05-27-2013
|
#2 |
بيانات اضافيه [
+
] | رقم العضوية : 7 | تاريخ التسجيل : May 2013 | أخر زيارة : 09-04-2014 (05:19 AM) | المشاركات : 21 [
+
] | التقييم : 410 | | لوني المفضل : Cadetblue | | ولحرص الإسلام على هذا الأمر العظيم - الإصلاح بين الناس - فقد عــدّ الرسول عليه الصلاة والسلام الكذب لللإصلاح من الكذب المباح , فقد روت أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط - رضي الله عنها , قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس فينمي خيراً أو يقول خيراً ) متفق عليه . فأنظر يارعاك الله إلى منهج النبي عليه الصلاة والسلام وكيف سعى لجمع الكلمة ورأب الصدع وإلتفاف القلوب حول بعضها . فإذا عرفت حال شخصين متخاصمين فذهبت للأول وقلت أن فلاناً يُثني عليك ويذكرك بخير وإن لم تسمع منه ذلك , وإنما قصدت الإصلاح بينهما وتطييب قلبه نحو صاحبه , ثم تأتي للآخر وتقول له مثلما قلت للأول لنفس الغرض فإنك قد سعيت بالإصلاح بينهما ونميت الخير الذي هو من أعظم مقاصد الشريعة . بالإصلاح تزول الأحقاد وتتآلف القلوب وتنتشر المحبة , ويجتمع الناس بقلوبهم وأجسادهم متحابين متآلفين ساعين لنفع الناس ومايقربهم إلى رضا الله عز وجل , ومايكسبون به الدنيا والآخرة , وأما القطيعة والتباعد والتشاحن فمن شأنها قسوة القلوب وغضب الله , وهي نتاج الإنقياد خلف الهوى والشيطان . لاشك أن هناك وسائل معينة ينبغي أن يفيد منها مُـريد الإصلاح , لربما كانت رافداً له في مسيرته الإصلاحية. 1 = إخلاص النية في هذا العمل : فإن المرء إذا أخلص النية وصدق فيها يُوفّق بإذن الله لما أراد . فإذا صدق المصلح في إصلاحه وأراد الخير وفقه الله إلى الخير , ولذلك قال الله في حق الحكمين اللذين يختارهما الزوجان عند الإختلاف بينهما : { إن يُريدا إصلاحاً يُوفق الله بينهما } . ولذا جاء في الأثر أن أحد الخلفاء الراشدين لما عرض عليه أمر شخصين حكما في قضية زوجين ولم يتفقا , جــلـدهـمـا وأستدل بقوله تعالى : { إن يُريدا إصلاحاً يُوفق الله بينهما } , فقال إنكما لا تريدا الإصلاح ولو أردتماه لتحقق لكما ذلك أو كما قال - رضي الله عنه - . 2 = إحتساب الأجر عند الله عز وجل : وهذا الأمر إذا ترسخ في قلب المصلح سهل عليه مهمة الإصلاح من جهة وأحس بطعم السعادة من جهة رغم الجهد والعناء الذي يلاقيه , وفوق ذلك هيّـأ نفسه وكان مستعداً لكل مشكلة قد ترد عليه أو تنبني على مشواره الإصلاحي , أما إذا كان هدف المرء الثناء والمديح من هذا وكسب رضا ذلك أو عرضاً في الدنيا , فسرعان ماينثني ويتراجع لأي عارض يعرض له , فالدافع الوهمي سرعان مايزول ويضمحل . 3 = أن يستحضر كل الوسائل المعنية له في مهمته , فإذا كان المختلفان اللذان يُـراد الإصلاح بينهما ممن يرغبون في الـمــال قدّم المصلح لهما المال , ولذلك جعل الشارع من مصارف الزكاة الغارمين , وهم الذين يغرمون من مالهم للإصلاح بين الناس . وإن كان المتخاصمان ممن يحبون الجاه فعلى المصلح بينهما أن يصطحب معه شخص من ذوي الجاه الذين يرى أن بوجودهم مساعدة له في تحقيق هذا الصلح وإتمامه . وإن كانا ممن يحبان الثناء والمديح أثنى عليهما في حدود المشروع أي أنه يستغل كل فرصة لزرع الصلح وإعادة الأمور في نصابها حتى لو أدّى الأمر إلى الكذب لللإصلاح , فلا بأس بذلك , يقول النبي عليه الصلاة والسلام : ( ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس ) . فلو جاء لأحد المتخاصمين وقال أن فلاناً - وهو خصمه - يمدحك ويثني عليك , وحاول أن يذكر مايمتاز به هذا الشخص من خصال , وقال أن فلاناً يثني عليك ويقول كذا وكذا , ثم يأتي للآخر ويقول له مثلما قال للأول من عبارات الثناء من الأول فله ذلك وإن كان كاذباً . وهما لم يقولا ذلك فهذا من الكذب المباح الذي يُــراد منه الإصلاح بين الناس . وإن كان المتخاصمان ممن يحبون الهدية حمل الـمُـصلح معه من الهدايا مايطمع أن يحقق المصلحة . 4 = لابأس أن يشترك في هذا العمل النبيل أكثر من شخص . هذا بماله وهذا بجاهه وهذا بلباقته وحُـسن عباراته , وهذا لقرابته من الإثنين مثلاً . المهم الوصول إلى الهدف الأسمى وهو الإصلاح بين المتخاصمين وتطييب القلوب وإزالة الضغائن والأحقاد منها . أن من الواجب أن يفطن العارفون ومحبو الخير إلى التأسيس لهذا المنهج العظيم , وهو الإصلاح , وذلك بأن تقوم كل أسرة أو قبيلة بـإختيار مجموعة من الأشخاص ليكونوا بمثابة لجنة إصلاحية لفض المنازعات التي تحصل داخل هذة الأسرة أو تلك القبيلة , ومن الممكن عمل مثل ذلك في الأحياء السكنية يستفيد منها أهل الحي في الإصلاح . فيما قد يحصل بين بعضهم من مشاكل أو تنافر . ويستفيد منها غيرهم أيضاً في هذا الشأن . وهو باب عظيم نافع للمسلمين , ولمن يقوم به في الدنيا والآخرة . |
| |