01-21-2021
|
#3 |
بيانات اضافيه [
+
] | رقم العضوية : 6 | تاريخ التسجيل : May 2013 | العمر : 40 | أخر زيارة : منذ 19 ساعات (07:00 PM) | المشاركات : 16,410 [
+
] | التقييم : 43872 | الدولهـ | MMS ~ | SMS ~ | | لوني المفضل : Darkviolet | |
رد: المعاجم العربية وطريقة الكشف فيها! الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ...أما بعد: مدرسة التقفية كان التطوّر في التأليف المعجمي العربي يتّجه إلى التسهيل على مستعمل المعجم من العرب، وقد لحظنا ذلك في محاولة ابن دريد في الجمهرة لتيسير طريقة العين، فترك ترتيب الحروف ترتيباً صوتياً إلى ترتيبها ترتيباً ألفبائياً، وكذا ابن فارس كان من أبرز التغييرات التي سلكها أنْ تركَ تقليب الكلمات، فذكر كلّ كلمة في موضعها. وحدثَ التغيير الكبير في تأليف المعجم العربي حينما تُركت كلّ الأسس الثلاثة التي بُني عليها معجم العين والمعاجم التي تبعته، وكان هذا التغيير في طريقةٍ جديدةٍ في المعجم وهي ترتيب المعجم ترتيباً ألفبائياً على الحرف الأخير باباً والأول فصلاً، ففي هذه المدرسة تُرك الترتيب الصوتي للحروف وهو الأساس الأول لمعجم العين، وتقسيم الكلمات على الأبنية وهو الأساس الثاني، وتقليب الكلمات على الأوجه المستعملة وهو الأساس الثالث. يتّضح أنّ التغيير الذي أصاب المعجم في هذه المدرسة تغييرٌ كبيرٌ، لكونه قفزةً في تصنيف المعجم اتّجهت إلى التيسير على المطالعين، بسلوكها طريقاً سهلاً خلّص المعجم من مواطن الصعوبة التي اتّسم بها. وعُرفت هذه المدرسة بمدرسة التَقْفِيَة، لكون ترتيب ألفاظه اعتمد على قافية الكلمة وهي آخرها، وأوضّح أسسها على النحو التالي: الأساس الأول: تقسيم المعجم إلى أبوابٍ بعدد الحروف، بُنيتْ بالنظر إلى الحرف الأخير للكلمة: توضيح: انطلق ترتيب الكلمات في هذه المدرسة من الحرف الأخير بجعله باباً، فلم يُنظر إلى الأبنية الثلاثية والرباعية وغيرها، ولا إلى نظام التقليبات، وإنما إلى الاتّفاق في الحرف الأخير، ولذا تجتمع في كلّ بابٍ الكلماتُ المنتهية بحرفٍ واحدٍ، وجاءت الأبواب على الترتيب الألفبائيّ على النحو التالي: (باب الهمزة، باب الباء، باب التاء، باب الثاء، باب الجيم... )، ويقع تحت كل باب الكلمات التي انتهت بالحرف الذي سُمّي به الباب، لا فرق بين الثلاثي والثنائي والرباعي والخماسي، كلّها وُضعت تحته، ورُتّبت ترتيباً داخلياً على الحرف الأول، وهو الأساس الثاني. الأساس الثاني: تقسيم كلّ بابٍ إلى فصولٍ بعدد الحروف، كلّ فصلٍ يبدأ بحرف، ورُتّبت الفصول على الحرف الأول للكلمة: توضيح: كلّ بابٍ قُسّم إلى فصولٍ بعدد الحروف مرتّبةً ترتيباً ألفبائيّاً ( فصل الهمزة، فصل الباء، فصل التاء... )، وفي كلّ فصلٍ من فصول الباب الكلمات المتّفقة في الحرف الأول، ، ففي فصل الهمزة الكلمات المبدوءة بالهمزة، وفي فصل الراء الكلمات المبدوءة بالراء، وهكذا، وكلّ هذه الفصول متّفقة في الحرف الأخير وهو الباب. وإذا تعدّدت كلمات الفصل الواحد رُتّبت بمراعاة الحرف الثاني وما بعده، فمثلاً نجد ( فصل الباء ) تحت ( باب الراء )، وفيه ( بئر، بتر، بثر، بجر، بحر، بخر، بدر... ) فنلاحظ أن الكلمات اتّفقت في الباب وهو الحرف الأخير، وفي الفصل وهو الحرف الأول، ولكنها اختلفت في الحرف الثاني، ولذا رُتّبت بالنظر إليه فجاءت الهمزة ثمّ التاء ثم الثاء وهكذا...
طريقة البحث عن الكلمات للبحث عن كلمةٍ نسلك الخطوات التالية: 1- تجريد الكلمة من الزوائد لنعرف الحروف الأصلية. 2- البحث عن الكلمة في الحرف الأخير منها، حيث وُضعت الكلمات تحت الحروف الأخيرة منها. 3- تحديد موضعها من الباب بحسب حرفها الأول، حيث رُتّبت الكلمات في الأبواب بالنظر إلى أوائل الكلمات على الترتيب الألفبائي. وأعرض هنا أمثلة تطبيقية لبعض الكلمات لبيان موقعها في المعجم: ( أكل ): نجدها في باب اللام فصل الهمزة. ( قعد ): نجدها في باب الدال فصل القاف. ( عبس ): نجدها في باب السين فصل العين. وأورد هنا الكلمات التي مثّلت بها عند دراسة العين لنعرف الفرق في ترتيب تلك الكلمات بين العين وترتيب مدرسة التقفية: ( شدّ ) نجدها تحت باب الدال فصل الشين. ( لعب ) تحت باب الباء فصل اللام. ( رزق ) تحت باب القاف فصل الراء. ( حزن ) تحت باب النون فصل الحاء. ( كرسوع ) تحت باب العين فصل الكاف. معاجم مدرسة التقفية: جاءت هذه المدرسة تيسيراً على العربي وتسهيلاً لاستخدام المعجم العربي، وقد سلك العديد من المعاجم العربية هذه الطريقة لمدة زمنية طويلة قبل أن تأتي الطريقة الأخيرة وهي طريقة الترتيب الألفبائي على الحرف الأول فالثاني. ومن المعاجم التي سلكت هذه الطريقة ما يلي: 1 ـ تاج اللغة وصحاح العربية – أبو نصر الجوهري ( ولد سنة 332هـ، وتوفي سنة 400هـ تقريباً ) الصحاح: انتخب له الجوهري هذا الاسم لاقتصاره فيه على ما صح عنده من ألفاظ اللغة. واختط لمعجمه هذا منهجاً خاصاً أعرض فيه عن الترتيب الصوتي (المخرجي) للحروف كما أعرض عن نظام التقاليب والأبنية. وعمد إلى الترتيب الهجائي (الألفبائي) للحروف، واتخذه الأساس الأول والأخير في تنظيم معجمه أبواباً وفصولاً وما تضمنه من مواد لغوية، مخالفاً بهذا المدارس السابقة متخلصاً مما شاب مناهجها من صعوبات. ولقد طبق الترتيب الهجائي – أول ما طبقه – على أواخر الألفاظ ومن ثم على أوائلها وعلى ما تلا الحروف الأولى حتى أتى على حروفها كافة. فقسم معجمه إلى ثمانية وعشرين باباً، جعل لكل حرف من حروف الهجاء باباً منها، إلا أنه جمع الواو والياء في باب واحد. وأودع في كل باب جميع الألفاظ المنتهية بحرفه. فالباب – عنده – يشير إلى الحرف الأخير من اللفظ ولهذا سمي نظامه بنطام القافية. ففي باب الهمزة – مثلاً – جمع كل ما انتهى بها من ألفاظ وهكذا. وقسم كل باب منها إلى فصول بعدد وترتيب حروف الهجاء (الألفباء) مشيراً بهذه الفصول إلى أوائل حروف الألفاظ. فابتدأ باب الهمزة بفصل الهمزة وأعقبه بفصل الباء ثم التاء إلى آخر الحروف. وهذا هو شأنه في الأبواب كلها فباب الباء فصل الهمزة ضم جميع الألفاظ المنتهية بالباء والمبدؤة بالهمزة أياً كانت أبنية هذه الألفاظ. كما أنه رتب مواد كل فصل من هذه الفصول بحسب أسبقية ما بين الحرفين الأول والأخير منها في الترتيب الهجائي أيضاً. ففي باب الدال فصل الواو يتقدم الفعل (وأد) على الفعل (وجد) لا لشيء إلا لأن الهمزة تسبق الجيم في الترتيب الهجائي. والفعل (حرجم) يسبق الفعل (حرم) مع أن كلاً منهما في باب الميم فصل الحاء وأن الحرف الثاني فيهما راء غير أن الحرف الثالث في ((حرجم)) جيم وهو في (حرم) ميم والجيم متسابقة الميم في الترتيب الهجائي. ولهذا فالبحث عن لفظ في الصحاح وما ماثله في معاجم يتطلب معرفة الحرف الأخير منه لمعرفة بابه كما يتطلب معرفة حرفه الأول للوقوف على الفصل الذي تضمنه من ذلك الباب، وتنظر بعد وذاك بقية أحرفه – بحسب تواليها – لتحديد موضعه من الفصل. ولقد أعجب بالكتاب ومنهجه أكثر اللغويين وقامت حوله دراسات أثمرت كتباً متعددة متنوعة سلكت سبيل الصحاح في تنظيمها يضيق هذا البحث بالتحدث عنها. لذا نكتفي بذكر مثالين لنوعين من أنواع تلك الدراسات وهما مختار الصحاح والتكملة والذيل والصلة. 2 ـ لسان العرب – ابن منظور ( 630-711 هـ ) ألفه ابن منظور (محمد بن مكرم بن علي الخزرجي الأفريقي 630هـ – 711). ولقد أراد ابن منظور أن يجمع فيه بين الاستقصاء وجودة الترتيب فعمد لتحقيق... الغرض الأول : إلى إبراز المعاجم السابقة – كما رآها هو – فأفرغها في موسوعته وذكرها مصرحاً بذكرها في مقدمته وهي: تهذيب اللغة للأزهري، والمحكم لابن سيده، والصحاح للجوهري، وحواشي ابن بري على الصحاح، والنهاية في غريب الحديث لابن الأثير. وقال بكل تواضع: "وليس لي من هذا الكتاب فضيلة أمت بها، ولا وسيلة أتمسك بسببها سوى أني جمعت ما تفرق في تلك الكتب من العلوم وبسطت القول فيه". وأضاف قائلاً: "فليعتد من ينقل عن كتابي هذا أنه ينقل عن هذه الأصول الخمسة". وأما الغرض الثاني (جودة الترتيب) : فرأى أن انتهاجه منهج الجوهري في صحاحه كفيل بتحقيقه. فلقد أعرب عن إعجابه به وتفضيله إياه على ما سواه قائلاً: "ورأيت أبا نظر إسماعيل بن حماد الجوهري قد احسن ترتيب مختصره، وشهره بسهولة وضعة فخف على الناس أمره فتناولوه. وقرب عليهم ما أخذه فتداولوه وتناقلوه". إلى أن قال: "ورتبته ترتيب الصحاح في الأبواب والفصول". ولقد ذاع صيت اللسان وطبقت شهرته الآفاق. 3 ـ القاموس المحيط – الفيروزآبادي ( 729-817 هـ ) القاموس المحيط: ألفه الفيروزأبادي (محمد بن يعقوب بن محمد بن يعقوب بن إبراهيم 729هـ – 817). ولقد أراد له مؤلفه أن يكون جامعاً موجزاً في الوقت ذاته. فحقق الشمول والاستيعاب بتعويله على العباب للصفاني والمحكم لابن سيده، فأودع في كتابه – عن طريقهما – خلاصة ما في العين والجمهرة والتهذيب والصحاح والتكملة وذكر في مقدمته أنه أضاف من زياداته إلى ما تضمنه العباب والمحيط. وقد سبقت الإشارة إلى أنه سماه القاموس المحيط لكونه – كما رآه – البحر الأعظم وكما عمد إلى الشمول، فقد عمد إلى الإيجاز وصرح به قائلاً وسئلت تقديم كتاب وجيز على ذلك النظام وعمل مفرغ في قالب الإيجاز والإحكام، مع إتمام المعاني، وإبرام المباني فصرفت صوب هذا القصد عناني وألفت هذا الكتاب محذوف الشواهد، مطروح الزوائد، معرباً عن الفصح والشوارد. ولم يكتف بحذف الشواهد دون طرح الزوائد بل عمد إلى استخدام الرموز مكتفياً بكتابة (ع، د، ة، ج، م) عن موضع وبلد وقرية والجمع معروف. وقد اتبع الجوهري في منهجه لأنه لم يؤلف كتابة إلا ليتتبعه فيذكر ما أغفله وينبه إلى ما توهمه لاشتهار مؤلفه وتعويل المدرسين عليه فقال. (وخصصت الجوهري من بين الكتب اللغوية مع ما في غالبها من الأوهام الواضحة والأغلاط الفاضحة لتداوله واشتهاره بخصوصه، واعتماد المدرسين على نصوصه). 4 ـ تاج العروس – الزَبيدي ( 1145- 1205هـ ) وقد ألفه صاحبه شرحاً لقاموس الفيروزأبادي، والتزم فيه بإيراد جميع مواد القاموس وتحقيقها والتنبيه إلى مراجعها وتفسير ما يحوج منها إلى تفسير والإتيان بالشواهد التي استغنى القاموس عنها فاضطره هذا كله أن يرجع إلى مائة وعشرين كتاباً ذكرها في مقدمته وبإيراده ما في القاموس وما استدركه عليه من كل هذه الكتب صار التاج – بحق – أجمع معجم عربي بلا نزاع. وقد طبعته المطبعة الأميرية ببولاق في القاهرة طبعة كاملة في عشرة أجزاء. وقامت وزارة الإرشاد والأنباء الكويتية بطبع أجزاء منه طباعة حديثة أنيقة ولا تزال مستمرة في طبع ما بقي منه. يتبع ... |
| |