الموضوع
:
الدرس الاول في الجزرية المقدمة
عرض مشاركة واحدة
03-04-2018
#
3
بيانات اضافيه [
+
]
رقم العضوية :
1
تاريخ التسجيل :
May 2006
العمر :
52
أخر زيارة :
03-12-2024 (09:02 PM)
المشاركات :
14,442 [
+
]
التقييم :
59465
الدولهـ
MMS ~
SMS ~
يرحل الجميع ويبقى شعاع المحبة
لوني المفضل :
Crimson
رد: الدرس الاول في الجزرية المقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
ابتدأ المؤلف رحمه الله بما ابتدأ الله عز وجل به كتابه العزيز، واقتداءً بسنة رسول الله ïپ¥، قال رسول الله ïپ¥: ((كل أمر ذي بال لا يُبدأ فيه ببسم الله الرحمن الرحيم فهو أقطع)) وفي رواية: ((بالحمد لله)).
والتسمية عبادة مطلوبة عند كل فعل، وكان رسول الله ïپ¥ حريصًا عليها عند قراءته للقرآن، وعند أكله وشربه، وعند كل أعماله، وعلى هذا كان الصالحون من عباد الله وعلماء الأمة.
(متن الجَزَرية):
المتن: هو الظَّهْرُ، ومتن الأرض هو ما ارتفع وصَلُبَ منها، ومتن الكتاب: الأصل الذي يُشرح، والجمع: مُتُون، وهو من (مَتُنَ الشيء) أي صَلُبَ وارتفع عن الأرض. (المعجم الوجيز).
يَقُولُ رَاجِي عَفْو رَبٍّ سَامِعِ مُحَمَّدُ بْنُ الْجَزَرِيِّ الشَّافِعِي
(راجي): طالب (عفو) أي صفح (رب):
الرب هو السيد المدبر لشئون العباد، القائم بحوائجهم، محييهم ومميتهم والقادر عليهم، وهو الله عز وجل. واعلم أن كلمة (الرب) إذا أطلقت لم يُرَد بها إلا الله عز وجل، أما إذا أضيفت فهي إما أن تكون لله عز وجل أو لغيره حسب الكلام. تقول: (رب الأسرة) كناية عن الأب، وتقول (رب البيت) أي صاحبه.
(سامع) أي سامعًا لدعائه عالمًا بحاله.
(محمد بن الجزري الشافعي) سبق التعرف عليه.
الْحَمْدُ للَّهِ وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى نَبِيِّهِ وَمُصْطَفَاهُ
مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَمُقْرِئِ الْقُرْآنِ مَعْ مُحِبِّهِ
(الحمد) أي الثناء لله عز وجل، وقيل: الحمد بمعنى الشكر، وقيل: الحمد يكون باللسان والشكر يكون بالجوارح كلها، لقوله عز وجل: ï´؟اعْمَلُوا آلَ دَاوُدَ شُكْراًï´¾ [سـبأ: 13]، وقيل: الشكر يكون مقابل نعمة، أما الحمد فلا يشترط فيه ذلك.
أما المدح فهو: الثناء، وهو إما أن يكون مقابلاً لفعل اختياري من شخص (كأن تمدح شخصًا قدَّم إليك معروفًا) أو غير ذلك (كأن تمدح شخصًا لحسنه وجماله).
قوله: (وصلى الله على نبيه) أي محمد ïپ¥، والصلاة لغة: هي الدعاء،
قال الله عز وجل: ï´؟خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْï´¾ [التوبة: 103]، أي: ادع لهم، والصلاة من الله عز وجل على نبيه ïپ¥ هي: ثناؤه عليه في الملأ الأعلى وإعلاء ذكره وتعظيم شأنه في الدنيا والآخرة.
وكان يَحْسُن بالمؤلف أن يذكر السلام على النبي ïپ¥ حيث أنه يُكْره أن يُذكر أحدهما دون الآخر؛ لقول الله عز وجل: ï´؟صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماًï´¾ [الأحزاب: 56].
و(النبئ والنبي) بالهمز وتركه: هو المخبر عن الله عز وجل، وقيل في الفرق بين النبي والرسول ما يلي:
1ـ النبي هو الرسول.
2ـ النبي هو من أرسل إلى قومٍ مؤمنين يوضح لهم معنى معينًا، أما الرسول فهو من أرسل إلى قوم كافرين.
3ـ النبي هو من أرسل متممًا لشريعة نبي قبله، مثل: عيسى عليه السلام، أما الرسول فهو من أرسل بدين جديد وبشريعة جديدة.
4ـ النبي هو من أوحي إليه ولم يؤمر بالتبليغ، أما الرسول فهو من أوحي إليه وأُمِرَ بالتبليغ، وعلى هذا يكون كل رسول نبي وليس العكس.
(ومصطفاه) من الصفوة وهي الخلوص أي: مختاره، روى الشيخان عن رسول الله ïپ¥ أنه قال: ((أنا سيد ولد آدم ولا فخر))، وروى مسلم أنه ïپ¥ قال: ((إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل، واصطفى قريشًا من كنانة، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم، فأنا خيار من خيار من خيار))( ).
(محمد) رسول الله، والصلاة والسلام على النبي ïپ¥ فيها قولان:
الأول: أنها مستحبة.
الثاني: أنها واجبة، وأهل هذا القول اختلفوا على وجهين:
الأول: أنها واجبة مرة واحدة فقط في العمر كله.
الثاني: أنها واجبة على الدوام كلما ذكر النبي ïپ¥.
(وآله) قيل: هم أتباع النبي ïپ¥ على دينه، وقيل غير هذا.
(وصحبه) بفتح الصاد، وحُكِيَ كسرها، والصحابي هو كل من اجتمع بالنبي ïپ¥ـ ولو للحظة ـ مؤمنًا به ومات على ذلك.
فائدة:
استخدام كلمة (اجتمع) في هذا التعريف أولى من (لقى) أو (شاهد) وذلك لأنه يدخل فيها من يستطيع الرؤية ومن لم يستطعها مثل الصحابي الجليل عبد الله بن أم مكتوم رضي الله عنه.
(مقرئ القرآن) أي معلمه للناس، والعامل به.
(محبه) الضمير إما أن يكون للمقرئ أو للقرآن. أي: مقرئ القرآن ومتعلمه.
فائدة:
ذهب قوم من السلف الصالح إلى كراهة أن تقول: "صلى الله على فلان" لاختصاصه بالأنبياء، وذهب آخرون إلى جواز ذلك لقول رسول الله ïپ¥: ((اللهم صل على آل أبي أَوْفَى)). أي على أبي أَوْفَى، ولكن بمراعاة أمرين:
الأول: أن يكون هذا على سبيل الدعاء لهذا الشخص.
الثاني: أن لا يكون هذا على سبيل التكرار.
وَبَعْدُ إِنَّ هَذِهِ مُقَدِّمَهْ فِيمَا عَلَى قَارِئِهِ أَنْ يَعْلَمَهْ
(وبعد): لفظ يستخدم عند الانتقال من أسلوب لآخر، وقيل: يُستخدم عند الدخول في موضوع الكلام وهذا أصح والله أعلم.
(إن هذه) المنظومة، (مقدمة): بكسر الدال، وهي أول الشيء مثل: (مقدَّمة الجيش)، وبفتحها مثل: (مقدَّمة الرحل). والأول أشهر.
(فيما على قارئه أن يعلمه) أي فيما يجب على قارئ القرآن ـ فضلاً عن معلِّمه ـ أن يعلمه.
إذْ وَاجِبٌ عَلَيْهِمُ مُحَتَّمُ قَبْلَ الشُّرُوعِ أَوَّلاً أَنْ يَعْلَمُوا
مَخَارِجَ الْحُرُوفِ وَالصِّفَاتِ لِيَلْفِظُوا بِأَفْصَحِ اللُّغَاتِ
حيث أن ذلك واجب عليهم ـ قبل الشروع في تعلم القرآن الكريم وتعليمه حتى يكونوا على الطريق المستقيم ـ أن يعلموا (مخارج الحروف) أي مواضع خروج الحروف الصحيحة، وأيضًا أن يعلموا صفات كل حرف من الشدة والرخاوة... إلى غير ذلك. كل هذا حتى يلفظوا وينطقوا بأفصح اللغات وأعذبها، وهي اللغة العربية، لغة القرآن الكريم، جاء في الأثر أن رسول الله ïپ¥ قال: ((أحب العرب لثلاث: لأني عربي،
والقرآن عربي، ولسان أهل الجنة في الجنة عربي)).
واللغات جمع لغة وهي أصوات يُعَبّرُ بها كل قوم عن أغراضهم( ).
مُحَرّرِي التَّجْويدِ والمواقِفِ ومَا الذي رُسِمْ في المصَاحِفِ
مِنْ كُلّ مَقْطُوعٍ ومَوْصولٍ بهَا وتَاءِ أُنْثَى لَمْ تَكُنْ تُكْتَبْ بِهَا
أي محققين بهذا تجويد القرآن على أتم وجه، عالمين به، وعالمين بمواضع الوقف ومواضع الابتداء، وأيضًا عالمين بما رسم مقطوعًا وما رسم موصولاً في المصاحف العثمانية، وما رُسم مكتوبًا بالتاء المفتوحة والذي رُسم بالتاء المربوطة، من تاءات التأنيث، والله أعلى وأعلم.
أموت ويبقى ما كتبته ** فيا ليت من قرا دعاليا
عسى الإله أن يعفو عني ** ويغفر لي سوء فعاليا
قال ابن عون:
"ذكر الناس داء،وذكر الله دواء"
قال الإمام الذهبي:"إي والله،فالعجب منَّا ومن جهلنا كيف ندع الدواء ونقتحم الداءقال تعالى :
(الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب)
ولكن لا يتهيأ ذلك إلا بتوفيق الله ومن أدمن الدعاءولازم قَرْع الباب فتح له"
السير6 /369
قال العلامة السعدي:"
وليحذرمن الاشتغال بالناس والتفتيش عن أحوالهم والعيب لهم
فإن ذلك إثم حاضر والمعصية من أهل العلم أعظم منها من غيرهم
ولأن غيرهم يقتدي بهم. ولأن الاشتغال بالناس يضيع المصالح النافعة
والوقت النفيس ويذهب بهجة العلم ونوره"
الفتاوى السعدية 461
فترة الأقامة :
6567 يوم
الإقامة :
ارض الحرمين
معدل التقييم :
زيارات الملف الشخصي :
3462
مواضيعي ~
•
ركني الهادي
•
شعاع الترحيب والضيافة
•
شعاع الإعلانات الإدارية
إحصائية مشاركات »
المواضيـع
الــــــردود
[
+
]
[
+
]
بمـــعــدل :
2.20 يوميا
هوازن الشريف
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى هوازن الشريف
زيارة موقع هوازن الشريف المفضل
البحث عن كل مشاركات هوازن الشريف