بعد مئة عام من
الآن (1541 هجري )
اعجبني واثر بي هذا القلم لله درة من كتبه يقول
سنكون جميعاً مع أقاربنا وأصدقائنا تحت الأرض ، وسيكون مصيرنا الأبدي قد أصبح واضحاً جلياً أمام أعيننا ، وسيسكن بيوتنا أناس غرباء ، وسيؤدي أعمالنا ويمتلك أملاكنا أشخاص آخرون ، لن يتذكروا شيئاً عنا ، فمن فينا يخطر أبو جده على باله ؟
سنكون مجرد سطر في ذاكرة بعض الناس ، أسماؤنا وأشكالنا سيطويها النسيان ، فلماذا نطيل التفكير بنظرة الناس إلينا ، و بمستقبل أملاكنا وبيوتنا وأهلنا ، كل هذا ليس له جدوى أو نفع بعد مئة عام ،
إن وجودنا ليس سوى ومضةٍ في عمر الكون ، ستطوى وتنقضي في طرفة عين ،
وسيأتي بعدنا عشرات الأجيال ، كل جيل يودع الدنيا على عجل ويسلم الراية للجيل التالي قبل أن يحقق ربع أحلامه ، فلنعرف إذاً حجمنا الحقيقي في هذه الدنيا ، وزمننا الحقيقي في هذا الكون ، فهو أصغر مما نتصور ،
هناك بعد مئة عام وسط الظلام والسكون سندرك كم كانت الدنيا تافهة ، وكم كانت أحلامنا بالاستزادة منها سخيفة ، وسنتمنى لو أمضينا أعمارنا كلها في عزائم الأمور وجمع الحسنات وخاصة الصدقات الجاريات ، وسيطلق بعضنا صرخات إستغاثة لا طائل منها
كما في قوله تعالى : ( قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ ۚ كَلَّا ۚ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا ۖ وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُون َ)
وقوله تعالى : ( وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِين َ)
وقوله تعالى : ( يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي )
طالما لا زال في العمر بقية ، فلنعتبر ونغيّر .