📮
كُلّما كَبُرنـا ؛ نتوغّل في الماضـي
أكثر !
تفوحُ الذِّكريات بقوةٍ في تفاصيل الحاضر .. ويَبدو تاريخنا مثل حِبـال تَشُدّنـا ؛ ولا نكـادُ نتخلص منهـا !
يثورُ رُكـامٌ هائل من الأصوات ، والوُجوه ، والأنفَاس ، والأفـراح ، والأحـزان ؛ كُلّما تقَدّمنا خطوةً للأمَـام .. لمـَاذا ؟
لأنّ هذا قَدر النّفس الإنسانية ؛ أنْ لا تَنسى ..
أنْ تَظلّ في تفاعلٍ مع مخزون التَجربة الطَويلة ؛ حتى لو كانتْ مُـؤلمة !
رُبما هذه الحُمولة ثَقيلة ، ورُبما العِبء مُرهق .. لكن الصُعود لنْ يكـون ؛ إلا باستثمارِ هـذه التَجـارب !
رُبما لأجل ذلك ؛ يَمتلىء السَّفح ، ويقلّ أهل القِمّة ..
فالكثير توقَفوا عند عواصف الطَريـق !
وحينَ يَقِف المَرء للرَاحة في الطريق ؛ يَنتبه إلى كميّة الخُدوش في قدَميه !
نحنُ نحملُ هذه العَلامات ؛ في ذاكرتنا ، وفي نَبضنا ، وفي حَركتنا التالية !
تكونُ دوَافع الإنسان في السّير عميقةً في أول الطَريق ..
ولكن المُقاومة تَخـِفُّ ؛ كُلّما زادت الإختبارات ..
ولذا ؛ قَـلّ مَـن يبلغ نهايـة التَّحـدّي !
كَم هي حاجتنا هائِلة لترميمِ الداخل ؛ إذا أرَدنا أن نَصعد !
ولكـن ..
كَـم هُـم القــَادرون علـى فِعـل ذلـك ..
على مواجهة الذَات ، ومَعرفتها ، واستثمار الألَم ، والتّسديد بعدَ ذلك نَحوَ القِمّة !
- د.كِــفـاح أبو هَنّـود