إن الإسلام والإيمان ليسا عقيدة فحسب،
والعقيدة إن لم تترجم إلى توجيهات وأعمال قلبية ، وبرامج عملية ، وصياغة للإنسان بمنهج الإسلام فإن
العقيدة تصبح مجرد معرفة باردة ساكنة ، بل تذبل وتموت فى نفس صاحبها .
إن
العقيدة الحية تحرك القلب وتبعثة ،
فيتجه إلى ربه
ومولاه ،
فيخلص دينه لله ،
ويكون حبه ورجاؤه واعتماده وتوكله على الله ،
ويكون خوفه وخشيته ورهبته من الله ،
وأفكاره تطوف دائما حول ربه ومنهجه ودينه ،
وتحاول أن تنظر دائما إلى السبل والكيفيات التى ترفع لواء الدين وتعلي مناره ، وتنشره فى ربوع الأرض.
يدلك على صدق هذه النظرة أن أعظم شئ فى هذا الدين هو توحيد الله عز وجل ،
وتوحيد الله يقوم على أصلين عظيمين،
الأول : علمى نظري .
والثانى : عملي .
والتوحيد العلمي : إفراد الله بالوحدانية في ذاته وصفاته وأفعاله ، فهو واحد أحد فرد صمد ، لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد ، ليس له مثيل ولا نظير ولا شبية ، تعالى عن الصاحبة والولد .
والتوحيد العملي : أن يفرد العبد ربه بالعبادة ، فيقصده وحده بعبادته ، فله يصلي ويسجد، وإليه يسعى ويحفد ، وله صلاته كلها ونسكه كله ، وله حياته ومماته ،
{قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الأنعام : 162]
والتوحيد بأصليه يصوغ الإنسان صياغة كاملة يوائم فيها بين
العقيدة المستكنة فى أعماق القلوب ، وبين التوجيهات والأعمال الخفية والظاهرة ، بحيث يكون الانسجام والاتفاق بعيداً عن التناقضات التى تقع بين معتقدات الإنسان وبين سلوكه وأعماله.
فالإيمان عند أهل السنة والجماعة
اعتقاد بالجنان ،
ونطق باللسان،
وعمل بالأركان .
[د.عمر سليمان الأشقر . أهل السنة والجماعة أصحاب المنهج الأصيل والصراط المستقيم.]