فضل يوم النحر
أيها الإخوة الكرام، يوم النحر كما قال بعض العلماء خير الأيام عند الله
، وهو يوم الحج الأكبر، وهو أول أيام عيد الأضحى، كما في سنن أبي داود عَنْ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ قُرْطٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
(( إِنَّ أَعْظَمَ الْأَيَّامِ عِنْدَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَوْمُ النَّحْرِ، ثُمَّ يَوْمُ الْقَرِّ ))
[أبو داود]
يوم القر يوم الاستقرار في منى.
نحن في مواسم عبادة وكما تعلمون أيها الإخوة الكرام أن أعيادنا نحن المسلمين
تأتي عقب عبادات كبرى، فعيد الفطر السعيد يأتي عقب الصيام، وعيد الأضحى المبارك
يأتي عقب فريضة الحج، ولمن بذل جهداً في هذه الأيام العشر كأنه حقق شيئاً قريباً
ممن يحج إلى بيت الله الحرام.
فضل أضحية العيد
أيها الإخوة الكرام، وذبح الأضحية له بحث آخر، فإطعام الطعام، ووصول هذا الطعام
إلى جوف الفقير عمل عظيم، لذلك قال العلماء: " توزيع اللحم أفضل من توزيع ثمنه "،
لأن الفقير قد يكون مديناً، فإذا قدمت له مبلغاً من المال سدّ به دينه، وبقي أولاده جياعاً،
فلذلك عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
(( مَنْ وَجَدَ سَعَةً فَلَمْ يُضَحِّ فَلَا يَقْرَبَنَّ مُصَلَّانَا ))
[أحمد]
ولك أن تذبح في كل أيام العيد في يوم النحر الأول، وفي أيام التشريق الثلاثة التي بعده،
لك أن تذبح، ولك أن تأكل من هذه الذبيحة، ولك أن تهدي أصدقاءك غير الفقراء، ولك
أن تطعم الفقراء، فأنت في بحبوحة، وفي توسعة على العيال، وأفضل الإسلام إطعام الطعام،
كما ورد في بعض الأحاديث.
أيها الإخوة الكرام، ننتقل إلى موضوع آخر، ألا وهو أن الإنسان كائن متحرك، وليس سكونياً،
ما الذي جعله متحركاً ؟ ما أودع الله فيه من شهوات، قال تعالى:
ï´؟ زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ
وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآَبِ ï´¾
[ سورة آل عمران: الآية 14]
الدعاء
أيها الإخوة الكرام، إني داع فأمّنوا، اللهم انصرنا على أنفسنا حتى ننتصر لك حتى نستحق
أن تنصرنا على أعدائنا، اللهم اهدنا فيمن هديت، وعافنا فيمن عافيت، وتولنا فيمن توليت،
وبارك لنا فيما أعطيت، وقنا واصرف عنا شر ما قضيت، فإنك تقضي بالحق، ولا يقضى عليك،
وإنه لا يذل من واليت، ولا يعز من عاديت، تباركت ربنا وتعاليت، ولك الحمد على ما قضيت،
نستغفرك و نتوب إليك، اللهم اهدنا لصالح الأعمال لا يهدي لصالحها إلا أنت، اللهم اهدنا
لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا،
وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها مردنا، واجعل الحياة زاداً لنا
من كل خير، واجعل الموت راحة لنا من كل شر، مولانا رب العالمين، اللهم اكفنا بحلالك
عن حرامك، وبطاعتك عن معصيتك، وبفضلك عمن سواك، وصلى اللهم على سيدنا
محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم.
والحمد لله رب العالمين