حوارٌ مع
الشعر ...
ياشعرُ أرهقتَني قولاً بلاعملِ
فارحلْ فإني أذوب الآنَ في خجلي
خجلتُ واللهِ من نفسي التي ركَنتْ
إلى التخاذُل والإخلادِ والكسَلِ
خجلتُ من أمتي تُلقي عباءتَها
أمام أعدائها إلقاءَ مُنخذِلِ
كأنّها مارأتْ مجداً ولا سمعتْ
صوتَ التلاوةِ يسقي زهرةَ الأمَلِ
خجلت من شامنا مازال يرمقني
بمقلة الحزن والآلام والوجَلِ
خجلتُ من حلبِ الشّهباءِ يطحنها
جيشُ الغُزاةِ وجيشُ العُرْبِ لم يصلِ
خجلتُ من صرخة الطفل التي انطلقتْ
ولم تَجدْ نَخْوةَ الإنقاذِ من رَجُلِ
ياشعرُ أرهقتني واللهِ في زمنٍ
يكاد يُغلقُ بابَ الوعي بالخطَلِ
هنا ، تهدّج صوتُ الشعرِ باكيةً
حروفُه ، شاكياً من شدّةِ الكلَلِ
وقال لي قَولةً لو أنّها رُويتْ
لقال لي الشكُّ: إنّ الشعرَ لم يَقُلِ
أنتَ الذي صُغتَني في كلّ حادثةٍ
فكيف تَلحقُني باللومِ والعذَلِ؟
والله لولا صدى آيٍ مرتّلةٍ
فيها عن
الشعر ما يُغني عن الجدل
آياتِ حقٍ تلوناها تحدّثنا
عن شاعرٍِ قولُه في الصالحات جَلِي
لولا حديثٌ عن الهادي يخبّرنا
عن روح جبريلَ فيها أعظمُ المثَلِ
لمَـا أطعتُكَ لمّا صُغتَني وهَجَاً
من نبض قلبٍ بدينِ الله مُحتفِلِ
ولا أطَعْتُكَ في الأحداث قافيةً
حذّرتَ أمّتنا فيها من الخلَلِ
ولا أطعْتُكَ أوزاناً تُردّدها
في العالمينَ بلا زَحْفٍ ولا عِلَلِ
تلومُني أيّها الشاكي وأنتَ على
بحرِ المُعاناةِ لم تسلمْ من البلَلِ؟!
هنا تدثّرتُ بالصّبرِ الجميل وهل
كالصبرِ يُنقذنا من خَطْبناالجلَلِ؟
عبدالرحمن العشماوي 🌿