عن الدورات و الدروس و شروح الكتب :
هي نصيحةٌ للطالب: ليُحسِن اختيار من يستمع إليه، ويحفظَ عمرَه فيما ينفع
وهي نصيحةٌ للمُعلِّم : لينجح في إنجاز مهامّه كمُعلّم
وهي بيانٌ لأحد أشهر الطرائق قليلة الثمرة في التدريس
***
للمُعلّم الذي يقضي في المتون المختصرة والكُتب المُيسّرة سنواتٍ يحرق فيها زهرة شباب الطُّلاب .
يشرحُ كتابا و :
يُدخِل فيه مسائل و فوائد لم تُذكر فيه
و لا يتوقّف عليها فهم الكلام
و لا هي فرعٌ عنه
ولا هي لطيفةٌ لها مناسبة في ذلك الموضع
* كثير منهم يجعلُ درسه حفلة يذكر فيها كل معلومة يعرفها أو ،وقاعدة،وفائدة في أي علم ( لغة،فقه،حديث،شعر،عقيدة..) دون أدنى داعٍ ،حتى ربما نسي الطالب موضوع الدرس الأصلي!
و لبعضهم نيّةُ خيرٍ في ذلك حيث يحسبه نافعا،و بعضهم يسترُ بذلك ضعفه و يتشبّع بما لم يعطه يحسب ذلك يُغطيه ( و المتغطي به عريان )
و كثيرٌ من الطلاب يغرّه مثلُ ذلك ،و يحسب شيخه علّامة و جامعا و شموليّا بمثل ذلك
(حتى رأيتُ من يتفاخر بشيخه الذي شرح حديث جبريل في ما يقارب 200 درس و زيادة ،و شرح الطحاوية في خمس سنوات ))!
حتى يقضي معه الطالب سنتين أو ثلاث في متنٍ المفترض أن يُقرَأ و يُشرَح في جلسة بين العشاء و الفجر
يُدخِل له دينَ الإسلام كله و فنون الشريعة كلّها في الدرس
و بعد تلك الأعوام لا يرى الطالب أنه أحكَم أصل الكتاب ،و إنما عرف مجموعة معلومات عامّة لا رابط و لا ضابط لها
و يُهمَلُ أخصّ ما قصده المؤلف من كتابه ،بل لا يُحسن فَك عباراته فضلا عن مسائله !!!
و بعضهم يحوّل له الطلابُ الدرسَ إلى :
جلسة سَمر
أو مجلس إفتاء
أو أُمسية ثقافيّة
و أحيانا يسأله الطالب سؤالا حقُّه أن يُؤجل أو تُختصر إجابته فيقضي فيه المعلّم الدرس كلّه،و بعضُ المدرسين يخشى ألا يُجيب فيُنسب إلى الجهل
باختصار : الدرس يكون برنامج ((ما يطلبه المستمعون ))
=
لا أرى تلك طريقةً صحيحة للشرح ،و لا نافعة و لا ناجزة
بل هي مضيعة للعمر،بل تصُدُّ عن طلب العلم ،على عكس ما يظنُّ البعض أنها ممتعة و شيّقة !
و كَم فشِلت دروس و دورات و محاضرات و معاهد - و لم تُعط ثمرتها - بمثل تلك العشوائية
و الحقُّ:
-أن تُدخَر كلُّ معلومة و قاعدة لمكانها المناسب
-و أن يُوضع للدرس أهدافٌ لا يُخرج عنها إلا لها
-و ألّا ينساق المعلّم خلف ما يطرحه الطلاب ،فهو مُدير الدرس ،و المسؤول عنه
-و أن يُتدرَّج في نَيل العلوم ،و تُختار الكتب بعناية
-و أن يُحضِّر المعلم الكتاب كاملا
- و يضع خُطة و منهجية و أسلوب تدريسه و طريقة تفاعل الطلاب داخل و خارج الدرس،و معايير تقييم الدرس ..و غير ذلك
و الخلاصة: هي أمانةٌ فأعطها حقَّها و طيِّبها
فإليه يصعد الكلمُ الطيّبُ
#حسين عبد الرزاق