حلّقْ هنالكَ حيث تَزهو الأنجمُ
يكفيك أنك مرشدٌ ومعلّم
يكفيك أنك حين تُقريء آيةً
طفلاً يُوفقك الإله ويُكرمُ
يكفيكَ أنك في طريقٍ شقَّه
رسلٌ كرامٌ للعبادِ وعلّموا
تُبنى بك الأجيالُ وهي صغيرةٌ
وطريقها بك في المكارم يُرسَمُ
أمُعلّمَ الأجيال أنت إلى العُلا
تسمو وعَقدُك في الفضائل مُبرَمُ
اصعدْ فأنت مع الصعود وإنما
يتساقط المتطاول المتهجّمُ
في كل بيتٍ منك علمٌ نافعٌ
تجري روافده ورأيٌ مُحكَمُ
أهلُ الوظائف والمناصب كلّهم
مرّوا بدرسك قبل أنْ يتقدّموا
علّمتَهم نُطْقَ الحروف ورَسْمَها
وتعبتَ في التعليم حتى يفهموا
في كلّ فجرٍ منك وجهٌ مقبلٌ
متوضيءٌ متفائلٌ مُتبسِّمُ
تستقبلُ الطلّابَ منك مودّةٌ
وتلَطُّفٌ يمحو السآمةَ عنهمو
تُلقي دروسَك والصباح مُغرّدٌ
والساهرون على هواهم نُوَّمُ
يامن تَلُوكونَ الكلامَ كأنه
سُمٌّ ، به الفكرُ السليمُ يُسمَّمُ
بين المعلّم والمعلّمة ارتقى
أبناؤنا وبناتنا ، وتسَنّموا
إني أقول، وفي خيال قصيدتي
صُورٌ من الماضي تُصان وتُحْشَمُ
تَرْكُ الجَهولِ يقولُ ما يحلو له
خطَرٌ تُهَزّ به الحصون وتُهدَمُ
أمعلّمَ الأجيالِ حسبك قدوةّ
فيماتقدّمه الرسولُ الأكرمُ
عبدالرحمن العشماوي