"إلى صديقة"
.
.
ليسَ تخلو من الجَفافِ حَديقة
فاعذُريني على الجَفا يا صديقة
.
إنني مثلما ترينَ جُروحٌ
والجروحُ التي بروحي عميقة
.
تائهٌ.. خائفٌ.. وفي ذكرياتي
عاشقٌ لم يعُد هُنا.. وعشيقة
.
لا تكوني عليَّ أنتِ وهمّي
نصفُ مافي حشايَ.. يكفي الخليقة!
.
لا سمائي تضمُّ قلبي إليها
والأراضي جميعُها محروقة
.
فإذا غبتِ أنتِ.. من يحتويني
وجنوني.. وأُمنياتي العَريقة
.
كيفَ أحظى بساعةٍ من جنونٍ
أو غباءٍ يدومُ نصفَ دقيقة!
.
ذاتَ يومٍ سألتُ نفسي سؤالاً:
كيفَ شكلُ الحياةِ من غيرِ ضِيقة؟
.
مُستحيلٌ! فلا تكونُ حياةً
إن تغاضت.. ليبلعَ الكونُ ريقَه
.
هكذا الأرضُ يا رفاقَ المآسي
لا تُحابي.. ولا تقولُ الحقيقة
.
إنّما الحُلم قد يكونُ نجاةً
لو سعينا ولم نَنل تحقيقَه
.
ومنَ البدءِ كُنتُ في صفّ حُلمي
كُنتُ بيتاً لهُ.. وكنتُ شَقيقَه
.
واخترقنا منَ الغَمامِ سماءً
بعدَ أخرى.. على البُراقِ العتيقة
.
وعَرَجنا إلى الوجودِ بوَجْدٍ
نسلُكُ المُرتقى.. بكلِّ طريقة
.
وبَلغنا العُلا.. ولكنْ لشيءٍ
غيَّـرَ الحُلمُ عن طريقي.. طريقَه
.
أيّها الحُلمُ.. يا جُبَيْريلَ قلبي
أهُنا يتركُ الرَفيقُ رَفيقه!؟
.
خلفَ قضبانِ خيبتي، مرَّ عُمري..
فاعذُريني على الجَفا يا صديقة
.
بينَ كفّي ثريَّـةٍ.. دونَ حُسْنٍ
يُعذرُ التِبرُ إن أضاعَ بريقَه!
.
#حذيفة_العرجي