08-25-2020
|
#3 |
إدارة قناة اليوتوب بيانات اضافيه [
+
] | رقم العضوية : 426 | تاريخ التسجيل : Mar 2014 | أخر زيارة : منذ 4 ساعات (02:45 PM) | المشاركات : 16,201 [
+
] | التقييم : 9330 | MMS ~ | | لوني المفضل : Darkturquoise | |
رد: حياة العرب قبل مجيء الإسلام وفيما يلي تفصيل لأشهر هذه الأيام: حرب البسوس
نشبت هذه الحرب بين قبيلتي بكر وتغلب، وكلتاهما من ربيعة، وكان الذي هاجها مقتل كليب، سيد بني تغلب، بيد جَسّاس بن مُرة البكري. كان كليب في ذلك الحين سيد ربيعة كلها بلا منازع، وهو الذي هزم قبائل قحطان في يوم خَزاز، وكان جبّاراً متسلّطاً، بلغ من جبروته وعزّته أنه كان لا يسمح لأحد أن يورد إبله مع إبله، وكانت القبيلة لا تنزل ولا ترحل إلاّ بأمره، وكان لا يحتبي أحد في مجلسه، وكانت ربيعة لا تصدر إلاّ عن رأيه في جميع أمورها، حتى ضُرب المثل بعزّته فقيل: أعزّ من كليب وائل.
واتفق أن امرأة تدعى البسوس نزلت في جوار بني مُرّة البكريين، وهي خالة جَسّاس بن مُرّة، فوردت ناقتها الماء مع إبل كليب، فغضب كليب وأمر برميها بسهم فقتلها، فغضب لذلك جسّاس وانتهز غِرّة من كليب فقتله، فشبّت الحرب بين بكر وتغلب لهذا السبب وهبّ مُهلهل، أخو كليب، للطلب بثأر أخيه، وكانوا يلتقون في الوقعة بعد الوقعة، ومن أيامها: يوم التحالق، ويوم واردات، ويوم القصيبات، واستمرت الحرب بين القبيلتين أمداً طويلاً. وكان آخر من قتل من جرّائها جسّاس بن مُرّة، قتله الهجرس بن كليب، وأخيراً دخل ملك الحيرة بين الطرفين فتكافّا عن القتال. حرب داحس والغبراء
نشبت هذه الحرب بين قبيلتي عبس وذبيان، وكلتاهما من غطفان، وسببها رهان وقع بين حُذيفة بن بدر الفزاري الذبياني وبين قيس بن زهير بن جذيمة العبسي على سَبَق عيّناه (مايناله الفائز في السباق)، فأجرى كل منهما فرسه، فسبقت فرس قيس بن زهير، وكان حذيفة قد أكمن لها رجالاً يردّونها عن الغاية، فلما جاءت سابقة ردّوها لتكون السابقة فرس حذيفة. وتنازع الرجلان أيهما أحق بالسبق، وأدّى هذا النزاع إلى نشوب الحرب بين القبيلتين، وقتل في وقائعها نفر من أشرافهما، وقد شارك عنترة العبسي في هذه الحرب، وطال أمد القتال حتى دخل بينهما شريفان من بني مُرّة هما الحارث بن عوف وهرم بن سنان المرّيّان الذبيانيان، فأديا من مالهما ديات القتلى الذين فضلوا بعد إحصاء قتلى الحيين وأطفآ بذلك نار الحرب. وقد مدح زهير بن أبي سلمى[ر] هذين الشريفين في معلقته. يوم شِعب جَبَلة
كان هذا اليوم من أعظم أيام العرب في الجاهلية، وقد حدث قبل الإسلام بزهاء خمسين سنة. فبعد حرب داحس نبا بعبس موطنها إلى جوار بني ذبيان فلجأ سيدها قيس بن زهير إلى الأحوص بن جعفر الكلابي العامري واستجار به، فأجاره، وتحالف بنو عامر وبنو عبس، فلما بلغ بني ذبيان نبأ هذا الحلف حشدوا جموعهم وعليهم حصن بن حُذيفة بن بدر، ومع بني ذبيان حلفاؤهم بنو أسد، ورفدهم جمع من كندة يقودهم شرحبيل بن أخضر ومعاوية بن الجون، وجمع من بني تميم يقوده لقيط بن زرارة، وأقبل معهم كل من كان له ثأر لدى بني عبس وبني عامر، فاجتمع من قبائل العرب جمع لم يكن في الجاهلية مثله كثرةً، وأيقنت العرب بهلاك بني عامر. فلما بلغ النبأ بني عامر لاذوا بسيدهم الأحوص بن جعفر، فاستشار قومه في الأمر، فأشار عليه أحدهم أن يتحصنوا بشعب جبلة، وهو هضبة في نجد لاتؤتى إلا من جانب واحد، فنزلوا في أعلاها ومعهم إبلهم، وقدم أعداؤهم فأرادوا أن يرقوا الشعب إليهم، فأرسلوا عليهم الإبل تحطم كل شيء مرّت به وتقذف بالحجارة بقوائمها، وانحدر بنو عامر، وبنو عبس خلفها يرمون القوم بالسهام والحجارة، فوقعت الهزيمة بذبيان وحلفائها، وقُتل جماعة منهم، وممن قتل يومئذ لقيط بن زرارة، قائد القوم، وأُسر نفر منهم. يوم الكُلاب الأوّل
شاركت في هذا اليوم قبائل كثيرة، وكان الحارث بن عمرو المقصور قد ملك الحِيرة أيام كسرى قباذ، بعد أن نفى المنذر بن ماء السماء اللخمي، وقد ملّك الحارث قبل وفاته أولاده على القبائل الموالية له، فملّك ابنه حجراً على بني أسد وغطفان، وابنه شرحبيل على بكر بن وائل وبني حنظلة، وابنه معد يكرب على بني تغلب والنمر بن قاسط، وابنه سلمة على قيس عيلان. فلمّا مات الحارث نشب النزاع بين أولاده وطمع كل منهم في ملك أخيه، ونشبت الحرب بين شرحبيل ومن معه من القبائل وبين سلمة والقبائل الموالية له، ودارت الحرب في موقع يعرف بالكُلاب، وهو ماء، وأسفرت الموقعة عن هزيمة شرحبيل ومقتله. يوم الصفقة
سبب هذا اليوم أن كسرى أنوشروان كان يرسل قوافل تحمل العروض والميرة إلى عامله باليمن، وكان يتولى حراسة قوافله خفراء من ربيعة وتميم، فطمع هوذة بن علي الحنفي، سيد بني حنيفة باليمامة، في الجعل الذي يعطى للخفراء من بني تميم، فأخذه. فلما بلغ بني تميم صنيعه أغاروا على القافلة فانتهبوها وقتلوا خفراءها وأسروا هوذة بن علي، فافتدى نفسه بثلاثمئة بعير.
فلما بلغ كسرى مافعلته بنو تميم بعيره دبّر لهم مكيدة بالاتفاق مع هوذة فحبس عنهم الميرة في سنة مجدبة، ثم أقام لهم هوذة سوقاً بالمُشَقّر ليمتاروا منها وأرسل كسرى جيشاً من الأساورة يقوده المكعبر، عامل كسرى على البحرين، فلما قدم بنو تميم ليمتاروا، كانوا يدخلونهم حصن المشقّر رجلاً رجلاً، فيقتلونهم، حتى قتلوا منهم جمعاً كبيراً، فكان هذا اليوم من أسوأ الكوارث التي مني بها بنو تميم. يوم خَزَاز (أو خزازى)
كان هذا اليوم من أعظم أيام العرب في الجاهلية، وهو أول يوم انتصفت فيه القبائل المعدّية من قبائل اليمن، وهو من أقدم أيام العرب زمناً. كانت قبائل ربيعة ومضر تدين في ذلك الحين لسلطان اليمن، ثم تمرّدت عليه، فجمعت اليمن جموعاً لقتال المعدّيّين، وكثرتها من مذحج، ورأّست قبيلة ربيعة عليها كليب وائل، فأمر كليب سلمة بن خالد الملقّب بالسفّاح التغلبيّ، أن يوقد ناراً على جبل خزاز حين يرى جموع اليمن مقبلة عليهم، ففعل. والتقى الفريقان فكان النصر لكليب ومن معه من القبائل، وكان هذا النصر من مفاخر قبيلة تغلب التي أشاد بها شعراؤها، ومنهم عمرو بن كلثوم القائل في معلقته:
ونحن غداة أُوقد في خزازى = رفدنا فوقَ رِفد الرافدينا |
| |