10-05-2016
|
| | | لوني المفضل Cadetblue | رقم العضوية : 69 | تاريخ التسجيل : May 2013 | فترة الأقامة : 3993 يوم | أخر زيارة : 03-10-2024 (11:47 AM) | العمر : 76 | المشاركات :
8,131 [
+
] | التقييم :
9284 | معدل التقييم : | بيانات اضافيه [
+
] | | | |
كلما ترّفه الجسد تعقدت الروح
كلما ترّفه الجسد تعقدت الروح نشوى العيسى ” أنت أغلى من كل ماتملك ” عندما قرأت مقولة محمد بن عثيمين – رحمه الله – ” كلما ترّفه الجسد تعقدت الروح ”
عجبت من عمقها و صدقها أثرت بي و فكرت بها كثيراً .. نعم كلما كان اهتمامنا سطحياً ،
و كلما غرقنا في تفاصيل الماديات أكثر ، كلما اجتهدنا من أجلها و افسحنا لها مساحة في حياتنا ..
كلما تشوهت صورتنا عن أنفسنا ، و اختلت معاييرنا في النظر للأمور ، و فقدت قرارتنا حكمتها و رشدها .. من أجمل الكلمات التي سمعتها في هذا المعنى ” استمتع بالرفاهية و لكن لا تركن إليها ”
يحدث احياناً أن تجرب مظهر من مظاهر الثراء مثلاً ، استمتع بذلك و لكن لا تركن إليه لاتسمح
له أن يتسسل لقلبك و يحتلّه ، و تبذل لأجل الحصول عليه طاقاتك و تحزن إذا فقدته و تركته !
و طمئن روحك بقول النبي عليه الصلاة و السلام ” اللهم إن العيش عيش الأخرة ” . فالحياة أهم و أجمل من ذلك بكثير هناك لحظات و متع غنية بالمعاني و المشاعر .. الخلوات من المقولات الملهمة ” المرء نتاج خلواته ” في الخلوة نحدّث أنفسنا نقترب منها نكتشف عيوبها و حاجاتها ،
نستشعر إيماننا و صِلَتنا بربنا و الأنس به عز وجل ومناجاته ” نعرفه عز وجل فنعرف أنفسنا ” *
و في الخلوة يحلو التأمل تأمل هدوء الليل و سكونه الذي يعطي الراحة و السكينة و السلام .
تأمُل أدق المخلوقات و أكبرها حُسنها و طبيعة حياتها و تنوعها ، تأمل الشروق و الغروب
رغم تتابعه كل صباح و كل ليلة لا يتوقف الشعور بالعظمة و الجمال
و لا نملك إلا أن نقول ” سبحان ربي العظيم ، سبحان من وهب الحياة “. قوة العطاء و المشاركة ”
قيل لأعرابي يَسوقُ مالا كثيراً : لمن هذا المال؟ فقال : لله في يدي” الكثير من مقتنياتنا لا نحتاجه و لأننا في مجتمع مستهلك أصبح التسوق من هواياتنا فقط
لمُتعته ” المؤقتة ” ، علينا أن نفكر جيداً قبل الشراء هل أحتاجه حقاً ؟
أليس من الاجدر أن أعطي ثمنه لإنسان يستحقه ؟ إخوتنا اللاجئين المغتربين
أو من يعانون الفقر و الجهل في أي مكان أولى بحبنا و دعمنا و أن نضحي بجزء من رفاهيتنا من أجلهم ،
و سبحان الله العطاء يمدنا بالقوة في عدم التعلق بالأشياء ” نجعلها فعلاً في أيدينا و ليس في قلوبنا ”
، و بالطبع حتى مَن حولنا يحتاجون لإستماعنا إليهم ، لنصيحة نقدمها لهم ، أو ساعات نقضيها سوياً ..
المهم أن نعطي بحب بتواضع لمن احتاجنا للإنسان أينما كان بكل احترام لإنسانيته . البساطة سر من أسرار الحياة السعيدة كان أهلنا قديماً لا يملكون نصف مانملك الان لكن كانت السعادة و العفوية
تملأ زياراتهم و لأنهم لم يكونوا يكترثون بالمظاهر التي شغلتنا في هذا الزمن كانوا يتحدثون
و يستمعون لبعضهم ، ويسعدون بزياراتهم البسيطة التي في الغالب تكون بلا موعد ..
ففي وجود المحبة و الود لا يهم أي شيء آخر حقاً . السفر “ثراء إنساني” المثير و الممتع في السفر أن نتعرف على تراث و ثقافة البلد على مايميّزه ، الأشغال اليدوية
، الأطعمة ، العادات نتحدث لسكانه نستمع لقصصهم ، نزور الأزقة و الاسواق العتيقة
بدلاً من المجمعات التجارية التي لاتختلف كثيراً عن مانراه في بلادنا ! المعرفة “لحظات الاكتشاف المدهشة”
الإبحار في التعلُم سواء من الكتب أو البرامج أو غيرها .. يُغني الانسان يجعله أكثر وعي و ثقة بأفكاره ،
يفتح لقلبه نافذة ضوء تمده برقائق و إيمانيات عظيمة يعطيه فرصة التنقل
بين العقول و الأزمنة و عيش لحظات ملهمة في التاريخ . ” وتذكر دائماً هناك مايفوتك في الحياة .. فقط افتح عينيك وقلبك لتراه ” .
حين تستيقظ يوماً لتجد الأرجاء خاوية من الأحبة,
وقد تفلتت منا سبُلُ" اللقاء " .
فلا تحزن وتضيق بك الأكوان , واعمل للغد حتى
لا نفترق عند أعتاب الجنان
فرُب فراق غـــدٍ لاينفعه البكاء ولا شفعاء !" ،
وحين الرحيل للوجه الآخر من الحياة ."
لا تحزنوا فبرحمت الله اللقاء عند أعتاب الجنان |