11-07-2017
|
#10 |
بيانات اضافيه [
+
] | رقم العضوية : 6 | تاريخ التسجيل : May 2013 | العمر : 40 | أخر زيارة : منذ 3 ساعات (01:12 AM) | المشاركات : 16,409 [
+
] | التقييم : 43872 | الدولهـ | MMS ~ | SMS ~ | | لوني المفضل : Darkviolet | |
رد: يا بني إسمعني إصلاح وتربية * يا بني، حياتك تنعكس على آخرين استقامة واعوجاجًا، فكن قدوة حسنة. * يا بني، التمس لنفسك صحبة طيبة، أو لازم بيتك في صحبة كتاب، أو معاشرة أهل بمعروف، أو أديب ولد، أو إصلاح شأن. * يا بني، من رأيته متفكرًا، مهتمًا بأمر الناس، لا يفتأ يتحدث عن المجتمع وسبل إصلاحه، فاعلم أن له تأثيرًا، فاقترب منه وشاركه في همه إن كان ملتزمًا بدينه، واحذره إن كان غير ذلك. * يا بني، ليس من البر أن تطيع والديك فيما وافق مزاجك ولا تسمع منهما إذا خالفه. * يا بني، لا تجرح شعور والدك ولو بكلمة جافية، أو صوت يفهم منه الضجر }فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ{ [الإسراء: 23]. فإنه قد يجبر خاطره من آخرين دونك، لأنه لم يتعب معهم كما تعب معك.. رباك صغيرًا، وقبَّلك بكل حنان، وحملك وضمك إلى قلبه، وأشفق عليك فأحسن مأواك، وأنفق عليك واعتنى بصحتك، وعلمك .. حتى إذا كبرت تمعر وجهك وتصعر خدك، وقلت ما قلت؟! * يا بني، لا تلم أباك على تغير مزاجه وخروجه عن مألوف خُلُقِه في أوقات من مدة إشرافه على الأسرة، فإن الحياة لا تسير على وتيرة واحدة، وليست هي على طبيعة فرد أو جماعة؛ وسترى أن الأب يواجه من مصاعب الحياة وظروف طلب المعيشة ومعاشرة أصناف من الناس، ما تعذره به إن شاء الله. * يا بني، إذا غاب عنك رؤياي، وكنت بارًا بي، فادع لي بالرحمة والمغفرة، فإني أحوج ما أكون إلى برك يومئذ. * يا بني، لا يطرقن سمعي أنك قاطعت رحمًا لك، ولو كان هو السبب في ذلك، فإذا قاطعك فلتكن أنت المتفضل في صلته، عندها أعرف طيب قلبك ونبل أخلاقك، وستكون مهجة القلب وسواد العين. * يا بني، لا تهمش نفسك في هذه الحياة، فقد خلق الله فيك روحًا، وجعل لك موقعًا على الأرض، وهداك النجدين. وهذا يعني إمكانية تحركك في عدة جهات. وإذا اقتنعت بمحدودية قدرتك فاستعمل طرقًا أخرى للتأثير. علم ولدك، أو ساعد في تربية آخرين. اعمل وأثر في مواضع تقدر عليها، تكون بذلك قد أطلت يدك القصيرة، ووسعت من خطوات رجلك، وأبعدت في نظرك، وأصبت هدفك. واعلم أنك إذا أبقيت مكانك أو دورك فارغًا، هرع إليه أهل الباطل فملئوه بباطلهم! * يا بني، هناك دول تبث في أهلها روح العنصرية، فتنغرس بذلك الكراهية في النفوس، ولا تتحقق الأخوة الإسلامية المطلوبة بني هؤلاء وإخوانهم في بقاع الأرض، فكل يفضل «عنصره» ويتعلق بعلمائه وقادته، وينظر نظرة الدون إلى الآخرين، فيتحقق بذلك حلم الأعداء في تفريق المسلمين بعضهم عن بعض. فلا يغرنك كل هذا التهويل للمواطنة والقومية والعنصرية، وتحاش الإعلام المضلل كله، ولا تكن عنصريًا مثل آخرين، وكن عالميًا مثل عالمية الإسلام. * يا بني، إياك أن تركن إلى ظالم فتمسك النار، ولا تتفوه بالرضا عنه فتسخط ربك، ولا تنعم في ظله فتشاركه الإثم. * يا بني، كلما أردت أن أستريح تذكرت أنني لم أقدم شيئًا لأمة محمد r، وأنني محتاج إلى حسنات كثيرة لأغطي بها هذا التقصير العظيم، فتنقلب راحتي إلى قلق وهم، فأهرع إلى ما تفضل به الله عليَّ من خدمة دينه، وأفرج به بعض ما أهمني. فلا تكن مفرطًا مثل أبيك، وقدم لأمتك ما تقدر عليه من الآن، ولتكن همتك في صميم دينك، وتفكيرك في الفوز برضا ربك. * يا بني، الرجال أولو العزم لا يختارون طريق الراحة. إنهم يختارون طريق الجهاد والكفاح، ويرون في العمل المفيد راحة لأجسادهم وسعادة لنفوسهم وسرورًا لقلوبهم، خذ قسطك من الراحة لتكون عونًا لك على العمل الصالح، ولا تكن من صنف الكسالى أو فئة البطالين، وقدم لأمتك ما تقدر عليه. * يا بني، سائل نفسك بين كل فترة وأخرى: ما الذي قدمته لأمة محمد r وأنت فرد منها؟ هل أنت ممن يأخذون ولا يعطون؟ بئس الرجل أنت إن كنت كذلك. إذا لم تجاهد عن أمتك فكن عنصرًا فاعلاً وشعلة نشاط في مجتمعك، وإذا لم تكن كذلك فكن مربيًا نافعًا ومدبرًا حكيمًا في أسرتك. وإذا لم تكن كذلك فلا أقل من أن تكون محافظًا على عباداتك. وإذا كنت مقصرًا في هذا أيضًا فأمسك شرَّكَ عن الناس، فلا تؤذ الآخرين، ولا تظلم نفسك بأكثر من هذا فتموت وأنت كذلك. * يا بني, إذا واتتك فرصة فراغ فلا تنم. كن يقظًا، وفكر بما كنت تؤجله من مشاريع وأعمال فابدأ بها. ولا يشترط أن يكون وقت الفراغ بحجم تلك الأعمال، فالمهم أن تبدأ، ثم ترى نفسك أنك ارتبطت بها فلا بد أن تنهيها. والله يوفقك. * يا بني، الجلوس مع المثقفين غير الجلوس مع العمال، والجلوس مع هؤلاء غير الجلوس مع الشيوخ والعجزة.. وغير الجلوس مع المرضى والمحتاجين.. وغير مجتمع الأطفال والناشئين. فقد يخجلك المثقف ويوقعك في ورطة! وقد يقترب منك العامل فيستند عليك أو يرسل نفسه في منخريك، وقد يطيل عليك الشيخ حديثه فتمل أنت ولا يمل هو! وقد يفاجئك الفقير بطلبات تخل توازنك، ويريك المريض من أحواله ما لا ترضى، ويسألك طفل فلا يحضرك الجواب.. ولا يصبر على هؤلاء جميعًا إلا صبور كامل المروءة، حليم عالي المزاج. * يا بني، إذا قدرت على عمل فلا تسأله غيرك، فإن القادر السائل كالغني المتسول. * يا بني، اتعب واكسب، ولا تنم فتتعب. * يا بني، ابدأ بالسهل، فإن النفس صعبة المراس. * يا بني، إذا خالفك التوفيق فقد حالفك التقصير، وإذا راقك الكسل فليرقك الفقر والأرق. * يا بني، لو كان للرزق باب واحد لتكالب الناس عليه وضيقوا على بعضهم البعض، ولكنه أبواب كثيرة. فاطلب حلاله بنفس طويل، ولا تضيق على نفسك. * يا بني، إذا رأيت مهمومًا فاقترب منه، فإذا رأيت آهاته تزداد، ولا تعرف البسمة طريقًا إليه، فتطرق معه إلى هموم الدين، فإنه يقض مضاجع الرجال، ويذلهم في النهار. حاول أن لا تقوم من عنده إلا والبسمة قد تسللت إلى وجهه الحزين، وقد يفرج الله عنه بهذا ما أظلم عليك ولم تفرجه صلاة ولا دعاء، وإن لتفريج الهموم من الأجر والثواب مالا يعلمه إلا الله. * يا بني، ارحم الضعيف، وكن عونًا للمحتاج، واقترب من اليتيم، وليكن قلبك نابضًا بالحنان بين هؤلاء. أعط شيئًا من وقتك للضعيف، وساعد المحتاج بما تقدر عليه، وضم اليتيم إلى صدرك، وامسح على رأسه، وانظر إلى عينيه جيدًا عندما يرفعهما إليك، واقرأ فيهما ما تشاء. * يا بني، احمد الله على ما نشَّأتُك عليه، وانظر إلى آخرين ممن لا يقدر أحدهم أن يبيت إلا إذا تجرع الخمرة، وآخر لا يرى للعمل معنى إذا لم يكن بين النساء، وآخر لا يرى للحياة معنى إذا لم يشجع فريقًا ما ..! * يا بني، لا تلجئ أخاك إلى ما يؤذيه، ولا تساعده على مضرة نفسه، ولو كان هو السبب في ذلك. فإذا عكس عليك بالسيارة والطريق لك، وعلمت أنك إذا لم تعطه الطريق وقع في حادث، أو حتى لم يقع فيه، فدعه يمر، إنك بذلك رجل خير وإصلاح، وفوق الانفعالات والمعاكسات التي لا تليق بالنفوس الطيبة. * يا بني، كثرت الانحرافات في المجتمع حتى عمت وطمت، أدبًا وعلمًا وسلوكًا، أينما اتجهت وحيثما ذهبت فإما أن يكون عقلك أكبر من هؤلاء فتخالط وتصلح، وتأمر وتنهى. وإما أن تقتصر في علاقاتك مع أهل الخير والصلاح، فتصلح نفسك وتتعاون معهم على البر والتقوى. * يا بني، أنت ترى الناس كيف يتسوقون وينتقون، ويتحدثون عن أصناف الطعام وأنواع الكماليات، ويتهافتون على الملذات والموديلات.. اختر لنفسك يا بني سوقًا أخرى تفتح قلبك وتلج بك إلى مستقبل أعظم. أبواب الخير كثيرة لا تحصى، ادخل ما استطعت من هذه الأبواب، وامش واختر، وأقبل وافعل، فإنها الكنوز الحقيقية التي ستنفعك في يوم شديد تكون فيه الحاجة إلى حسنة. * يا بني، إذا أردت أن تقر عيني بك فكن أحد ثلاثة: - صالحًا بين أفراد أسرتك، تهديهم وتعمل لهم. - داعية في مجتمعك. - مجاهدًا في سبيل ربك. وأمنيتي أن أحيا بالشهادة، وإلا فأبًا لشهيد. * يا بني، احرص على أن تنشئ أولادك على تربية صالحة وعادات حسنة،وما لم يكن ذلك فإن تغيير العادة في الكبر من الصعوبة بمكان. انظر إلى شيخ كبير لا تفوته صلاة الجماعة، ولا يفتأ يذكر الله، ولكنه حليق اللحية، ويجد صعوبة في حلقها كل مرة في هذه السن، كما يجد صعوبة في توفيرها؛ لأنه لم يفعل ذلك منذ الصغر. وقس على ذلك أمورًا عديدة. * يا بني، لا تسمع كل ناعق، ولا تمش خلف كل صافر، فإن مما يسمونه حرية وتحضرًا نسميه نحن جاهلية وهمجًا. نحن أخلاقنا نابعة من القرآن الكريم، وآدابهم لا ضابط لها ولا رقيب، بعد أن أباحوا الزنا واللواط والخمر ولحم الخنزير، فكن رجل أدب وعلم وأخلاق، وداعية إلى الإصلاح والخير. * يا بني، لا تذهب إلى بلاد الكفر لئلاً تنبهر بمدنيتهم فيعظم عندك قدرهم، وتعود فتتحدث عنهم بإعجاب، فيكون هذا ولاء لهم قلبًا ولسانًا، فتخسر دينك ومبدأك الذي هو عصمة أمرك. وكل شيء بعده يسهل ويمر. |
| |