12-15-2019
|
#3 |
بيانات اضافيه [
+
] | رقم العضوية : 6 | تاريخ التسجيل : May 2013 | العمر : 40 | أخر زيارة : منذ 2 ساعات (01:38 AM) | المشاركات : 16,402 [
+
] | التقييم : 43872 | الدولهـ | MMS ~ | SMS ~ | | لوني المفضل : Darkviolet | |
رد: مذاهب الناس في صفة المحبة لله عز وجل الفصل الأول
مذهب أهل السنة والجماعةفي صفة المحبة لله عز وجل
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في توضيح عقيدة أهل السنة والجماعة في الأسماء والصفات: (فالأصل في الباب أن يوصف الله تعالى بما وصف به نفسه، وبما وصفته به رسله نفياً وإثباتاً، فيثبت لله ما أثبته لنفسه، وينفى عنه ما نفاه عن نفسه.
وقد علم أن طريقة سلف الأمة وأئمتها، إثبات ما أثبته من الصفات من غير تكييف ولا تمثيل، ومن غير تحريف ولا تعطيل، وكذلك ينفون عنه ما نفاه عن نفسه – مع ما أثبته من الصفات – من غير إلحاد، لا في أسمائه ولا في آياته …
فطريقتهم تتضمن إثبات الأسماء والصفات، مع نفي مماثلة المخلوقات، إثباتاً بلا تشبيه، وتنزيهاً بلا تعطيل، كما قال تعالى: {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير} [الشورى:11] ففي قوله: {ليس كمثله شيء} رد للتشبيه والتمثيل، وقوله: { وهو السميع البصير} رد للإلحاد والتعطيل ) .
وقال أيضاً: ( ومن الإيمان بالله الإيمان بما وصف به نفسه في كتابه ووصفه به رسوله محمد صلى الله عليه وسلم من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل، بل يؤمنون بأن الله ليس كمثله شيء وهو السميع البصير، فلا ينفون عنه ما وصف به نفسه، ولا يحرفون الكلم عن مواضعه، ولا يلحدون في أسماء الله وآياته ولا يكيفون ولا يمثلون صفاته بصفات خلقه، لأنه سبحانه لا سمي له ولا كفو له ولا ند له ولا يقاس بخلقه سبحانه وتعالى، فإنه سبحانه وتعالى أعلم بنفسه وبغيره وأصدق قيلا وأحسن حديثا من خلقه…
- ثم ذكر رحمه الله بعض الآيات التي تدل على الصفات، ومنها الآيات التي تدل على صفة المحبة لله عز وجل فقال: -
وقوله تعالى: {وأحسنوا إن الله يحب المحسنين} [البقرة:95]، {وأقسطوا إن الله يحب المقسطين} [الحجرات:22]، {فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه} [المائدة:54]، {وهو الغفور الودود} [البروج:14]، {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله}[آل عمران: 31] وغيرها من الآيات .
(والشاهد من هذه الآيات الكريمة: أن فيها إثبات المحبة والمودة لله سبحانه وأنه يُحِب ويُوِد بعض الأشخاص والأعمال والأخلاق ...
وفيها إثبات المحبة من الجانبين جانب العبد وجانب الرب {يحبهم ويحبونه} {إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله}، ففي ذلك الرد على من نفى المحبة من الجانبين كالجهمية والمعتزلة ، فقالوا: لا يُحِب ولا يُحَب، وأولوا محبة العباد له بمعنى محبتهم عبادته وطاعته، ومحبته للعباد بمعنى إحسانه إليهم وإثابتهم ونحو ذلك، وهذا تأويل باطل؛ لأن مودته ومحبته سبحانه وتعالى لعباده على حقيقتها كما يليق بجلاله كسائر صفاته، ليستا كمودة ومحبة المخلوق) .
وقد جاء في السنة أحاديث كثيرة في إثبات صفة المحبة لله عز وجل منها حديث سهل بن سعد رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر: (( لأعطين الراية غداً رجلاً يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله )) الحديث .
فالكتاب والسنة وإجماع المسلمين: أثبتت محبة الله لعباده المؤمنين، ومحبتهم له... وقد أجمع سلف الأمة وأئمتها على إثبات محبة الله تعالى لعبادة المؤمنين ومحبتهم له .
قال ابن القيم - رحمه الله -:
وله الإرادة والكراهة والرضى وله المحبة وهو ذو الإحسان
(وهذه المحبة حق كما نطق بها الكتاب والسنة، والذي عليه سلف الأمة وأئمتها وأهل السنة والحديث وجميع مشايخ الدين المتبعون، وأئمة التصوف أن الله سبحانه وتعالى محبوب لذاته محبة حقيقية، بل هي أكمل محبة، فإنها كما قال تعالى: {والذين آمنوا أشد حباً لله} [البقرة:165]، وكذلك هو سبحانه يحب عباده المؤمنين محبة حقيقية ) .
فمذهب السلف رضوان الله عليهم: هو أن يُوصف الله بما وصف به نفسه، وبما وصفه به رسوله، ويصان ذلك عن التحريف والتمثيل والتكييف والتعطيل، فإن الله ليس كمثله شيء لا في ذاته، ولا في صفاته، ولا في أفعاله .
و (لما سئل الإمام مالك بن أنس – رحمه الله تعالى – فقيل له: يا أبا عبد الله، { الرحمن على العرش استوى} [الأعراف:5 ] كيف استوى؟ فأطرق مالك وعلاه الرحضاء – يعني العرق -، وانتظر القوم ما يجيء منه فيه، فرفع رأسه إلى السائل وقال: ( الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، وأحسبك رجل سوء). وأمر به فأخرج .
... وهذا الجواب من مالك – رحمه الله – في الاستواء شاف كاف في جميع الصفات، مثل النزول والمجيْ، واليد والوجه، وغيرها.
... وهكذا يقال في سائر الصفات، إذ هي بمثابة الاستواء الوارد به الكتاب والسنة) . |
| |