*وسائل دفع
القلق :*
✍1 ـ *ألا تكلف نفسك* *فوق ما تستطيع* :
🍒🍒🍒🍒🍒🍒🍒
أيتها الأخوات :من وسائل دفع
القلق ألا تكلف نفسك فوق ما تستطيع ، لا على مستواك الشخصي ، ولا على مستوى الأمة ، فالذين يحملون أنفسهم هموماً أكبر من إمكانياتهم وطاقاتهم وأكبر مما خصهم الله بها من قدرات إنهم يدمرون أنفسهم ...
*أيتها الأخوات :كطرفة يروى أن أعرابياً كانت عنده أَمة فقيل له : " هل تتمنى أن تذهب هذه الأمة وأن تكون خليفة المسلمين ؟ قال : لا والله ، قيل : ولمَ ؟ قال : أخشى أن تذهب الأمة ، ولا أكون خليفة المسلمين "
عندك شيء حافظ عليه ، ليس هناك من إنسان إلا وعنده قدر من النجاح ينبغي أن يلتفت إليه .
✍2 ـ *أن تنظر إلى* *واقعك بعين الرضا* :
🍒🍒🍒🍒🍒🍒🍒
*ثانياً أيتها الأخوات : من وسائل دفع
القلق انظر إلى واقعك بعين الرضا ، ارض عن الله ، يقول الله عز وجل :
﴿رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ﴾[ سورة المائدة : 119]
ارض عن الله فيما أقامك ، في كل ما أقامك ، في كل الحظوظ التي منحك إياها ، ارض عن الله في واقعك ، إن كان بالإمكان أن تحسن واقعك فافعل ، أما إذا بذلت المستطاع ولك واقع لا تتجاوزه فارضَ به ،
اقبل واقعك ، اقبل إمكاناتك ، اقبل من حولك ، هؤلاء قدرك ، الرضا يسبب السعادة ويبعد
القلق .
أيتها الأخوات الكرام : لا تقسوا على أنفسكم ، إن لنفسك عليك حقاً ، فلا تحملها فوق ما تطيق ، لا يعني أن تستسلم ، ولا يعني أن تكون شقياً ، هذا مما يدفع
القلق ، لكن هذا لا يمنع أن تكون طموحاً ،
من أروع ما قاله سيدنا عمر بن عبد العزيز قال : " إن لي نفساً تواقة ، تاقت إلى الإمارة ، فلما بلغتها تاقت إلى الخلافة ، فلما بلغتها تاقت إلى الجنة " .
مرة ثانية أخواتى الكرام : ما منا واحد إلا وقد حقق قدراً من النجاح ، هذا القدر من النجاح ينبغي أن يشكر الله عليه ، ينبغي أن يستوعبه ، ينبغي أن يستمتع به ، ينبغي أن يحمده، يحمد الذي أعطاه هذا النجاح ، لذلك من أوتي القرآن فظن أن أحداً أوتي أكثر منه فقد حقّر ما عظمه الله :﴿وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً﴾
[ سورة النساء : 113]
إذا كنت قد اهتديت إلى الله ، قد طبقت شرع الله عز وجل وأنت على عقيدة سليمة فهذه نعمة عظمى يفتقر إليها معظم المسلمين في البلاد
✍3 ـ *ألا تحقد على أحد* *من الناس* :
🍒🍒🍒🍒🍒🍒🍒
من علامات الرضا عن الله أنك لا تحقد على أحد من الناس ، فالله عز وجل فضله واسع و عميم ، فالزوجة التي ترى أختها لها زوج غني ينبغي ألا تحقد عليها :
﴿ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ﴾[ سورة المائدة : 54]
المطلقة إذا قابلت زوجة سعيدة ينبغي ألا تحقد عليها ، فضل الله عظيم يؤتيه من يشاء ، البنت التي خطبت أختها ولم تخطب ينبغي ألا تحقد عليها ، الحقد والحسد من علامات ضعف الإيمان
✍4 ـ *ألا تندم على* *الماضي* :
🍒🍒🍒🍒🍒🍒🍒
شيء آخر : لا تعش الماضي أبداً ، ما مضى فات ، الندم على الماضي والحديث عن الماضي ، وما فاتك فيه من فرص هذه كلها متاعب لا تقدم ولا تؤخر ، ما مضى فات و المؤمل غيب و لك الساعة التي أنت فيها ،
يروى أن ابن حزم رحمه الله تعالى نظر إلى الناس مسلمهم وكافرهم ، برهم وفاجرهم ، عربهم وعجمهم ، فقال : " رأيتهم قد أطبقوا واتفقوا على أمر واحد ، هو أنهم جميعاً على مطلب واحد يتعلق بمدافعة الهموم وإزالتها عن نفوسهم "
أنا أعبر عن هذه الفكرة بالعبارة التالية : من ستة آلاف مليون من بني البشر ما منهم واحد إلا و يتمنى السلامة والسعادة ، هذا مطلب ثابت لكل بني البشر ،
ابن حزم رحمه الله تعالى قال : " ثم بحثت عن سر ذلك ، وعن أعظم ما يتحقق به دفع الهم والغم فلم أجد أعظم من عبادة الله تعالى ومن محبته والانطراح بين يديه ، فعلمت بذلك أن هدي الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام قد احتوى على طرد الهموم في الدنيا وفي الآخرة " ، لأن الله عز وجل يقول :﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ﴾[ سورة الطلاق : 2-3]
لذلك قالوا : توقع المصيبة مصيبة أكبر منها ، أنت من خوف المرض في مرض، من خوف الفقر في فقر ، توقع المصيبة مصيبة أكبر منها .
أخواتى الكرام : من علامة استقامتك على أمر الله أنك بعيد عن
القلق للمستقبل، وعن الخوف منه ، وعن الندم عما مضى ، بدليل أن الله عز وجل يقول :
﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا﴾[ سورة فصلت : 30]
*لا تخافوا من المستقبل ، ولا تحزنوا على الماضي ، ففي آية واحدة غطي الماضي والمستقبل :
﴿أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ﴾[ سورة فصلت : 30]
*قال بعض الحكماء:-
☘️☘️☘️☘️☘️☘️☘️
دع الـمقادير تجري في أعنتـــــــــها**و لا تبيتـــن إلا خالي البال ،
ما بين غمضة عين و انتباهتها**يغير الله من حال إلى حال .
🌴🌴 *القلق*🌴🌴
*أيتها الأخوات الكرام🌹
لاشك أنكم تعلمون أن قلقاً عاماً أصاب العالم الإسلامي ، قلقًا على أرزاقهم ، و قلقًا على ثرواتهم ، وقلقًا على أمنهم ، وقلقًا على وجودهم ..
القلق أيتها الأخوات كالملح في الطعام ، إذا زاد عن حده انقلب إلى ضده ،
القلق في حدوده المعتدلة ضروري ، لأنه باعث إلى النجاح ، لكنه إذا زاد عن حده انقلب إلى ضده ، فالقلق على الحاضر والمستقبل ضروري ، ولكن في حدود ، حيث لا ينتهي هذا
القلق بالإنسان إلى التعاسة و السوداوية والتشاؤم والشقاء ، لكن بعض الناس أيها الأخوة يهرب من
القلق ولا يواجهه فيقع في قلق أشد ، ويقع في مصيبة أكبر ، هذا شأن النعامة تغمس رأسها في الرمل وتتجاهل الأخطار المحدقة بها ..
*هناك من لا يقلق ، وهو ساذج ، وهناك من يقلق وهو مبالغ ، فالمبالغة في
القلق تدمر الحياة النفسية ، وترك
القلق كلياً سذاجة وبلاهة ما بعدها بلاهة
أحد العلماء قال : ضاق بي أمر أوجب لي هماً وغماً لازماً دائماً ، و قد أخذت أبالغ وأفكر كيف أتخلص من هذا الأمر بكل حيلة وبكل وجه ، فما رأيت طريقاً للخلاص منه ، ثم عرضت لي الآية الكريمة :﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً﴾[ سورة الطلاق : 2]
*فعلمت أن التقوى سبب للمخرج من كل هم و غم .
*
واحد دخل دير، ليخدم هذا الدير، رئيس هذا الدير سأله أتقرأ وتكتب قال له لا، طرده، فلما طرده هام على وجهه، مشى في شارع مديد لم يجد بائع دخان في هذا الشارع، فصار يبيع الدخان في هذا الشارع، نمت أمواله إلى أن صار أحد أكبر أغنياء لندن، ذهب إلى بنك ليوقع، قال له أنا لا أوقع، قال له عجيب لو أنك تقرأ وتكتب ماذا كنت ؟ قال له كنت خادم بالكنيسة.
علة وجودنا في الدنيا الابتلاء ..
أنت في هذه الدنيا خلقت من أجل أن تبتلى ؛ أي أن تمتحن فإما أن تستقيم وإما أن تنحرف، إما أن تصدق وإما أن تكذب، إما أن تنصح وإما أن تغش، إما أن تعطي وإما أن تمنع، إما أن ترحم وإما أن تقسو، إما أن تعدل وإما أن تظلم، إما أن تحسن وإما أن تسيء.﴿ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ۚ )