صاحبي ، القريبُ إلى قلبي، الذي يعتصرنِي حزنه كما يعصره و يمرّني اسمه في صلواتِي عفوًا دون أن أستجدي حضوره.
أعلم أنّك مثقل وجدًا، تنوء أجفانك قبل كاهلك عن حملك
و أعلم أنّك تحضنُ السّلوى في قلبك فتبدو في صفحات لسانك رضًا وحمدًا و ثناءًا للوليّ .
وأعلم منك في سرائك أنّك تحسبُ كلّ خطوة لتكون إلى الله أقرب، فكيف وقد أظلّتك سحائب البلاء لتحملك على أكتاف السّماء فتكون أقرب، أقرب بكثير!
صاحبي ،وهذا الألم الذي كسر فيك تقاسيم أحبّها، فوقهم ربُّ رفيق، كتب البلاء رحمة ورفعة، (ولطفًا) قد لا نصل إليه بعقولنا الصّغيرة،
قد لا نراه أبدًا في زحام الألم و إكتظاظ المعاناة لكنّه معنا،
صدّقني لم يعد الفرج بعيدًا، وإن كان فسيكون مذهلاً!
سيكنسُ معه كل ندبات الحزنِ التي عثت فيك،
سيكنسُ معه اللّيال التي لم تنمها قلقًا،
سيكنسُ معه كلّ صباح أشرق على العالم سواك!
صدّقني سيكون عظيمًا، يليقُ بالعظيم الذي وعد عباده و لا أصدقَ منه .
عدنِي ألا تكلّ!
أحبُّ لقلبك أن يكون رضيًا يحبّ الله وأقداره، و يأنس بإختياره و متأهبًا بإيمانه القوّي لكلّ قارعة، لا يخاف من شيء على الأرض ليقينه أنّها بمن فيها ملكٌ لمن في السّماء وتحت تدبيره ..
يخلد إلى النّوم كلّ ليلة والرّضا في صدره لا يخبو ولا يأفل ، يُقبل على الحياة من أجل الحياة الخالدة ولا (ينطفئ) لأنه كلّ لحظة توقّف تسرق منه عمره.
“عجبًا لأمرِ المؤمنِ، إن أمرَه كلَّه خيرٌ ، وليس ذاك لأحدٍ إلا للمؤمنِ، إن أصابته سراءُ شكرَ فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراءُ صبرَ فكان خيرًا له”.
طب خاطرًا ،
أرجوك.
من القلب لكِ يارفيقة الجنة