أُسطورة طير
عندما ينتهي النهارُ، ويمضي
ويعودُ الظلامُ، غيرُ وحيدِ
ويرينُ على الخلائقِ صمتً
وسكونُ المساءِ في كل عودِ
يتناهى لمَسمَعي صوتُ طيرٍ
قام يشدو لأمسِهِ المستزيدِ
هل يناجي النجوم حين يغنّي
أمْ ينوحُ على زمانٍ بعيدِ
ذات يومٍ سمعتُهُ وهو يحكيْ
بلساني، عن الزمان المجيدِ
وتذكرتُ قصةً قد روَتها
جدتي، قبلُ، في بلاد جدودي
عن يتيمٍ، يموتُ، يصبحُ طيراً
ثم يرجعُ آدماً من جديدِ
كيف كان بالأصلِ طفلا سعيداً
هانيء العيش، ضاحكاً للوجودِ
ثم أضحى في يومِ حزنٍ يتيماً
فارقَتْ أمّهْ لنومِ اللُحودِ
تركَتْهُ وأُختَهُ دون أُمٍ
مع أبٍ جاءَهم بزوجٍ حقودِ
أصبحَ العيشُ لليتيمِ عذاباً
فهي تحييهما حياةَ العبيدِ
فقليلُ الشرابِ ما عاد يكفي
وقليلُ الطعامِ غيرُ مفيد
ثم قالت لأُختهِ أُتركيني
مع أخيكِ فصُبحُنا صبحُ عيدِ
سوف أكسوهُ بذلةً من حريرٍ
وأُعشيهِ بالشهيّ الفريدِ
ثم جاءتْ بخنجر الموتِ تمشي
قطّعتني كمنجلٍ في الحصيدِ
فنثَرتُ مع الدماء دموعاً
نزفَتْ كلُّ قطرةٍ في وريدي
صنعتني مع الصباح طعاماً
فأنا الكبشُ في الصباحِ السعيدِ
ثمّ جاءت شقيقتي، جمعتني
دفنتني بقربِ أُمي ببيدِ
بعد يومين صرتُ طيراً جميلاً
أخضرَ الريش، فاتناً في نشيدي
يسمعُ الناسُ قصتي إن أُغنّي
فتذوبُ القلوبُ في تغريدي
والغريبُ الغريبُ في الطير هذا
أنه ظلّ هائماً، في شرودِ
رغم ما جدتي روت لي وقالتْ
رجعَ الطيرُ آدماً، من جديدِ
اديب مجد