الموضوع
:
حجاب المرأة المسلمة بين العادة والعبادة
عرض مشاركة واحدة
#
1
12-14-2018
لوني المفضل
Cadetblue
رقم العضوية :
2237
تاريخ التسجيل :
Oct 2018
فترة الأقامة :
2020 يوم
أخر زيارة :
08-10-2021 (12:59 PM)
الإقامة :
الرياض
المشاركات :
185 [
+
]
التقييم :
110
معدل التقييم :
بيانات اضافيه [
+
]
حجاب المرأة المسلمة بين العادة والعبادة
حجاب المرأة المسلمة بين العادة والعبادة
ا
لسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أيمن الشعبان
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ، وبعد :
إن الله سبحانه وتعالى خلقنا لحكمة بالغة ولم يتركنا سدى أو هملا، فقال عز وجل ( أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون )، وجعل الغاية العظمى من الخلق هو تحقيق العبودية لله عز وجل، فقال سبحانه ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون )، إذ فرض الله علينا فرائض وواجبات ونهانا وحذرنا من الوقوع في المعاصي والمحرمات، حتى تميز المسلم الحقيقي عن غيره بالخضوع لرب الأرض والسموات.
فكلما استجاب العبد وانقاد لربه واستسلم لخالقه فيما أمره وظهر ذلك جليا على سلوكه وعمله وجميع مجريات حياته، كلما ازداد إيمانه وارتفعت درجته واقترب من رضا الله عز وجل، فلا يقول قائل أنا مؤمن وأنا نيتي سليمة وصحيحة فالادعاء لا يكفي إلا إذا اقترن بالعمل، يقول الحسن البصري رحمه الله ( ليس الإيمان بالتمني ولا بالتحلي ولكن ما وقر في القلب وصدقه العمل ).
أحببت في هذا المقال أن أبين بعض الأحكام المتعلقة بحجاب
المرأة
المسلمة، وهو عبارة عن لمحات عابرة وتنبيهات سريعة لأخواتنا المسلمات عموما والفلسطينيات اللواتي اضطررن لمغادرة العراق والانتقال إلى بيئات جديدة وطبائع وأعراف مختلفة عما كانوا عليه، والذي دفعني لذلك كثرة الإشكالات في هذه القضية وما يصلني وأسمع عنه من قصور كبير سواء من النساء أو أولياء الأمور، بما يخص هذه الطاعة وما يتعلق بها، ناهيك عن المحاذير الكبيرة وتجاهل العديد من الحقائق المتعلقة بأصل الحجاب والغاية منه والحكمة والفوائد المرجوة .
بداية لابد أن نضع خطوط عريضة وأساسيات لابد منها بما يخص
حجاب
المرأة
المسلمة، وأنا بهذه الكلمات أخاطب النساء الفلسطينيات من أخواتنا وأمهاتنا وبناتنا اللواتي يتواجدن في كل مكان وأخص بالذكر منهن في السويد وقبرص وتشيلي والبرازيل والنرويج بل في سوريا وغيرها من الدول العربية والأجنبية التي تفرقنا وتهجرنا إليها قسرا وبالإكراه، وكذلك الخطاب موجه لأولياء الأمور وكل من تبلغه هذه الكلمات ويستطيع النصح والتذكير والبيان في هذا الأمر .
أصل قبول الأعمال :
لكل عمل حتى يقبل ويحصل صاحبه على الأجر والثواب أيا كان لابد من شرطين لذلك ( النية الصالحة ، وموافقة الشرع ) فلابد أن يكون هذا العمل خالصا لوجه الله تعالى من غير رياء أو سمعة لقوله عليه الصلاة والسلام ( إنما الأعمال بالنيات ) وكذلك يكون موافقا لما أمرنا الله به وما جاء به النبي عليه الصلاة والسلام لقوله صلى الله عليه وسلم ( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد )، فهذا أصل لكل الأعمال إضافة إلى الشروط والأركان التي يتوقف كل عمل عليها بحسبه، فالصلاة لها شروط وأركان وكذلك الصيام والزكاة والحج ولا تقبل هذه العبادات إذا تخلف أحد الشروط أو الأركان فيها .
الحجاب عبادة وطاعة وليس عادة:
العبادة هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة، والفيصل بين العبادة والعادة في النية، فكثير من الناس يصلي لكن ليس له من صلاته غير التعب والسهر لماذا؟ لأن صلاته عبارة عن حركات بعيدة عن روح وحقيقة ما أراد الله منا في الصلاة من خشوع وتدبر وخضوع، وقد يجعل المرء كثير من العادات عبادات إذا كان في نيته فعل تلك العادات للتقوي على العبادات أو للوصول بسببها إلى مرضاة رب الأرض والسماوات .
إذا أراد المسلم أن يلبس ثيابه وبدأ باليمين ثم الشمال وذكر اسم الله، وإذا أراد أن ينزعها بدأ بالشمال ثم اليمين وذكر اسم الله، وعند دخوله المنزل يسلم، وإذا أراد النوم ينام على جنبه الأيمن، وإذا ارتفع قال الله أكبر وإذا انخفض قال سبحان الله وهكذا فكل تلك الأعمال إذا نواها لله فسوف تصبح عبادات يؤجر عليها لماذا؟ لأن النبي عليه الصلاة والسلام حثنا عليها وحببنا بها، وقِس على ذلك جميع الأعمال والأفعال والحركات والسكنات، بل حتى اللقمة التي تأكلها إذا ابتغيت بها وجه الله سيكون لك بها أجرا .
فمن باب أولى
حجاب
المرأة
المسلمة، الذي أمر الله به النساء في كتابه العزيز حيث قال ( يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما )، فأمر الله تعالى يقتضي الوجوب وعدم الامتثال لأمره يقتضي الوقوع في المحرم، وعلى
المرأة
المسلمة
أن تمتثل لأمر ربها وخالقها وأن تحظى بالأجر والثواب إذا استجابت وامتثلت لهذه الأوامر، وأن تعتقد بأن حجابها عبادة وطاعة تتقرب بها إلى الله وترجو الأجر والثواب منه عز وجل، بخلاف ما عليه كثير من النساء هذه الأيام بظنها أن الحجاب مجرد روتين أو عادة أو بعض المظاهر، فلا تبالي في حقيقته وشروطه فيكون اسما على غير مسمى وشكلا من غير مضمون، وهنالك قرائن ودلالات ومظاهر تشير وتؤكد بأن
حجاب
تلك
المرأة
عبادة وقربة إلى الله، وحجاب الأخرى مجرد عادة ورفعا للعتب، وهذا متعلق بشروط الحجاب الشرعي ومدى تطبيقها والالتزام بها .
المصدر:
منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد
زيارات الملف الشخصي :
40
إحصائية مشاركات »
المواضيـع
الــــــردود
[
+
]
[
+
]
بمـــعــدل : 0.09 يوميا
فاطمه الجبران
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى فاطمه الجبران
البحث عن كل مشاركات فاطمه الجبران