الموضوع
:
أعجِزتَ أن تًفَرِّح قلبَ المكلوم ؟!
عرض مشاركة واحدة
#
1
03-25-2018
قـائـمـة الأوسـمـة
لوني المفضل
Cadetblue
رقم العضوية :
69
تاريخ التسجيل :
May 2013
فترة الأقامة :
3995 يوم
أخر زيارة :
03-10-2024 (11:47 AM)
العمر :
76
المشاركات :
8,131 [
+
]
التقييم :
9284
معدل التقييم :
بيانات اضافيه [
+
]
أعجِزتَ أن تًفَرِّح قلبَ المكلوم ؟!
أعجِزتَ أن تًفَرِّح قلبَ المكلوم ؟!
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعجزتَ أن تفرّح
قلبَ
المكلوم
؟!
إني رأيتُ - و في الأيامِ تجربةٌ - = للصبرِ عاقبةُ محمودةُ الأثرِ
كنتُ أقرأ في سورة يوسف – و عجائب هذه السورة لا تنتهي و دروسها لا تنقضي –
فوقفتُ كثيراً متأملة
قوله تعالى { وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ
الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ (84) قَالُوا تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ (85) قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو
بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (86) يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ
وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ (87) }
تأملتُ هذا الموقف العصيب الذي نراه كثيراً كثيراً
و متكرراً في حياتنا !
موقفٌ كان فيه يعقوب مكلوم و كظيم و حزين
و عيناه ابيضّت من حُزنه و ألمه و هَمّه الذي عايشه سنين
فكان هو من يبعث الأمل في نفوس أبنائه و يذكّرهم بالله و بحُسن الظن به .
يعقوب في موقف عصيب و نفسه متلهفة على ابنه و خاطره مكسور و قلبه محروق و كبده حـَـرّى
و مع ذلك كله يقول لأبنائه
{ يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ }
تحسسوا من يوسف ؟!
يوسف الذي فقده من سنواتٍ طويلة ..
يوسف الذي غاب و هو غلام و لا يرجو أحدٌ رجوعه إلا والده المؤمن ..
يوسف الذي ما سمعَ عنه أحد و لا بحثَ عنه أحد ..
يوسف الذي قيل أن الذئب أكله و مات ..
هل سيجدون يوسف ؟؟
هل سيلتقون به بعد هذه السنوات الطويلة ؟؟
أي فألٍ هذا ؟؟
أي حُسن ظنٍ بالله هذا ؟؟
بل أي عِلم بالله و بعظيم قــُدرته ؟؟
يأمرهم – عليه السلام – أن يتحسسوا من يوسف
بل و يذكّرهم بالله و بعظيم رحمته
{ وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ }
ثم يخوفهم و يحذرهم
{ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ }
و النتيجة ؟؟
أنْ جمعَ الله شمل الأسرة و الـْـتـَـقــَى الوالد بولده
و خرَّ له ساجداً تحيةً له
كما أوّل الرؤيا ..
فلننظر في مجتمعنا ..
هل نجدُ نماذج ليعقوب – عليه السلام - ؟؟
فأل و تفاؤل و حُسن ظنٍ بالله ؟؟
لماذا نفتقد مثل يعقوب و نجد الكثير الكثير من أمثال حالِ إخوة يوسف ؟!
أقول للمخذّلين و للمثبطــّـين و للذين يبعثون روح اليأس في نفوس أصحاب الحُزن و الْهـَمّ
أقول لهم : إن لم تقولوا خيراً فاصمتوا !!
لا خَيْل عندك تُهْدِيها ولا مَالُ = فَلْيُسْعِد النُّطْق إن لَم تُسْعِد الْحَالُ
إن لم يكن لديكم قــُدرة على بث روح الأمل و بعث الرجاء في نفوس المكلومين
فلا تقضوا على معالِمِ الأملِ في نفوسهم !!
ذكروهم بالله و بعظيم فضله ..
قولوا لكل محزون : أنتَ لا تعلمُ أين الخير ، فلعلَّ الله يجعلُ عاقبةَ هذا الأمرِ خيراً
أعجزتَ أيها العالم بشكوى صاحبك أن تقولَ له :
إذا يسّر اللهُ الأمورَ تيسرتْ = و لانتْ قوَاها و استقادَ عسيرُها
فكمْ طامعٍ في حاجةٍ لا ينالُها = و كمْ آيسٍ منها أتاهُ بشيرُها
و كم خائفٍ صارَ المُخيفُ و مقترٍ = تَموّلَ ، و الأحداثُ يحلو مريرُها
و كم قدْ رأينا من تكدّرِ عِيشةٍ = و أخرى صفا بعد انكدارٍ غديرُها
قــُـل له ما قاله عمر بن الخطاب – رضي الله عنه - لأبي موسى الأشعري :
( فإن الخيرَ كله في الرضا ، فإن استطعتَ أن ترضى و إلا فاصبرْ )
أعجبُ والله من صبرِ المُبتلى و أمله بالله و حُسن ظنه به و صِدق توكله عليه ..
ثم يأتي من الناس من يقول له : لا أمل و لا رجاء !!
و يقول له مقالة إخوةِ يوسفَ لأبيهم
{ حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ }
يا أخي إن لم تكن متفائلاً باعثاً للأمل في نفسِ الْمَحْزُون
المكلوم
الكظيم
فلا تزيدَ عليه هَمّه و تقنــّـطه من فــَـرجِ الله له ..
مهما اشتدتْ الأزمة .. و مهما بدا الأمرُ عسيراً
و مهما ضاقتْ الفُرجة ..
فعند الله لها حلٌ و مخرج .
ولَرُبّ نازِلَة يَضِيق بها الفتى = ذَرْعًا وعند الله مِنها الْمَخْرَجُ
ضاقت فلما اسْتَحْكَمَتْ حَلَقَاتُها = فُرِجَتْ وكنتُ أظنها لا تُفْرَجُ
أليس الله عز و جل هو الذي دبــّر الأمرَ و قضاه ؟؟
إذا فالحل بيده سبحانه و لن يرفع البلوى و الضُر إلا هو سبحانه برحمته ..
و أقول للمكلوم : إن وجدتَ ( إخوة يوسف ) فكن أنتَ ( يعقوب ) فبث شكواك إلى الله
و ارفع حُزنك إليه و تفاءل كما تفاءل يعقوب – عليه السلام – و لا تلتفتْ لكلام من حولك
فحسّن ظنك بربك و تفاءل و لا تيأس .
تذكّر معاناة يعقوب – عليه السلام –
ثم تذكّر حُسن ظنه بربه
و أخيراً تفكّر في عاقبة أمره و كيف جمع الله شمله بابنه الفقيد
و عسى الله أن يثبتك حتى تقول لأولئك الذين يئسوا و قنــِـطوا و قنــــّــطوا
{ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ }
ليس ما تَعْلَم من الله وحياً ..
و إنما تعلم مــِـن الله رحمته ..
تعلمُ مــِـن الله قدرته ..
تعلمُ مــِـن الله سعة فضله و عظيم إحسانه ..
تعلمُ ذلك كله من الله يوم أن قلبــّـت كتاب ربك و فتشّت في سنة نبيك
فعلمتَ أن المعطي هو الله
و أن الرازق هو الله
و أنَّ البــَـشــَـر لا يملكون لك شيئاً
و الأمرُ كله لله .
أيها
المكلوم
إذا رأيتَ و سمعتَ من يريد زحزحة رواسخ الأمل في نفسك
فقل للعيونِ الرُمْدِ للشمسِ أعينٌ = تراها بحقِ في مغيبٍ و مَطلعِ
و سامِحْ عيوناً أطفأَ اللهُ نورَها = بأبصارِها لا تستفيقُ و لا تعي
و أقول لكل مُبتلى :
{ سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا }
ثم :
سلَّ اللهَ ربكَ ما عندَه وَلا = تسألِ الناسَ ما عندهمُ
و لا تبتغِ مِن سواه الغنى = و كُنْ عبدَه لا تكنْ عبدهمُ
أسأل الله الإخلاصَ فيما نقلته و أن ينفع بكلماتي
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
المصدر:
منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد
حين تستيقظ يوماً لتجد الأرجاء خاوية من الأحبة,
وقد تفلتت منا سبُلُ" اللقاء " .
فلا تحزن وتضيق بك الأكوان , واعمل للغد حتى
لا نفترق عند أعتاب الجنان
فرُب فراق غـــدٍ لاينفعه البكاء ولا شفعاء !" ،
وحين الرحيل للوجه الآخر من الحياة ."
لا تحزنوا فبرحمت الله اللقاء عند أعتاب الجنان
زيارات الملف الشخصي :
196
إحصائية مشاركات »
المواضيـع
الــــــردود
[
+
]
[
+
]
بمـــعــدل : 2.04 يوميا
امي فضيلة
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى امي فضيلة
البحث عن كل مشاركات امي فضيلة