هناك الكثير من الصراعات والمشاكل التي تواجهها الحياة الزوجية ومنها عدم التوافق الزواجي، وتعود غالبيتها إلى قصور الزوجين أو أحدهما في إدارة الحياة العاطفية؛ أي إدارة عواطفه وعواطف الآخر، الذي يُمثّل أحد مقومات الذكاء العاطفي وهو الموازنة المتبادلة ما بين الانفعالات والأفكار.



وقد رأينا كيف أن الأفكار تؤثر على الانفعالات وكيف أنها تكوّن رؤانا وأفكارنا سلبًا أو إيجابًا، فالطلاق مثلا يعود كثيرٌ من حالاته إلى اضطراب التفاهمات الزوجية، وصراعاتهما التي أصبحت تُربَط بدورها في قصور فاعلية الذكاء العاطفي مثل النقد والتهجم والاحتقار.


إن أهم اختبار للذكاء العاطفي هو في مجال العلاقة العاطفية الزوجية، فالجانب العاطفي له الأثر الأكبر في هذه العلاقة، وبشكل يفوق أثر الذكاء المعرفي أو الذهني، بل إن هناك من يعتقد بأن وجود الذكاء الذهني المرتفع مع انخفاض الذكاء العاطفي عند الزوجين يشير إلى احتمالية فشل الزواج.




يكون صاحب الذكاء المعرفي قادرًا على النقاش والدفاع عن نفسه وعلى ملاحظة أخطاء الطرف الآخر وهفواته، وإذا ترافق هذا الذكاء مع ضعف في الذكاء العاطفي سيكون صاحبه قليل الإحساس بمشاعر الآخرين وقليل الانتباه لعواطفهم ومشاعرهم وغير مهتم إلا بمشاعره الذاتية غير المشبعة، وقد يشعر هذا الإنسان بأنه متفوق على الطرف الآخر ويعتقد بأنه يفهم الأمور بينما في الحقيقة هناك عجز كبير في فهمه وتقديره للأمور، ولذلك قد يفتقد هو للحنان والعطف والرعاية.


هناك بعض الجوانب التي من خلالها سنتعرف على الزواج الناجح والزواج الأقل نجاحا، وهي:

• الشعور بالسعادة: تنظر في قدرة الشخص على الشعور العام بالرضا والارتياح عن حياته.
• 
  
• تقدير الذات: وهي تشير إلى قدرة الشخص على احترام نفسه وإمكاناته وثقته بنفسه.
• 
  
• إدراك العواطف الذاتية: فهو على تماس مباشر بعواطفه ومشاعره ويدرك ما هي مشاعره وعواطفه ولماذا هي كذلك.
• 
  
• تحقيق الأهداف الذاتية: تنظر في قدرة الشخص على إدراك وجهته في الحياة ومدى احتمال إمكاناته.
• 
  
• التعامل مع الواقع: تنظر في قدرة الشخص على حسن تقدير الظرف أو الموقف الذي بين يديه ومدى التصاقه بأرض الواقع.
• 
  
• التفاؤل: قدرة الشخص على رؤية الجوانب الإيجابية والمشرقة من الحياة.
• 
  

إن الإنسان كلما قدّر علاقته الزوجية زاد اهتمامه بهذه العلاقة وحرص على مشاعر الطرف الآخر وعواطفه، فعندما يقول الطرف الآخر أنا أشعر بكذا فلا شك أن الآخر سيهتم بمعرفة أسباب هذه المشاعر وإذا شعر بالحزن أو الانزعاج فمما لا شك فيه أن الطرف الآخر سيبدي الكثير من التعاطف إذا كان مهتمًا وحريصًا على هذه العلاقة، وعندما يهتم الزوجان بعلاقتهما ببعضهما فإنهما سيكونان أقدر على القيام بتغيير السلوك المطلوب بشكل اختياري، دون الشعور بالقهر أو الجبر.




كلنا يحتاج إلى أن يشعر بأن هناك من يهتم ويعتني بنا، ونحتاج للشعور بأن هناك من يتعاطف معنا ويواسينا عندما نتعرض لألم ما وقد يأخذ هذا الألم عدة أشكال من الغضب أو الانزعاج أو الحزن والمهم أن نشعر بأن هناك من يهتم بألمنا ومعاناتنا ومشاعرنا ولا شك أن قدرتنا على التعبير عن مشاعرنا لأمر ضروري لسلامتنا وحياتنا بحيث نستطيع أن نستنجد عندما نكون في حاجة للمساعدة من أحد.

لذلك فمن الذكاء العاطفي أن يعبّر الإنسان عن عواطفه ومشاعره بأسلوب غير هجومي والانتباه إلى العواطف وردود الأفعال التي ربما يكوّنها عند الطرف الآخر ولعل هذا هو الاختبار الحقيقي



والأهم للذكاء العاطفي الذي يتطلب أربعة فروع هي:

• القدرة على استقبال العواطف بشكل سليم ودقيق والقدرة على التعرف الصحيح على المشاعر.
• 
  
• القدرة على الوصول للعواطف والمشاعر والاستفادة منها لتوليد الأفكار المناسبة لتلك المشاعر.
• 
  
• القدرة على الفهم العاطفي ولمشاعري للأحداث والمواقف.
• 
  
• القدرة على التعامل والتكيف مع العواطف والمشاعر الذاتية أو التي في الآخرين.

__________________