بسم الله الرحمان الرحيم
"أبناؤنا":
كم كنت أعجب بالهدوء واشتهي
لحظات صمتٍ في قرار المنزلِ
وأخاصم الأطفال حتى يسكتوا
لأعيش في إطراقة المتأملِ
وأعود يوماً للصفاء كما مضى
وأنا أظن بأنه سيعود لي
قد ضقت من ألعابهم وضجيجهم
وودت عوداً للزمان الأول
هذا يصيح: أنا الكبير فمن يغا
لبني؟ فيأتيه صغير الجحفل
يتعاركان فلا البساط بصبره
يبقى بساطاً تحت ضغط الأرجل
حتى الوسائد والستائر لا تطي
ق بأن تكون عن العراك بمعزل
وأنا أنادي: يا بني أن اهدؤوا
وأقوم أضرب بعد طول تحمل
فإذا استراحوا فالصباح حديثهم
وجدالهم أبداً بغير تمهل
يأتونني وخلافهم في قشة
فأعيدها للمالك المتوسل
فيقوم صاحبه ويضرب رأسه
بالباب... بالجدران إذ لم أعدل
ويقول لي: أعطيته وحرمتني
إني له.. سأميته بالفلفل
صور مكررة مللت وجودها
ولقد تكون حبيبة لأبٍ خلي
أرسلتهم حتى يزوروا جدهم
وأريح نفسي من عناء معضل
وجلست وحدي والحديث يطول إن
أرسلته في شرح ما قد عنّ لي
أحسست بالصمت المخيف
وبالأسى
وحسبت أن الموت آت يبتلي
لا حس لا أصوات أسمعها هنا
البيت أصبح مثل قبر ممحل
وصبرت لكن لم أطق صبراً به
فنهضت أمشي مشية المتعجل
وحملتهم ورجعت للنعمى التي
هي من هبات المنعم المتفضل
# منقول #