01-26-2017
|
#8 |
بيانات اضافيه [
+
] | رقم العضوية : 69 | تاريخ التسجيل : May 2013 | العمر : 76 | أخر زيارة : 03-10-2024 (11:47 AM) | المشاركات : 8,131 [
+
] | التقييم : 9284 | | لوني المفضل : Cadetblue | |
رد: اخلاقنا الاسلامية العظيمة متجدد ان شاء الله أخلاقنا الإسلامية العظيمة المـــروءة و الشهامة
بسم الله و الصلاة و السلام على سيدنا رسول الله
أحمد الله و أستعينه و أستغفره و ما توفيقى إلا بالله عليه توكلت و إليه أنيب . يقول الشاعر :
إن المروءة ليس يدركها امرؤٌ ورث المكـارم عن أبٍ فأضاعها
أمرته نفسٌ بالـدناءة و الخنا و نهته عن سُبُل العـلا فأطاعهـا
فإذا أصاب من المكارم خُلَّةً يبني الكريمُ بهـا المكــارم باعها و يقول آخر :
مررتُ على المروءةِ و هي تبـكي فقلتُ : عَلامَ تنتـحبُ الفتاة ؟
فقالت : كيف لا أبـكي و أهلي جمـيعاً دون خَـلق الله مـاتوا
المروءة و الشهامة من الخصال الأصيلة يوجد أغلبها فى الرجال و بعضها فى النساء .
ذلك لأن المروءة فى بعض الأحيان تستلزم نوعاً من القوة و الشجاعة .
و لكن ما هى نوعية أهل المروءة و الشهامة ؟؟ و كيف نعرفهم ؟؟
إنها المروءة و الشهامة التى جعلت سعيد بن العاص رضى الله عنه يقول لأبنائه عندما كان يحتضر :
" يا بَنِيَّ ، لا تفقدوا إخواني مني عندكم عين وجهي ، أَجْرُوا عليهم ما كنتُ أُجْرِي ،
و اصنعوا بهم ما كنت أصنع ، و لا تُلْجِئُوهم للطلب ؛ فإن الرجل إذا طلب الحاجة اضطربت أركانه ،
و ارتعدت فرائصه ، وَ كَلَّ لسانه ، و بدا الكلام في وجهه ، اكفوهم مئونة الطلب بالعطية قبل المسألة ؛
فإني لا أجد لوجه الرجل يأتي يتقلقل على فراشه ذاكرًا موضعًا لحاجته فعدا بها عليكم
لا أرى قضى حاجته عوضًا من بذل وجهه ،
فبادروهم بقضاء حوائجهم قبل أن يسبقوكم إليها بالمسألة "
فهل رأيتم مروءة كهذه بين البشر من هذا الصنف النادر بعد مروءات و شهامات الأنبياء و الرسل ؟؟
تحضره الوفاة و يتذكر كرامة الإنسان المحتاج و قضاء حاجته قبل السؤال .
يا الله يا لها من أخلاق كريمة .
و قد كان الناس فى وقت ليس بالبعيد يتمتعوا بالمروءة و الشهامة
فتجد الجار الذى يتصدى لأى أحد يضايق جارته فى الطريق و يحافظ عليها تماماً كأخته .
و كنا نرى التطوع و المبادرة لمساعدة عابر الطريق و صاحب الحمل الثقيل .
كنا نشاهد وقوف الصغير عند مرور الأكبر سناً إحتراماً و توقيراً و تأدباً .
و لا أقول بأن هذه المظاهر إختفت تماماً و لكنها قلت كثيراً عن ذى قبل . و قد قيل أن المروءة كمال الرجولة و الشهامة كمال الإنسانية .
و القصة التالية يرويها عن نفسه بن ميمون من أصحاب المروءات :
حججت على أيام الخليفة العبّاسي هارون الرشيد فرأيت في الحجّ امرأة تبكي بكاءً مُرّاً ،
فاقتربت منها ، فسمعتها تقول : أيا عمرو فيم تجنبتني سكبت دموعي و عذّبتني
فلو كنت ياعمرو أخبرتني أخذت حذاري فما نلتني
قال : فقلت لها : من عمرو هذا ياأمة الله ؟
ففزعت عندما فوجئت بوجودي فقلت لها : لاتخافي ، إنّما أنا عبدٌ من عباد الله ،
لعلّي أكون في حاجتك فمن عمرو ؟
قالت : عمرو هذا هو زوجي ، و قد تبعني قبل الزواج ، و امتنعت عنه و احتال على الزواج منّي كلّ حيلة ،
حتى شاء الله و تزوجته ، و لكنه هجرني .
قلت : أهجرك لموجدةٍ أو نفور ؟
قالت : لا والله ، بل لشدة حبّ .. فقد ضاق بنا العيش ، و أشفق عليّ .. فذهب يلتمس عملاً ،
قد يكون فيه سعة لي وله ..
قلت : و أين هو ؟ قالت: في ( جدّة ) يعمل في البحر .
قلت : سأجمع بينكما إن شاء الله ، فصفيه لي ..
قالت : لاتهزأ بي ياعبد الله ..
قلت : إنّني فاعل إن شاء الله ، و لن يخيّب الله مسعاي ،
قالت : هو أحسن من تراه ، طلقٌ محياه ، مليئةٌ بالحبِّ عيناه ، و ليس في القلب سواه .
قال ابراهيم : ركبت و ذهبت إلى جدّة ... و ناديت عند المكان الذي حددته ،
ياعمرو .. ياعمرو.. فخرج إليّ رجل ما ارتبت لحظةً في أنه هو ..
و لما اقترب منّي ، أنشدته ما سمعت من زوجته ..
فعانقني و قال : إنما أنت رسولها ..
قلتُ : نعم .. فهل تعود معي إليها ؟ ..
قال : والله إنّ هذا لأحبُّ شيء إلى نفسي ، لكنّي أسعى إلى السعة ..
قلت : كم يكفيك لمعاشك في العام ؟ قال : ثلاثمائة دينار..
قلت : فهذه ثلاثة آلاف لعشر سنين ، فإذا نفدت أو أوشكت فأرسل إليّ بمن يحمل إليك غيرها..
يقول الراوي : و أعدته إلى زوجته ، ولم يكن أحدٌ أسعد منهما بذلك إلاّ أنا .
إن الحياة بدون مروءة و شهامة حياة ينقصها رونقها و بريقها الذى يضفى عليها البهجة و السعادة
لأن الإنسان يسعد عندما تمتد إليه يد اخرى تساعده دون طلب و تعاونه دون من أو اذى .
الحياة تحتاج اليوم قبل أى زمن مضى إلى مروءة حقيقية حيث كثرت الفتن و إنتشر القتل و الكذب .
الحياة تحتاج إلى الشهامة لكى تكتمل المعانى الإنسانية السامية التى حث عليها ديننا العظيم
و حتى قبل ظهور الإسلام .
كما حدث فى عهد سيدنا موسى عليه السلام عندما غلبت عليه شهامته و مروءته
و ساعد إبنتى سيدنا شعيب فى الحصول على الماء و لم ينتظر جزاءاً و لا أجراً .
و لكن المكافأة جاءته بأن تزوج إحداهما .
هيا بنا نعيد إلى الحياة أحلى ما فيها من أخلاق .
تأدب غير مُتكِلٍ على حسبٍ و لا نسبِ
فإن مروءة الرجل الشـريف بصالح الأدب
أقوال فى المـــروءة و الشهامة :- من القرآن الكريم :-
{ وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ
وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا
قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ
فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ
فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ }
القصص 40 من السنة المطهرة :- [ كان رسول الله صلى الله عليه و سلم
أحسن الناس ، و أجود الناس ، و أشجع الناس ،
قال : و قد فزع أهل المدينة ليلة ، سمعوا صوتا ،
قال : فتلقاهم النبي صلى الله عليه و سلم على فرس لأبي طلحة عري ،
و هو متلقد سيفه ، فقال :
( لم تراعوا لم تراعوا ) .
ثم قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( وجدته بحرا ) . يعني الفرس )
الراوي : أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه
المحدث : البخاري
المصدر : صحيح البخاري الصفحة أو الرقم : 3040
خلاصة حكم المحدث : صحيح السلف الصالح :- و عن أسلم ، مولى عمر قال :
( خرجت مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى السوق ، فلحقت عمر امرأة شابة ،
فقالت : يا أمير المؤمنين ، هلك زوجي و ترك صبية صغارا ، و الله ما ينضجون كراعا ،
و لا لهم زرع و لا ضرع ، و خشيت أن تأكلهم الضبع ، و أنا بنت خفاف بن إيماء الغفاري ،
و قد شهد أبي الحديبية مع النبي صلى الله عليه و سلم .
فوقف معها عمر و لم يمض ، ثم قال :
مرحبا بنسب قريب ، ثم انصرف إلى بعير ظهير كان مربوطا في الدار ،
فحمل عليه غرارتين ملأهما طعاما ، و حمل بينهما نفقة و ثيابا ، ثم ناولها بخطامه ،
ثم قال : اقتاديه ، فلن يفنى حتى يأتيكم الله بخير ،
فقال رجل : يا أمير المؤمنين ، أكثرت لها ؟
قال عمر : ثكلتك أمك ، و الله إني لأرى أبا هذه و أخاها ،
قد حاصرا حصنا زمانا فافتتحاه ، ثم أصبحنا نستفيء سهمانهما فيه "
" للسفر مروءة ، و للحضر مروءة ،
فأما مروءة السفر : فبذل الزاد ، و قلَّة الخلاف على الأصحاب ، و كثرة المزاح في غير مساخط الله .
و أما المروءة في الحضر : فالإدمان إلى المساجد ، و تلاوة القرآن ، و كثرة الإخوان في الله عز و جل " ربيعة بن أبي عبد الرحمن " قيل لسفيان بن عيينة :
قد استنبطت من القرآن كلَّ شيء ، فأين المروءة فيه ؟
فقال : في قوله تعالى :
{ خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ }
ففيه المروءة ، و حُسن الأدب ، و مكارم الأخلاق ،
فجمع في قوله :
{ خُذِ الْعَفْوَ }
صلة القاطعين ، و العفو عن المذنبين ، و الرفق بالمؤمنين ، و غير ذلك من أخلاق المطيعين .
و دخل في قوله :
{ وأْمُرْ بالعُرفِ }
صلة الأرحام ، و تقوى الله في الحلال و الحرام ، و غضُّ الأبصار ، و الإستعداد لدار القرار .
و دخل في قوله :
{ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ }
الحض على التخلُّق بالحلم ، و الإعراض عن أهل الظلم ، و التنزُّه عن منازعة السفهاء ،
و مساواة الجهَلة و الأغبياء ، و غير ذلك من الأخلاق الحميدة ، و الأفعال الرشيدة "
" تعامَل الناسُ بالدِّين زمانًا طويلاً ، حتى ذهب الدينُ ، ثم تعاشروا بالمروءة حتى ذهبت المروءة ،
ثم تعاشروا بالحياء ، ثم تعاشروا بالرغبة و الرهبة ، و أظنُّه سيأتي بعد ذلك ما هو شرٌّ منه " الشعبى
|
|
حين تستيقظ يوماً لتجد الأرجاء خاوية من الأحبة,
وقد تفلتت منا سبُلُ" اللقاء " .
فلا تحزن وتضيق بك الأكوان , واعمل للغد حتى
لا نفترق عند أعتاب الجنان
فرُب فراق غـــدٍ لاينفعه البكاء ولا شفعاء !" ،
وحين الرحيل للوجه الآخر من الحياة ."
لا تحزنوا فبرحمت الله اللقاء عند أعتاب الجنان |