بداخل كل منا طاحونة هوائية تعمل بتلقائية.
الفرح،
الغضب،
الحزن،
الاحتجاج،
الامتنان،
الاستياء
و كل ألوان الشعور هي كحبات قمح تتكون بدواخلنا .. عليها أن تُطحن لتتحول إلى دقيق متحلل.
كل شعور نرفض التعبير عنه كونه
"ليس مهما"
أو نظنه
"ردة فعل مبالغ بها"
أو لا نحسب انه
"سيصنع فارقاً"
هو في الحقيقة حبة قمح صغيرة نرفض أو نؤجل طحنها ظناً منا أن حجمها لا يهم.
إن تكديس
حبات القمح يؤدي إلى تسويف البدء في الطحن.
ليجد الشخص نفسه بعد حين من الزمن حاملاً لأكوام و أكوام من حبوب
القمح التي زادها الوقت قسوة و ثقلا،
و ما أن يحاول أن يتدارك هذا الإهمال حتى يهلع من كمية العمل الشاق و المرهق الذي عليه أن يقوم به.
و يقف حائراً خائر القوى بين الطاحونة الصدئة و بين
حبات القمح المندثرة هنا و هناك و التي قد تجد لنفسها أرضا خصبة لتغدو سنابل شائكة.
و قد يلعن الطاحونة و يلغي وجودها لحين فيمتلئ باللحظات الغير منتهية و المواقف الناقصة و الردود المكبوتة...
يجد ذاته مليئة بحبات
القمح ...
و لكنه مهما تملص من المهمة الحتمية لابد من رياح عاصفة تحرك أعمدة الطاحونة الهوائية على حين غرة لتتم عملية طحن غير متوقعه و لا يمكن تحديد كمية
القمح المراد سحقه في هذا النوع من الطحن.
قد لا تتحول حبة
القمح القاسية إلى دقيق من السحقة الأولى
و سيتحتم على الشخص القيام بالطحن ثم النخل و الغربلة لتطحن الفتاتات الصغيرة مرة تلو الأخرى ..
حتى تتحول حبوب
القمح جميعها إلى دقيق.
(تحوير لمجموعة أفكار من كتاب المرونة العاطفية لديفيد فيسكوت)