تابع الأمثال الصريحة فى سورة البقرة
المثل الثامن
{ أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ
تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ
وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ
فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ }
(الآية 266)
التفسير:
وتبيين ما فيها من المثل بعمل من أحسن العمل أولا،
ثم بعد ذلك انعكس سيره فبدل الحسنات بالسيئات ،
عياذا بالله من ذلك .. فأبطل بعمله الثاني ما أسلفه فيما تقدم
من الصالح واحتاج إلى شيء من الأول في أضيق الأحوال
فلم يحصل منه شيء وخانه أحوج ما كان إليه،
ولهذا قال تعالى
"وأصابه الكبر وله ذرية ضعفاء فأصابها إعصار"
وهو الريح الشديد "فيه نار فاحترقت" أي أحرق ثمارها
وأباد أشجارها فأي حال يكون حاله؟ .
قال عمر بن الخطاب يوما لأصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -
فيمن ترون هذه الآية نزلت؟
"أيود أحدكم أن تكون له جنة من نخيل وأعناب"
قالوا: الله أعلم
فغضب عمر فقال: قولوا نعلم أو لا نعلم
فقال ابن عباس: في نفسي منها شيء يا أمير المؤمنين
فقال عمر: يا ابن أخي قل ولا تحقر نفسك
فقال ابن عباس رضي الله عنهما ضربت مثلا بعمل
قال عمر: أي عمل؟
قال ابن عباس لرجل غني يعمل بطاعة الله ،
ثم بعث الله له الشيطان فعمل بالمعاصي حتى أغرق أعماله.
(رواه البخاري)
وقيل هذا مثل لحال غير المخلصين في نفقاتهم،
يأتون يوم القيامة ولا حسنة لهم.
المثل التاسع
{ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي
يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ إِنَّمَا
الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا ..
}
(الآية 275)
التفسير:
يخبر تعالى عن أكلة الربا وأموال الناس بالباطل
وأنواع الشبهات يوم خروجهم من قبورهم وقيامهم
منها إلى بعثهم ونشورهم فقال
"الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم
الذي يتخبطه الشيطان من المس"
أي لا يقومون من قبورهم يوم القيامة
إلا كما يقوم المصروع حال صرعه
وتخبط الشيطان له وذلك أنه يقوم قياما منكرا،
وقال ابن عباس: آكل الربا يبعث يوم القيامة مجنونا يخنق.
يتبع