أجلُّ ما في
الزواج همُّه!
وأعظم ما فيه أثره!
وأعذب ما فيه نظرة عتاب عند شوق حائر!
وأجمل ما فيه نظرة رضى بعد جهد شديد!
يا أُخي، أجل ما في
الزواج أن تحمل هم ضعيف (جِبِلّةً) صار منك وأنت منه، ثم يأتي منه ذرية ضعافا خفت عليهم تتقي الله فيهم وتقول قولا سديدا!
أجل ما فيه أن صرت -بعد الله- موئلا لهم؛ فصار وجودك بالنسبة لهم الدنيا وما فيها، وصار وجودهم في حياتك كذلك!
وأعظم ما فيه ذلك الأثر الذي تتركه فيهم من معرفة بخالقهم وربهم،
أن تجتهد في نفسك حتى تكون لهم قدوة تدلهم على طريق الجنة،
أن تترك خلفك ذرية يحملون هم دين لم يعد له رجال -إلا من رحم ربك-!
وأعذب ما فيه تلك النظرة التي تراها خلف حجاب ساتر أن قد كان البيت فارغا بدونك، ولم يكن له طعم إلا بوجودك، فلا تتأخر علينا مرة أخرى فإنا في شوق إليك!
أن تكون في بيتك نسمة حانية حتى يشتاق إليك أهل بيتك صغيرهم وكبيرهم حتى الجماد فيه يشتاق إليك!
وأجمل ما فيه بذل الجهد في السعي على أهلك سعي الرجال حتى إذا ما كنت بينهم رأيت في أعينهم نظرة رضى أن يكفينا أنك بيننا، ثم ما بعد ذلك فهو الخير من الله تعالى أجراه على يديك لنا فجزاك الله عنا خيرا!
الزواج علامة فارقة بين (أنا ابن أبي وأمي) وبين (قد أثمر زرعكما يا والدي والآن صرت رجلا)!
• عمر علي كامل