لما يئس الكفار من إجابة الرسول إلى طلبهم بأن يترك الدعوة، ويقبل الدنيا، راحوا يطالبون بما هو فوق طاقة الرسول صل الله عليه وسلم ، وهي طلبات تشمل أن يجري الله تعالى أنهارا في بلادهم القاحلة، وأن يحيي أحد زعمائهم القدامى وهو قصي بن كلاب ليسألوه، أو يجعل لهم حدائق وقصورا من ذهب وفضة وغير ذلك، وهي طلبات دالة على منظورهم الدنيوي القاصر، الذي يقيس الأمور بالمادة والشهوة، دون نظر قلبي، وتأمل في خلق السماء والأرض. لقد حوّلوا الأمر إلى مراء، ولأن الرسول صل الله عليه وسلم أدرك ذلك، فإنه اكتفى بتكرار ردوده، وأنه لا يملك من الله شيئا، فالأمر كله لله، وما هو إلا نبي مرسل، مأمور بالإبلاغ؛ تبشيرا بالجنة، وإنذارا من النار.
بوركت غاليتي
نورتي متصفحي
شكرا لك من قلبي يالغلاااا