02-18-2021
|
|
أمثال العرب وقصصها متجدد
تعتبر الأمثال الشعبية نتاج الروافد الثقافية، وهي خير معبر عن التراث الشعبي لأي مجتمع؛ كما تشكل هذه الأمثال وعي المجتمع نحو الحلال والحرام، واحترام القيم، وتمثل أيضا أهم دلالات الحكمة والخبرة. ::::على قدر لحافك مد رجليك ::::: هذا المثل يتداوله الناس يوميا في محادثاتهم وفي نصائحهم لبعضهم ويعني المثل مـد ـو إمغط رجلك على قدر لحافك اللحاف هو الغطاء الذي يتغطى به الإنسان أتثناء النوم فإذا كان هذا اللحاف صغيرا لايغطي الجسم فلا يمد الانسان رجليه حتى لا تخرج عن اللحاف ومن ثم يصاب بالبرد والمرض وغيره و يستخدم للتعبير عن أن الإنسان يجب أن يراعى قدراته وإمكانيته وظروفه فى كل تصرفاته فى الحياة حتى لا يتطلع لشىء لا يكون فى حدود إمكانياته المتاحة. .:.:.:.: وتعود قصة هذا المثل الشعبى إلى شاب ورث ثروة طائلة عن والده وهو وريثه الوحيد فلم يحسن هذا الشاب التصرف بهذه الثروة بل أخذ يبعثرها ويلعب بها.
وقد كثر عنده أصحاب الرخاء، وكثرت سهراتهم عنده وكثر البذخ والاسراف والتبذير وهم يأكلون ويضحكون، ويمدحون هذا الشاب حتى نفذ جميع ما يملك من ثروة والده وأصبح لا يملك قوت ليلته، وعندها تخلوا عنه، ضاقت عليه الارض فخرج من بلدته باحثا عن عمل يحصل، منه على لقمة العيش انتهى به المطاف عند صاحب بستان.
وأستاجره صاحب البستان لكنه لاحظ انه لم يسبق له العمل وانه ابن ترف لكن ظروفه ألزمته بذلك استدعاه صاحب البستان، وقال انت لا تعرف العمل ولم يسبق لك العمل.. ما الذي أجبرك على ذلك؟ ومن أنت؟ أخبره الشاب بكامل القصة، فذهل صاحب البستان لأنه يعرف والد الشاب وانه صاحب ثروة كبيرة لا يمكن ان تنفد ولكن هذا الشاب انفقها ونفدها بغير تصرف.
فقال الرجل له "لا حول ولا قوة إلا بالله ..لا اريدك أن تعمل وان تهان وتذل وانت ابن فلان، ثم قام وعقد له الزواج على بنته ثم زوجه اياها واسكنه في بيت صغير قريبامنه واعطاه جملا، وقال ياولدي احتطب وبع وكل من عمل يدك وانصحك بأن تمد رجلك على قد لحافك.. فعلا أخذ هذا الشاب بنصيحة هذا الرجل البار الملازم على صداقة والده ومد رجله على قدر لحافه حتى صار هذا مثلا تتوارثة الأجيال". قصة مثل مع الخيل يا شقراء تقول أنه كان هناك فلاح يملك مجموعة من الخيول الأصيلة وكان الفلاح يدرب خيوله يوميا فيفتح لها الاصطبلات ويطلق لها العنان في أرجاء المزرعة ... وكان لهذا الفلاح بقرة ( شقراء..)عزيزة على قلبه...فكلما أطلق الخيل انطلقت البقرة رافعة ذيلها وتركض بأقصى سرعتها والفلاح مندهش من فعل تلك البقرة ... وكان كلما انطلقت الخيول ورأى ما رأى قال: مع الخيل يا شقراء فذهبت هذه العبارة مثلا يضرب لمن يحاكي ويقلد كل شيء ويندفع فيما خلق له وما جعله الله لغيره ولا يصلح له رجعت حليمة لعادتها القديمة
حليمة هي زوجة حاتم الطائي الذي اشتهر بالكرم كما اشتهرت هي بالبخل كانت اذا ارادت ان تضع سمناً في الطبخ واخذت الملعقة ترتجف في يدها فاراد حاتم ان يعلمها الكرم فقال لها:
إن الأقدمين كانوا يقولون إن المراة كلما وضعت ملعقة من السمن في طنجرة (حلة) الطبخ زاد الله بعمرها يوماً
فأخذت حليمة تزيد ملاعق السمن في الطبخ حتى صار طعامها طيباً وتعودت يدها على السخاء
وشاء الله أن يفجعها بابنها الوحيد الذي كانت تحبه أكثر من نفسها
فجزعت حتى تمنت الموت
وأخذت لذلك تقلل من وضع السمن في الطبخ حتى ينقص عمرها وتموت
فقال الناس رجعت حليمة لعادتها القديمة. قصة مثل مواعيد عرقوب
تعتبر صفة خلف الوعد هي إحدى الصفات الذميمة التي نهى عنها الله عزوجل ، ومن صفات الإنسان الخلوق أن ينفذ ، ما وعد حتى ولو كان الأمر على في مشقة عليه ، فالرجل كلمة كما ربينا ،
وقد كان لصاحب مثلنا هذا قصة في خلف الوعد والإخلال بالقول ، فصار مضربًا بين الناس في تلك الصفة ، وكتب عنه الشعراء في أبياتهم ، وصار مفضوحًا بين الناس ، فمن الشعراء من قال : وعدت وكان الخلف منك سجية مواعيدَ عرقوبٍ أخاه بيثرب . :::قصة المثل :::
يحكى أنه كان هناك رجلًا يهوديًا من يثرب يضرب به المثل في الكذب ، وخلف الوعود ، وفي مرة أتاه أخاه في طلب له ، فقال له عرقوب ،وقد كان لدية نخلة يزرعها : حينما تثمر النخلة سأعطيك طلعها . فلما أثمرت النخلة عاد أخاه إليه مرة ثانية يطلب ما وعده به عرقوب ، فما كان من عرقوب الكذاب إلا أن قال له دعها حتى تصير بلحًا ، فلما أبلحت رجع إليه الأخ مرة ثالثة يسأله عما وعده به ، فماطل عرقوب أخيه قائلًا : له دعها حتى تصير زهوًا . فانصرف أخوه وعاد لما زهت يسأله عن ثمر النخلة ، فقال له عرقوب : دعها حتى تصير رطبًا ، وانتظر الأخ مرة أخرى ، ولما أرطبت الثمار ذهب يطلبها ، ولكن عرقوب الماكر طلب منه أن يدعها حتى تصير تمرًا . فلم يملك الأخ سوى الانتظار حتى يأتي عرقوب بما وعد ، ولكنها لما أتمرت ، صعد إليها عرقوب ليلًا ، وجمع تمرها ، ولما عاد الأخ لم يجد في النخلة شيئًا ، فحزن لذلك كثيرًا . وبعدها صار عرقوب مضربا للمثل لأن وعد أخاه وأخلف أكثر من مرة ، فهو لم يخلف لأمر خارج عن يده ، بل عمد إلى ذلك وقصد الخلف بالوعد ، ومن الشعراء من قال عنه : أمنجزٌ أنتمُ وعدًا وثقت به أم اقتفيتم جميعًا نهجَ عرقوب ، وقال كعب بن زهير : صارت مواعيد عرقوب لها مثلا وما مواعيدها إلا الأباطيل ، فليس تنجز ميعادا إذا وعدت إلا كما يمسك الماءَ الغرابيلُ. "جنت على نفسها براقش" هو أشهر الأمثال الشعبية التي رددها العرب قديمًا، وتناقلتها الأجيال دون معرفة من هي براقش؟ وكيف جنت على نفسها.؟ .. و إن كان بقصد أو بحسن نية؟ ويشار إلى أن براقش ليس امرأة كما ظن البعض، بل هو اسم كلبة كانت لبيت من العرب في إحدى القرى الجبلية في المغرب العربي، وكانت تحرس المنازل لهم من اللصوص وقطاع الطرق، فإذا حضر أناس غرباء إلى القرية فإنها تنبح عليهم وتقوم بمهاجمتهم حتى يفروا من القرية، وكان صاحب (براقش) قد علمها أن تسمع وتطيع أمره، فإذا ما أشار إليها بأن تسمح لضيوفه بالمرور سمعت وأطاعت، وإن أمرها بمطاردة اللصوص انطلقت لفعل ما تؤمر. ومرت الأيام وحدث ما لا يحمد عقباه، إذ حضر إلى القرية مجموعة من الأعداء، فبدأت (براقش) بالنباح لتنذر أهل القرية الذين سارعوا بالخروج من القرية والاختباء في إحدى المغارات القريبة، حيث إن تعداد العدو كان أكثر من تعداد أهل القرية، وفعلًا خرج أهل القرية واختبئوا في المغارة، بحث الأعداء عنهم كثيرًا ولكن دون جدوى ولم يتمكنوا من العثور عليهم فقرر الأعداء الخروج من القرية وفعلًا بدأوا بالخروج من القرية، وفرح أهل القرية واطمأنوا بأن العدو لن يتمكن منهم.
ولأن براقش اعتادت توديع الغرباء، بدأت بالنباح عندما رأت (براقش) أن الأعداء بدأوا بالخروج، وحاول صاحبها أن يسكتها ولكن دون جدوى، عند ذلك عرف الأعداء المكان الذي كان أهل القرية فيه مختبئين، فقتلوهم جميعًا بما فيهم (براقش)، لذا اعتاد أهل المغرب "ترديد المثل جنت على نفسها براقش"، كلما مروا على القرية ووجدوها خاوية. متجدد آخر تعديل عطر الجنة يوم
02-18-2021 في 03:42 AM. |