10-15-2013
|
#2 |
بيانات اضافيه [
+
] | رقم العضوية : 141 | تاريخ التسجيل : Jul 2013 | أخر زيارة : 12-22-2022 (04:24 PM) | المشاركات : 4,061 [
+
] | التقييم : 22951 | الدولهـ | MMS ~ | SMS ~ | | لوني المفضل : Darkgreen | | نستفيد من هذه القصة مايلي:
-وجوب غض البصر عن الحرام فإن هذا الرجل لو لم ينظر إلى تلك المرأة ومحاسنها لما افتتن بها، ووقع فيما وقع فيه من العشق الحرام الذي كاد أن يفضي به إلى الانغماس في أوحال الرذيلة، والسقوط في الفاحشة لو لا أن تداركه الله برحمته. ولما كان إطلاق البصر في الحرام من أعظم مضان العشق والتعلق الذي يفضي بصاحبه إلى السقوط في مهاوي الفاحشة حذر منه ربنا سبحانه وتعالى في كتابه فقال: قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى له.. الآية.
وانظر إلى هذه المقارنة العجيبة بين غض البصر وحفظ الفرج التي تشير إلى أن حفظ البصر سبيل إلى حفظ الفرج، كما أن إطلاق البصر سبيل إلى الوقوع في الحرام والعياذ بالله.
-وفيها الدلالة على القاعدة العظيمة أن من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه فإن هذا الرجل ترك فعل الفاحشة مع تلك المرأة النصرانية خوفا من الله تعالى فعوضه الله تعالى خيرا من ذلك وهو نكاحها بملك اليمين مع تحصيل جميع أمواله التي أخذتها منه مع عصمته من الفاحشة العظمى كل ذلك بفضل من الله ورحمة منه يعصم من يشاء من عباده سبحانه وتعالى.
-وفيها أن استحضار مقام مراقبة الله تعالى خاصة عند إقدام العبد على فعل ما لا ينبغي يعينه على اجتناب فعل المحرم. وانظر إلى فعل الرجل فقد تهيأ له الجو المناسب جدا لفعل الفاحشة لكن مراقبة الله واستحضار خشيته وخوفه منعه من الوقوع في الرذيلة.
-وفيها أن الاغتراب يكون غالبا سببا في الوقوع في المحرمات خاصة عند من انعدم عنده جانب التقوى ومراقبة الله عز وجل وذلك حين يبعد الإنسان عن أقاربه وذويه وأصدقائه ومعارفه إلى بلاد لا يعرفه فيها أحد فعندئذ يتهيأ له من فعل الفاحشة ما لا يتهيأ له في بلده بسبب خوفه من الفضيحة ولوم الناس.
-وفيها أن العفة عن الحرام من أعظم الصفات التي يجب أن يصف بها العبد المسلم، فمن أعف نفسه عن الفاحشة رزقه الله النكاح الحلال، ومن أعف نفسه عن المال الحرام، رزقه الله المال الحلال..وهكذا.
وفيها فوائد أخرى يمكن لكل قارئ أن يستخرجها وستنبطها حسب فهمه وتأمله في هذه القصة الرائعة المفيدة.
والله أعلم.
|
| |