أنواع الأمثال فى القرآن الكريم
*******************
الأمثال في القرآن ثلاثة أنواع:
1- الأمثال المصرحة.
2- والأمثال الكامنة.
3- والأمثال المرسلة.
أولا:الأمثال المصرحة أو الصريحة أو الظاهرة:
*****************************
وهي ما صرح فيها بلفظ المثل، أو مايدل على التشبيه،
ونجد أن الشيخ السيوطى قد أتى للأمثال الصريحة بأمثلة
من الآيات المشتملة على تشبيه حال شيء بحال شيء آخر؛
كقوله تعالى:
ï´؟ مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ
ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ ï´¾
(البقرة - الآية 17.)
وإذا نظرنا إلى أمثال القرآن التي يذكرها المؤلفون
وجدنا أنهم يوردون الآيات، المشتملة على تمثيل
حال أمر بحال أمر آخر، سواء أورد هذا التمثيل
عن طريق:
1-الاستعارة:
*الاستعارة التصريحية
* الاستعارة المكنية
2-التشبيه:
*التشبيه الصريح
* التشبيه الضمنى
3-ما لم يشتمل على تشبيه ولا استعارة
وقد يدخل فى هذا المجال ما يُسمى بالأمثال الكامنة
وهى تُعتبر نوع منفصل من أنواع الأمثال فى القرآن الكريم.
وسوف نتناول كل نوع من هذه الأنواع الثلاثة للأمثال
(الصريحة - والكامنة - والمرسلة) بشئ من التفصيل
إن شاء الله.
**ومن صور الأمثال التى جاءت على شكل استعارة،
{ الر كِتابٌ أَنزَلناهُ إِلَيكَ لِتُخرِجَ النّاسَ
مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النّورِ } ( إبراهيم 2)
أى من الكفر إلى الإيمان
وهذه استعارة تصريحية،
حيث حذف المُشبه (الضلال والكفر)،(الهدى والإيمان)
وأتى بالمُشبه به (الظلمات)،(النور)
حيث شبه الله الكفر والضلال بالظلمات،
والإيمان والهدى بالنور، وهذه هي الاستعارة.
وهذه الاستعارة تصريحية لأن المشبه به (الظلمات) و(النور)
قد صُرِّح به (أي ذكر) في الآية أما المشبه فقد حذف.
وإذا نظرنا إلى الآية
(وَقَطَّعناهُم فِي الأَرضِ أُمَمًا) ( الأعراف 168)،
فهى استعارة مكنية،
حيث يتم فيها تصوير المشبه ،
بشيء متعلق بالمشبه به المحذوف ،
فقد شبه تفريق الجماعات في الأرض
بفصل الأجسام المتماسكة الذي هو التقطيع،
وجعل الجامع بينهما إزالة الاجتماع.
وكذلك الآية فى قوله تعالى
( وَآيَةٌ لَّهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُم مُّظْلِمُونَ)
( يس 37 )
فإن المستعار منه هو :كشط الجلد عن نحو الشاة ،
والمستعار له : كشف الضوء عن مكان إلقاء ظلمة الليل .
فيكون حال النهار حينئذ كحال الشاة تظهر من الجلد.
فهى استعارة مكنية حيث ذُكر فيها المشبه
وحُذف منها المشبه به ورُمز له
بإحدى خصائصه للدلالة عليه.
**ومن صور الأمثال التى جاءت على شكل تشبيه
- التتشبيه الصريح:
يأتى التشبيه فى العبارة بصراحة ووضوح
ويوجد مُشبَّه ومُشبَّه بهِ ظاهرَيْنِ يُمْكِنُ الإِشَارةُ إليهِمَا
كقوله تعالى:
(إِنَّما مَثَلُ الحَياةِ الدُّنيا كَماءٍ أَنزَلناهُ مِنَ
السَّماءِ فَاختَلَطَ بِهِ نَباتُ الأَرضِ) (يونس 24)
حيث أتي بالمُشبه وهو الحياة الدنيا ،
والمُشبه به وهو الماء ،
ومثله قوله تعالى :
(مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا)
( البقرة 17 )
- التشبيه الضمنى:
وهو تشبيه غير صريح،
يُوحِي فِيهِ بالتَّشبيهِ مِنْ غيرِ أنْ يُصرِّحَ بهِ
في صورةٍ من صورهِ المعروفةِ
وهو تشبيه لا يوضع فيه المشبه والمشبه به
في صورة من صور التشبيه المعروفة
- أي من غير أركان التشبيه - بل يلمحان
من السياق والمعنى والتركيب
كقوله تعالى:
(وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ
أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ)
( الحجرات 12 )
ثانيا: الأمثال الكامنة
*************
وهي التي لم يصرح فيهابلفظ التمثيل،
ولكنها تدل على معان رائعة في إيجاز،
يكون لها وقعها إذا نقلت إلى ما يشبهها،
ويمثلون لهذا النوع بأمثلة منها:
*ما في معنى قولهم: "خير الأمورالوسط":
قوله تعالى في البقرة: {لا فَارِضٌ وَلا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ} .
*ما في معنى قولهم: "كما تدين تُدان":
قوله تعالى: {مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ} .
وسوف نتناول كل نوع بشئ من التفصيل إن شاء الله.
ثالثاً:الأمثال المُرسلة
*************
الأمثال المرسلة في القرآن: وهي جمل أرسلت إرسالًا
من غير تصريح بلفظ التشبيه.
فهي آيات جارية مجرى الأمثال.
ومن أمثلة ذلك ما يأتي:
1- {الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ} .
2- {لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ كَاشِفَةٌ} .
وكما ذكرنا من قبل سوف نتناولها بشئ من التفصيل
فيما بعد إن شاء الله
يتبع