لكلّ طالب علم أو واعظ أو داعية:
قد رأيتَ بعينيّك مشايخ و دُعاة ووُعّاظا وعُبَّادا باعوا دينهم رغبةً أو رهبةً
وكثيرٌ منهم يتبرَّعُ بذلك
وأكثرهم باعَه طمعا في دُنيا و إرادةً للعُلُو (منصب أو مال أو رياسة أو شُهرة)
حتى ساروا خدما وعبيدا لأنظمة جائرة و أخرى كافرة
يحفظون بدينهم سياسةَ حُكّامٍ فجَرة طغاة
و يُسخرون كلَّ أوقاتهم وجهودهم وخبراتهم لمحاربة أهل الحق والاحتساب، ويسعون بكلّ ما يملكون لتنويم الشعوب باسم الدّين حتى لا يقاوموا ظلم وفجور أنظمتهم .
و رأيتَ كيف يتحولُ الدّاعية إلى صراط الله إلى (داعية إلى سُبل الشيطان)
وكيف يتحول من دليلٍ على الحق إلى قاطع طريق
# والوحي والتاريخ والواقع شاهدٌ أنّ أحدا من هؤلاء الخونة لدِينهم ولمن يثقون بهم لن يزيد بذلك إلى سُفولا
و سيَعصرُه الطغاةُ حتى آخر قطرةٍ من خيانةٍ ثم يَرمون به في سلّة (الزّبالة)
و سيَبقوْن مُحتقرين منبوذين مرجومين عند أهل الحق، وحتى عند أسيادهم الذين استعملوهم لخدمة مصالحهم
وما ظلمهمُ الله، ولكن ظلموا أنفسهم وأوْبقوها حيث جعلوها فيما لم تُخلق له، ولم تتعلّم لأجله
*****
فلْتعلمْ أن قدر المعلومات وكثرة المواهب وحُسن الكلام وقوة الاستدلال وسحر البيان وبلاغة التأثير وغير ذلك من القُدرات= لم يكن ليبلغ به العالمُ شيئا عند الله ثم عند أهل الحق حتى يقف مع الحق وينصره ويكون داعيا حقا إلى الله
ولن يقوَى العبد على ذلك إلا إذا كان مُريدا للآخرة يسعى لها،وحتى يُوقِنَ أن
الحياة الدنيا متاعٌ والآخرةُ خيرٌ وأبقى .
يعلمَ أنّ الله وحده هو الذي يملك الضر و النّفع وهو على كل شيء قدير
و يعلمَ أنه كادحٌ إلى ربّه كدْحا فمُلاقيه ومُحاسَبٌ عليه
فليكُن أعظمَ ما تسعى إليه أيها الطالب علما :
تلك المعاني
ثم فكّر بعدها في :
العبادة البدنيّة
وكثرة المعلومات وصحتها
وحُسن الكلام
وقوة الاستدلال
وبراعة الأسلوب
وبلاغة البيان
والقدرة على التأثير وغير ذلك .
#حسين عبد الرزاق