11-07-2017
|
#2 |
بيانات اضافيه [
+
] | رقم العضوية : 6 | تاريخ التسجيل : May 2013 | العمر : 40 | أخر زيارة : منذ 9 ساعات (05:05 PM) | المشاركات : 16,402 [
+
] | التقييم : 43872 | الدولهـ | MMS ~ | SMS ~ | | لوني المفضل : Darkviolet | |
رد: الحلول الشرعية للمشاكل الزوجية قواعد عامة لحل المشاكل الزوجية
الحياة الزوجية لا تستقيم إلا بحل المشاكل التي تعكر صفو العلاقة بين الزوجين وينبغي أن نطرح في هذه الدراسة قواعد عامة لحل كافة المشاكل الزوجية من الناحية الشرعية والنفسية، ومن خبرتي الخاصة في الدعوة وكثرة المشاكل التي سألني عن حلها الكثير من الأزواج.. أستطيع أن أقوال بلا مبالغة أن الغالبية العظمي من المشاكل الزوجية حلها سهل وميسور إن شاء الله تعالى شريطة إخلاص النية من الزوجين لله تعالى في إتباع تعاليم الكتاب والسنة ونبذ الهوى الذي يصد عن الحق.. ولا يكون هذا إلا برغبة أكيدة من كل منهما في الاستقرار وإطفاء نار الفتنة التي نشأة بينهما لسبب من الأسباب.. ثم إن التكبر والتعاظم على حساب استقرار الحياة الزوجية والأسرية حباً في كرامة زائفة أو نرجسية ذاتية لهما أثار مدمرة نفسيا وبدنيا ومالياً. وبادي ذي بد نبين إن أي مشكلة ينبغي علي الزوجين أن يتفقا على إخضاعها أولا لقواعد عامة ومراعاتها مراعاة تامة، ولا تحل مشكلة ولا يستقيم أمر الزواج إلا بتطبيق هذه القواعد.. وهذه القواعد هي: 1- معرفة أسباب المشكلة ومسبباتها 2-معالجة المشكلة وطرق الوقاية منها 3-رد الأمر عند الاختلاف للكتاب والسنة كحسم للمشكلة هذا فضلا عن إخلاص النية كما ذكرنا آنفاً وألا كان ما ذكرناه من قواعد أساسية لا فائدة منها. ولزيادة البيان والتوضيح نضرب مثالاً على ذلك ونقول بحول الله وقوته.. مشكلة ضيق ذات اليد من أصعب المشاكل وأخطرها في هدم عش الزوجية.. لأن الناس جعلوا المال عصب الحياة وليس الإيمان واليقين بالله الرازق القدير، ومن ثم كانت مشكلة ضيق ذات اليد تجعل الزوج عاجزاً على القوامة ويعيش في هم وغم لا ينقطع. فهناك مصاريف المدارس والدروس والبيت..، وهناك مصاريف الدواء والطعام والشراب، وتلك للديون والإيجار.. وهلم جرا والعين بصيرة واليد قصيرة كما يقولون.. والزوجة لزوجها بالمرصاد متمردة علي حياتها غير راضية ولا صابرة علي قضاء الله وقدره!! نعم ابتلاءات شتى تعصف وتكدر حياة كثيراً من بيوت المسلمين بسبب قلة ذات اليد فما الحل وما العلاج؟ لو طبقنا القواعد العامة على هذه المشكلة وغيرها من المشاكل لوجدنا الحل ورضينا به إن شاء الله تعالى. فالقاعدة الأولي هي: معرفة أسباب المشكلة ومسبباتها والمشكلة معلومة ومن أخطر أسبابها سببين: 1-عجز الرجل علي الأنفاق على أهله. إما أن يكون لبخل منه، أو لهوي وكسل أو ما أشبه هذا وكل سبب وله علاج. فأن كان لبخل من الزوج فليعلم أن البخل صفة ذميمة ولقد كان النبي-صلي الله عليه وسلم- يستعيذ منه فعن أنس أن النبي e كان يقول: "للهم إني أعوذ بك من البخل والكسل وأرذل العمر وعذاب القبر وفتنة المحيا والممات " رواه مسلم وغيره والشرع أباح للزوجة أن تأخذ ما يكفيها من زوجها ولو بدون علمه ودليل ذلك حديث هند زوج أبى سفيان عن عائشة رضي الله عنها قالت: يا رسول الله إن أبا سفيان رجل شحيح، لا يعطيني من النفقة ما يكفيني ويكفي بني، إلا ما أخذته من ماله بغير علمه، فهل علي في ذلك من جناح؟ فقال رسول الله e: خذي من ماله بالمعروف ما يكفيك ويكفي بنيك ». أما أن كان لهوي أو كسل فيجب علي الزوج أن يعلم أن الإنفاق علي زوجته وأولاده واجبه ومسئوليته لأن الله تعالى إنما جعل القوامة له لأنفاقه وليس لرجولته فقط!! قال تعالي (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ)-النساء-34 -وأين الزوج الذي لا ينفق علي أهله من هذا الحديث الصحيح... ألم يقل النبي-صلي الله عليه وسلم-: "دينار أنفقته في سبيل الله ودينار أنفقته في رقبة ودينار تصدقت به على مسكين ودينار أنفقته على أهلك أعظمها أجرا الذي أنفقته على أهلك". رواه مسلم 2-الإسراف في الأنفاق بلا طائل من الزوجين. والإسراف مذموم شرعا سواء من الزوج أو الزوجة، وكثيرا من البوت تنوء بالديون في ميزانيتها بسبب السرف والتفاخر فيما لا ينفع ولا يضر.. قال تعالى: ﴿يا بَنِي آَدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (31)﴾الأعراف وقال النبي - عليه الصلاة و السلام -"كلوا واشربوا والبسوا وتصدقوا في غير إسراف ولا مخيلة" وقال ابن عباس: "كل ما شئت والبس ما شئت ما أخطأتك اثنتان سرف أو مخيلة"- أخرجه البخاري في اللباس، والنسائي في الزكاة (2559) ومن ثم كان التوسط والاعتدال خير السبل لحل ما يترتب من مشاكل زوجية بسبب الإسراف.. وقال السعدي-رحمه الله([1]) أيها الناس، اتقوا الله تعالى ودعوا مجاوزة الحد في كل الأمور، واسلكوا طريق الاقتصاد في الميسور والمعسور، فقد قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا﴾. فيدخل في هذا الإرشاد النفقات الواجبة والمستحبات، كما يدخل فيه النوائب التي تنوبكم عند عوارض الحاجات، وقد حدث التوسع الزائد في هذه الأوقات، في الولائم ومحافل النساء وغيرها من الدعوات، وهذا ضرر عظيم، مخالف للشرع والعرف وحسن التدبير، ومضاره شاملة للغني والفقير، فالإسراف مخالف لما أمر به الشارع، فقد جعل الله الأموال قياما للناس تقوم بها المصالح والمنافع، فمن صرفها في غير وجهها أو تجاوز بها حدها فقد ضيع ما جعله الله قواما حيث صرفها عن المصلحة وصدها، وهذا النوع من النفقة لم يضمن الله للمنفق خلفها ورفدها، ألا وإن الإسراف في النفقات لا يستجيزه أهل العقول الوافية، ولا يبني مكرمة عند ذوي الهمم العالية، ولا يصير له موقع يذكر، ولا معروف وإحسان يشكر، بل نشاهد المدعوين القادح منهم أكثر من المادحين، وذلك ضار لصاحبه ولمن أراد مقابلته من الفاعلين، ألا ترون العاجزين ومن ليس لهم مقدرة يلتزمون ذلك مجاراة للأغنياء القادرين، فلو أن رؤساء الناس التزموا واتفقوا على الاقتصاد لشكروا على ذلك، وكان خيرا لهم ولأهل البلاد، أما تشاهدون أفرادا من الرجال الأبرياء الذين لا يشك في كرمهم وعقلهم إذا سلكوا طريق الاقتصاد اتفق الناس على الثناء عليهم، ويرونه من محاسنهم وإحسانهم إلى الذين يختمون إليهم، وخصوصا في هذه الأوقات التي اشتدت بها المؤنة وارتفعت الأسعار، وصار الواحد إذا جارى الناس في توسعهم حمل ذمته مالا يطيق وتحمل المضار. فلو بذل ذلك في ضروراته وحاجاته، لكان خيرا له من بذله في أمور الست من كمالاته، وقد تشاهدون من يسرف في هذه النفقات فهو مقصر غاية التقصير في قيامه بما عليه من الواجبات، فانظروا رحمكم الله ماذا يجب عليكم في أموالكم، وما يحسن شرعا وعقلا، واسلكوا هذا السبيل ولا تصغوا لمن يريد غير ذلك أصلا، ولا تضطروا عباد الله بإسرافكم في أمور لا يحبونها ولا تدخلوهم في أحوال ونفقات لا يرتدونها. بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم.)اهـ وننتقل الآن للقاعدة الثانية وهي: معالجة المشكلة وطرق الوقاية منها: ذكرنا سلفاً سببين من أسباب مشكلة ضيق ذات اليد،وأما كيفية علاجهما ففي القناعة والرضا وحدهما وهما أفضل علاج للإسراف والتبذير الذي ذكرناه أنفاً، ولكن الصبر عليهما من الزوجين يحتاج لمشقة وجهد لذا فهذا الدواء صعبٌ على الزوجين ويحتاج منهما إلى قوة إيمان وإيجابية في الصبرينبع من خوفهما من الله دون إكراه أو ضغوط. ومن يلتزم منهما بذلك فهو دليل علي حبه ومراقبته لله تعالي وابتغاء مرضاته والتزامه بالمنهج الشرعي الذي يأمره بالزهد والتقشف ولا يحرم عليه التمتع بالطيبات من الرزق مادام لا يخرج به عن حد الاعتدال غير المرغوب فيه. كما قال تعالى ﴿وَابْتَغِ فِيمَا آَتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآَخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ﴾ (77) وقال النبي - عليه الصلاة و السلام -"قد أفلح من أسلم و رزق كفافا و قنعه الله بما آتاه" - أنظر السلسلة الصحيحة للألباني (1/129) ولا ريب أن أهم الأسباب المؤدية للمشاكل الزوجية هو عدم القناعة والرضا برزق الله والسعي للتفاخر أمام الناسبكثرة لإنفاق والبذخ بسفه في المناسبات والاحتفالات كأعياد الميلاد وما أشبه ذلك برغم قلة الإمكانيات المالية عند البعض منهم مما يؤدي إلي تراكم الديون التي تثقل كاهلهم وتدفعهم للاستدانة من الناس وتفسد أخلاقهم من أجل مظاهر كاذبة ليس من الدين في شيء.. ثم ننتقل للقاعدة الثالثة وهي: رد الأمر عند الخلاف لكتاب الله وسنة رسوله كحسم للمشكلة وطاعة الله تعالى وطاعة رسوله -e- فرض علي كل زوج وزوجة، ويكون معصيتهما بداية النهاية للحياة الزوجية.. -قال الله تعالى: ﴿فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يجِدُوا في أنْفُسِهمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً﴾ النساء: 65، وقال تعالى: ﴿إنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إذَا دُعُوا إلى اللهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ النور: 51. -وقال تعالى: ﴿فَإنْ تَنَازَعْتُمْ في شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إلَى اللهِ وَالرَّسُولِ﴾ النساء: 59، قال العلماء: معناه إلى الكتاب والسنة. -وعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله e قال: كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى. قيل: ومن يأبى يا رسول الله؟ قال: من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى رواه البخاري. ومن هذه الأدلة لا مجال لهوى أو رأي، وأي مناقشة واتفاق بين الزوجين لحل مشكلة من المشاكل لا أهمية لها البتة أن كانت لا تستند إلى دليل شرعي لأن الضرر سيكون أكثر وأفدح ولو بعد حين. [1] -من كتاب الفواكه الشهية من الخطب المنبرية" لعبد الرحمن بن سعدي |
| |