بسم
الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد ، وعلى آله وصحبه اجمعين
إذا أحبك الله هذا يعد قمة النجاح ، إذا وصلت إلى الله وصلت إلى كل شيء
وإذا أحبك
الله أحبك كل مخلوق ، وإذا أحبك
الله وفقك ، وأيدك ، ونصرك ، وألقى في قلبك الأمن ،
والأمن من الصفات التي تعز على معظم الناس ، إذا أحبك
الله وهبك الحكمة ، إذا أحبك
الله منحك الرضا ،
إذا أحبك
الله تولى حفظك ، إذا أحبك
الله خدمك أعداؤك .
وتحدثنا عن هذا كثيراً في لقاءات سابقة ، والعكس فإذا وقع العبد في غضب
الله وابتعد
عن محبته فقد هويته ، فقد أمنه ، فقد استقراره ، شعر بالإحباط ، شعر بالضيق ، يتحرك حركة عشوائية
، ليست هادفة ، فقد نعمة الأمن ، فقد نعمة التوفيق ، فقد نعمة التأييد ، فقد نعمة النصر ،
فقد السعادة النفسية ، فقد الرضا ، عاش حياة صاخبة لكنها في أعماق الإنسان حياة ليست صاخبة ، ولكنها مأساوية ، فلذلك :
(( ابن آدم اطلبني تجدني ، فإذا وجدتني وجدت كل شيء ، وإن فتك فاتك كل شيء ، وأنا أحب إليك من كل شيء ))
([تفسير ابن كثير]
يكفي أن
الله سبحانه وتعالى يقول :
﴿ وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ﴾
( سورة طه )
المعيشة الضنك تصيب أي معرض كائن من كان ، ولو كان غنياً ، وقوياً تساءل بعض العلماء :
كيف تكون المعيشة الضنك للملوك الذين شردوا على
الله ؟
وكيف تكون المعيشة الضنك لمن معهم أموال لا تفنى ؟ الجواب : ضيق القلب .
الإنسان يسعد بقلبه ويشقى بقلبه :
الإنسان يسعد بقلبه ، ويشقى بقلبه ، قد يكون في بيت متواضع جداً ،
قد يكون في الغار كما كان النبي عليه الصلاة والسلام ، وقد يكون في الكهف ،
وقد يكون في النار كسيدنا إبراهيم ، وفي هذه الأماكن الصعبة كانوا في أسعد حالاتهم لأنهم مع ربهم ،
وقد يسكنوا في قصر منيف ، وفي بحبوحة خيالية ، وفي قوة ما بعدها قوة ،
وفي صحة تامة ، ويقول أنا أشقى الناس ،
﴿ وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ﴾ سورة طه
هناك كلمة يرددها الدعاة كثيراً ، أنا كنت أرددها ثم أحجمت عن تردادها ، ثم عدت ورددتها ،
هذه الكلمة هي كما يلي : لو يعلم الملوك ما نحن عليه لقاتلونا عليها ، حجمت عن تردادها ،
ثم وجدت الذي قال هذه الكلمة كان ملكاً ، هي كلمة صادقة من ملك ، هذا الملك مدفون في جبلة
(إبراهيم بن الأدهم)قال : لو يعلم الملوك ما نحن عليه لقاتلونا
عليها بالسيوف ، الشعر الذي يصح في هذا المقام :
ليتك تحلو والحياة مـــريرة وليتك ترضى والأنام غضاب
وليت الذي بيني وبينك عامـر وبيني وبين العالم خــراب
إذا صحّ منك الوصل فالكل هين وكل الذي فوق التراب تراب
* * *
أنا لا أجد عقاباً في الأرض يصيب إنساناً كأي يكون محجوباً عن
الله ، لأن
الله لا يحبه .
﴿ كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ ﴾
( سورة المطففين )