عندما ينكسر أي شئ تقل قيمته في أعيننا ..مهما كان غالي الثمن ..حتى لو أصلحناه..
فنحن نعتبره لم يعد كالجديد الذي لم يصبه أذى.
غير أن الثقافة اليابانية لها رأي ثآن.
فهي تعتبر الإناء الفخاري الذي انكسر مشروعا لإناء أغلى وأكثر جمالا! ..
فهم يقومون بإصلاح الجزء المكسور بلصقه بالذهب ..
فيتحول الإناء العادي الذي انكسر لعمل فني فريد يسمى Kintsugi أو Kintsukuroi وتتضاعف قيمته المادية والجمالية لأنه مكسور وليس العكس!
ثم وجدت فنانة بريطانية مبدعة ..
طبقت هذا الفن بشكل مختلف:
فهي تأتي بالأواني الرخيصة فتكسرها، ثم تغطي القطع المكسورة بقماش جميل وغالي ..
ثم تخيط القطع مع بعضها بخيوط ذهبية بشكل رائع ..
فتتجمع القطع المكسورة المبعثرة في إناء جديد تماما لا يشبه الإناء القديم المحطم..ولكنه ولد من أنقاضه.. قويا.. جميلا.. فريدا!
فخطر لي أن هكذا يختبرنا الله تعالى في الحياة... ليجملنا لا ليكسرنا!
فتتلاطمنا أمواج الحياة..
وتمر بنا الصعاب والمشاكل والآلام والمآسي..
ونظنها تكسرنا وتحطمنا..
بينما هي في الحقيقة فرصة لتتجمل قلوبنا وأرواحنا بالخبرات والأفكار والمشاعر والحكمة التي لم تكن لتأتي لولا المحن.
وهي كذلك اختبار لمعادن الناس. فأكثرهم ينفرون من الأرملة والمطلقة واليتيم والفقير. فهم يرون الكسر، ولا يرون الذهب الذي يجبر كسر الكيان الجريح..
كما أننا نعصي ..ونخطئ ..وتتلوث قلوبنا وأرواحنا.. فلا يتخلى عنا خالقنا الكريم الودود لأننا انكسرنا..
بل يدعونا سبحانه وتعالى للتوبة التي تصلح التالف ..
وتجبر الكسر..
وتنقي الملوث..
فيغفر لنا ويصلح لنا شأننا بكرمه وجوده وعفوه.. فنعود
أجمل مما كنا من قبل أن ننكسر!
....🌺⚘🌺
L.N.