01-24-2020
|
|
متى نتعلم..
متى نتعلّم..
أنّ الشاب مهما كثر متابعوه فذاكَ لا يؤهله للفتوى ولا في حلّ مشاكل النّاس، وعدد الإعجابات ليسَ سببًا لأن أقتحم عليه الخاص وأرشقه بأسئلةٍ لا تنتهي، متى ندرك أنّ السؤال له أهله، وأنّ السؤال يختلف تمامًا عن البحث عن من يسمعك وتشكو له همّك وما أهَمّك، ليس مبررًا لأيّ أحدٍ كان أن يستخدم الخاص على أنّه مكان احتواء وإيواء لكل من أراد! لن تستطيع وإن حَسُنت نيّتك! فتجنب مواطن الشبهات.
مشكلة أنّ يظُنّ أنّ إقبال الفتيات عليه هو خيرٌ أراده الله له، المشكلة أن تظنّ ذلك! لا إراديًا ستبدأ في الحزن على هذه، وتتكلم مع هذه وتطمئن على حال تلك وتشكو ألم قلبك لغيرها، وتألَف - إن وُجدَت الألفة ذهبت الكلفة" خلال أيام من دورة فاستعصم سمعت العجب، قسمًا بالله أخجل من أن أسرد لكم الأسئلة التي تصل، أو القصص التي أقرأها في حساب تمكين، أو التنازلات التي يقدّمها شبابنا، للحصول على قلبٍ يحِن أو أذنٍ تسمع -من كلا الجنسين طبعًا-!
مشاكل قلبك يا فتاة، ليست مشاعًا لكل من تعجبك صورته، أو من ازدادَ عدد متابعيه، العلامة الزرقاء لا تدُلّ على مكانةٍ علميّة ولا مؤهّلٍ أكاديمي ولا شرعيّ، وكثرة حركته هنا وهنا لا تؤهله لأن يدخل في مشاكلك الخاصة ولا تفاصيل أيامك ولا جديدَ مسارك وحالك..قد تحتاجينَ سؤالًا نعم! لكن ابتعدوا عن الشباب الغَرّ، أبناء أمس، -نحن منهم- ففي ولوج الخاص خَواص، وهنا يُفتحُ باب قلبه فيُصدّق أنّه عالم، أو مؤثّر، أو داعية على طريق الصواب، لا تفتنيه، ولا تخوضي معه جدلًا ولاتُباركي يوم ميلاده، لا تفتنيه.. وإن كان الحلّ بينَ يديه، فالله خلق ألفًا أفضل منه، أفضل من علمه وحرصه وتخصصه! وإن كانَ مميزًا، الجأي لمعلّمة ومربيّة فالنساء أدرى بكُنّ منّا..
ثمّ.. من قال لك أنّه أخاكِ؟ أو أباكِ؟ هو ليس محرمك على الأقل! هذا شاااااب، يعني كلّ خبرته = سنوات معدودة، وإن كان صالحًا مُصلحًا صاحب همٍ وهمّة، لا تفتنيه بنفسه ولا يغرّنك شكله، وإن كان صالحًا لا تفتنيه به، ولا بك | سؤالِكِ الأول، لا تُتبعيه بألف سؤالٍ غيره، إن كان ولا بُدّ فليكُن لعالمٍ أو متخصصٍ أو صاحب خبرةٍ طوييييلة - ليس ابن البارحة- وهؤلاء ندرة هنا بالأصل! تذكري دائمًا ثم "تولى إلى الظل" = قضى حاجته ورحل دون إحداث ضجّة دون كثرة كلام.
ولا تجعليه متابعًا لك في حالتك، ولا تخبريه جديدك، ولا تقولي له ما حصل معك بعد نصيحته، ولا تشرحي حالك ومآلك وشعورك بعد كل إجابةٍ على سؤال! لا تفتحوا أبوابًا أنتم في غنىً عنها، لا تستطيعون صدّها ورَدّها، لا تسمحوا للقلب أن يكونَ سهلًا، نحن في مرحلة "تكوين" والشتات يلُف صدورنا، والمرحلة أصعب مما نتصوّر، نسأل الله البصيرة. التنازل الأول صعبٌ عليك، والثاني قريبٌ إليك والثالث رغبة والرابع حاجة والخامس تخضع له قوّتك، والمصيبة أن تألَفَ الذّنب.
للحديث ألف بقيّة.
#فاستعصم
#تمكين |