن من يتبرك بالقبور لم يهدف سوى للتقرب إلا الله أي نعم, النية سليمة و لكن ليست صحيحة ! فلا تستخدموا هذا العذر .. خاصة بعدما عرف بأن ما يقوم به منكر !! و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته | | | | | آخر تعديل عطر الجنة يوم
03-26-2017 في 12:38 PM. |