الموضوع
:
زوجي ...لم يُفطَم بَعد
عرض مشاركة واحدة
#
1
11-06-2016
إدارة سابقة
SMS ~
وما من كاتب إلا سيمضي
ويبقى الدهر ماكتبت يداه
قـائـمـة الأوسـمـة
لوني المفضل
Deeppink
رقم العضوية :
17
تاريخ التسجيل :
May 2013
فترة الأقامة :
4012 يوم
أخر زيارة :
09-04-2022 (07:10 PM)
المشاركات :
9,745 [
+
]
التقييم :
18886
معدل التقييم :
بيانات اضافيه [
+
]
زوجي ...لم يُفطَم بَعد
زوجي ...لم يُفطَم بَعد
بلا شك أحد أهم خصال الرجل الناضج أن يكون باراً بأمه، حافظاً لمكانتها، مطيعاً لها، قائماً على خدمتها، راجياً لرضاها، ولو فعل كل هذا وأكثر، لن يوفيها جزء من حقها عليه.
للأم في قلب كل عاقل مكانة كبيرة، دعك من أن موقعها في الطرح الإسلامي أعظم وأكبر، إنه لم يخبرنا أن الأم هي الجنة، وإنما ترتمي الجنة تحت أقدامها، وعليه بات لزاماً على كل واحد منا أن يشد الرحال بضمير مخلص إلى حيث رضا الأم، وراحتها.
ولكن ..
هل من حدود البر أن يكون المرء منا تابع لهوى أمه، واضعاً بين يدها كل أسراره الزوجية والمهنية والاجتماعية، وهل من الطاعة الواجبة أن ننزل على رأيها حينما تقرر أن تبدي فرماناً في وجوب إلغاء سفرنا إلى المصيف، أو عدم تغيير مدرسة الطفل، وصرف النظر عن فكرة إقامة مشروع خاص وترك الوظيفة؟!.
الحقيقة أن كثير من الرجال يتعاملون مع الأم وكأنها صاحبة الأمر النافذ في قراراته اليومية، يشتكي إليها من كل ما يضايقه، يحكي لها كل ما يتعلق بتفاصيل علاقته بزوجته، يذهب إليها سريعاً ليزف خبر شراء شيء جديد، والمدهش أن فرحته تلك ممكن أن تختفي لو رأت الأم أن خطوته تلك لم تكن صائبة أو سديدة!.
أين المشكلة ..؟
عندما تأتيني زوجة لتشتكي من تصرفات زوجها ناعته إياه بأنه "ابن امه"، أضطر إلى إخبارها بأن المشكلة ليست في زوجها، وإنما في أمه، إنها مشكلة أنثى تسببت فيها أنثى أخرى، والتغلب عليها يحتاج لأن نتوجه بالعلاج إلى الرجل!.
الزوج الذي يعتمد على أمه بالكلية هو رجل مورست عليه حالة من الوصاية الكاملة في فترة طفولته، الأم تتدخل في كل شؤونه، لا تسمح له بالاختيار الحر، تحاول أن تحميه حتى من نفسه، ترفض أن يستقل برأيه كي لا يتسبب لنفسه في الأذى.
وفوق هذا، ربما عززت فيه صفات الأنانية، إنها تصرخ في وجه من يغضبه حتى وإن كانوا أطفال في مثل عمره، تعمل على توفير حالة من التميز له بين الجميع، تخبره أنه الأفضل، والأجمل، والأصوب، إنه لا يخطئ أبداً، عليه أن يحلم، وعلى العالم أن يحقق له أحلامه وأمانيه.
ببساطة، إنها ترفض قط الحبل السري، إنها مرتبطة به، ترفض أن يتغذى فكره، وسلوكه من أي منبع آخر، وعندما يكبر ويتزوج تواجه أكبر مشاكلها وأعنفها.
لقد انتقل طفلها المدلل إلى كنف امرأة أخرى، وعليها أن تحارب حربها الأهم، لا أحد هنا قادر على الفهم، إنها ليست علاقة بين أم وزوجة إبن في عمر أبنائها أو أصغر، إنها علاقة بين امرأتين!، كلاهما يطالب بحقه في الرجل ذاته، الرجل الذي عاش دهراً يمشي في ظل المرأة الأولى، ويحلم في أن يكون له ظله الخاص .. ولكن أنا له ذلك!.
غضبة أمه ليست هينة عليه، تلميحاتها بأنه عاق لا يمكن تحملها، رضاها عنه صار هدفاً في سبيل تحقيقه يمكن أن يغضب الجميع، بما فيهم زوجته نفسها.
حسناً، والحل ..؟!
وكلامي هنا للزوجة نظراً لأنها المتضرر الأول .. وربما الأوحد.
كما أسلفت، زوجك هنا لا يمارس هذا السلوك بإرادته المطلقة، وعليه فإن اللوم المستمر لن يجدي نفعاً، عليكِ أن تكوني أكثر حنكة وذكاء، وتتبعي الإرشادات الآتية:
حربك الأساسية ستكون قائمة على حقك في زوجك لا حقك منه!، ستكونين بحاجة إلى أن تقومي بدور الزوجة والأم.
أولاً، ستحتاجين إلى النفس الطويل، أي تغيير ستعملين عليه، لن يؤتي ثمرة سريعة، نحن نتحدث عن شخصية تكونت عبر سنين، ورسختها مواقف وأحداث، فكرة أن يتغير بين يوم وليلة أمر مثالي لن يحدث أبداً.
ثانياً، حربك الأساسية ستكون قائمة على حقك في زوجك لا حقك منه!، ستكونين بحاجة إلى أن تقومي بدور الزوجة والأم، أنت ماضية في كسب مساحات من رصيد الأم عن طريق المزيد من الاحتضان والدلال، وغض الطرف في بعض الأوقات عن تصرفاته الغير مرغوبة.
ثالثاً، ستحتاجين إلى الصرامة ووضع القوانين في بعض الأوقات، ولكن دون الحديث عن أمه بما يرفضه أو يمكن أخذه عليكِ.
رابعاً، حاولي أن تكسبي الأم، أو على الأقل لا تحاولي وضع نفسك في الجهة المقابلة، سارعي في بعض الأوقات إلى قطع الطريق عليه واستشارتها في بعض الأمور، حثي أبنائك على التواصل معها، ببساطة أخرجي نفسكِ ما استطعت من معادلة الضد.
خامساً، أنظري للمميزات التي في زوجك، بالتجربة ثبت أن الزوج الذي يتعامل مع أمه بطريقة مبالغة، يكون أكثر حنواً، أكثر تفهماً لمشاعر المرأة، أكثر تواصلاً مع الجنس الآخر.
ستحتاجين إلى الصرامة ووضع القوانين في بعض الأوقات، ولكن دون الحديث عن أمه بما يرفضه أو يمكن أخذه عليكِ.
وفي الأخير أعيد التأكيد على أهمية النفس الطويل، وأن يكون سلوكك في التعامل مع زوجك هو مزيج بين الصرامة في وضع القوانين والمعايير، وتفهمك أنه ضحية وبالتالي سلوكه في كثير من الأحيان طبع مجبول عليه ولا يستطيع تغييره بسهولة.
ستحتاجين إلى أن تتعايشي مع بعض مما تكرهين، مع بذلك الجهد لتغيير البعض الآخر .. وهذا لن يحدث بالشكوى والتذمر.. وإنما بالصبر والجهد الدءوب.
كتبه
#كريم الشاذلي
المصدر:
منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد
آخر تعديل أم يعقوب يوم 11-07-2016 في
05:13 PM
.
زيارات الملف الشخصي :
517
إحصائية مشاركات »
المواضيـع
الــــــردود
[
+
]
[
+
]
بمـــعــدل : 2.43 يوميا
أم يعقوب
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى أم يعقوب
البحث عن كل مشاركات أم يعقوب