هناك مستوى في البلاء لا يصل إليه إلا القليل من البشر.
مستوى "الزلزلة".
في ذاك المستوى لا يكون مع البلاء مجرد هم أو غم أو ألم.
لا...
بل كما أخبرتك هذا المستوى لا يصل إليه إلا الفرائد من البشر...
في هذا المستوى هناك زلزال عاصف، هادر...
زلزال يقتلع بنيان حياتك فلا يبقي حجراً على حجر...
زلزال يربك حسابتك...
و يهز قناعاتك....
و تتوه معه ملامح ذاتك...
كنت أتخيل أن مستوى
الزلزلة لا يكون إلا في أحلك المواقف الإنسانية، كما حدث لسادة المؤمنين مع رسول الله صلى الله عليه و سلم، عندما تداعت عليهم الأحزاب...
هنا جاء الوصف القرآني الدقيق [هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا ].
كنت أظن أن
الزلزلة لا تقع إلا في مثل هذا الهول...
حتى عاينته في حياة البشر...
و رأيت بعيني من يتزلزل و هو يسير في دروب الحياة بين البشر...
قلائل هم من يتعرضون لمثل ذلك من البشر...
و الأقل... هم من صبر...
و الأقل و الأقل... من كتم حاله عن من حوله من البشر.
و هذا أمر لا يفهمه الناس بتاتاً...
هم يفهمون أن شدة الصراخ تكون من شدة الألم...
و لكن لا يفهمون أن هناك من لا يصرخ أبداً...
و لا يزيده الألم إلا صمتاً ...!!!
د.محمد فرحات