يبحثُ كلٌ منهما في حياته مع الآخر عمّا له من حقوق
يريد أن يظفر بأقصى ما يمكنه منها
يتحوّل الزواج معها إلى :
معركة، أو تجارة أو حلبة مصارعة أو مُناظرة
يُحاجُّ كلٌ منهما الآخر و يستدلُّ عليه ليُفحمه
و رُبّما اعتمد على عُرفٍ باطل، أو كلامٍ لجاهلٍ مايع سخيف، أو جاهلة خرّابة مُخرّبة أو نحو ذلك
ماذا يبقى من معنى الحياة إذن؟!
و بأي وجهٍ يلقى أحدهما الآخر، و يتواصل معه؟!
إنما يبارك اللهُ تعالى و يُحْيهما حياة طيبة سعيدة بقدْر :
ما عندهم من نيّاتٍ صالحة
بقدْر ما يتقي الله و يراقبه في معاملته للآخر
بقدْر ما يبحث عمّا عليه من واجبات تجاه الآخر، ويحاسب نفسه:هل قام بها وأحسنها؟
بقدْر ما يتجاوز عن تقصير الآخر في حقّه
و بقدر ما يتغافلُ عن زلّاته
و يعفو عنه
بذلك، و نحوه يبارك الله لهما و عليهما و يجمع بينهما في خير
و يصيرُ كلٌ منهما للآخر ملاذاً آمناً، وسكنًا، و راحة
يُبدّدُ تعبُه و يتلاشى بمجرّد قربه من حبيبه، و كلامه معه
يستندُ كلٌ منهما على الآخر ليواجها الحياة بكلّ ما فيها بنفسٍ واحدة، و روح واحدة و همٍّ واحد
ذاك بيتٌ طيبٌ حقيقٌ بأن يتولّاه اللهُ الذي يتولّى الصالحين، ويتكفّل بإسعاده
ولن يجعل ذاك البيت يواجه الحياة بكَبدها و فتنها وحده
بل يكون معهما: يسمع و يرى و يُسدّد و ينصر و يهدي، و يُسهِّلُ
وحينها :لن يحتاج أحدهما أن يتابع صفحات و مواقع ليعرف حقوقه التي يريد أن يستخلصها و يربحها من الآخر، و يلزمه بها
لن يبحث عن الحُجج و الأدلة الدامغة التي يُفحمه بها
ببساطة:هما نفسٌ واحدة
يعلم أحدهما أنه سعيدٌ هانئ :بقدر إسعاده للآخر
و الخلاصة:
((إن يعلمِ اللهُ في قلوبكم خيرا يُؤتكم خيرا))
#حسين عبد الرزاق