الشعر
القديم والشاعر الحديث
أَحْمَدُ اللهَ مَــا تَرَنَّمَ شَادِي ** وَحَدَا الْعِيسَ شَاعِرٌ فِي الْبَوَادِيْ
وَصَلاتِيْ عَـلَـى النَّبِي وَآلٍ ** وَصِحَابٍ ذَوِي الْهُدَى وَالرَّشَادِ
يَـا أَدِيْبًا إِلَيْكَ نَظْمـاً طَرِيْفًا ** بَيْنَ شِـعْرٍ وَشَاعِرٍ ذِي أَيَادِيْ
مُسْتَعِيْنًا بِـذِي الْجَـلاَلِ إِلهِيْ ** وَإِلَيْكُمْ مَا اسْتَحْسَنُوا لِلنَّوَادِيْ
الشِّعْـر والشَّاعِـر
أَقْبَلَ الشِّعْــرُ فَوْقَ مُهْرٍ أَصِيلٍ ** ضَامِرِ الْبَطْـنِ مَـائِلٍ لِلسَّوَادِ
وَأَتَى الشَّاعِـرُ الْمُسَمَّـى بِعَمْرٍو ** يَتَغَنَّى بِـصَــوْتِـهِ وَيُنَادِيْ
طَالَ لَيْلِيْ فَمَا أُحِـسُّ رُقَادِيْ ** وَاعْتَرَتْنِي الْهُمُومُ بِا لتَّسْهَـادِ
وَتَذَكَّرْتُ قَوْلَ نُعْمٍ وَكَانَ الذِّكْرُ ** مِنْهَا مِمَّا يَهِـيــجُ فُؤَادِيْ
طَرِبَ الْقَــوْمُ آنَ ذَاكَ لِعَمْروٍ ** حِيْنَ غَنَّى وَزَادَ فِي الإِ نْشَادِ
وَأَتَاهُمْ بِكُلِّ شِـــعْرٍ حَدِيْثٍ ** يَسْتَمِيـلُ النُّفُـوسَ لِلإِلْحَادِ
الشِّعْـر الْقَـدِيْـم
وَإِذَا الشِّعْرُ فَـوْقَ مُهْـرٍ يُنَادِيْ ** أيُّهَا القَومُ يَـا بَنِي الأَوغَـادِ
أَيْنَ عَمْروٌ وَأَيْـنَ أَمْثَالُ عَمْروٍ ** مَنْ يَمِيلُونَ لِـلْخَنَا وَالْفَسَادِ
إِنَّنِي الشِّعْرُ لاَ أُدَنِّــسُ نَفْسِيْ ** عِنْدَ عَمْروٍ وَمَـعْبَدٍ وَزِيَـادِ
إِنَّنِي الشِّعْرُ سَيِّدٌ بَــيْنَ قَومِي ** وَمُطَاعٌ فِي حَـاضِرٍ أَوْ بَادِيْ
وَاسْأَلُوا الْكُلَّ حَيـثُ أَنِّي قَدِيْمًا ** كُنْتُ سَهْمًا مُمَـزِّقَ الأَكْبَادِ
هَلْ لِحَسَّانَ أَيُّ ذِكْـرٍ إِذَا لَمْ ** يَتَّخِذْني الرَّفِيقُ فِي كُلِّ وَادِي
ثُمَّ يَأْتِي فُـوَيْسِقٌ مِثْلُ عَمْـرٍو ** بِـهُـرَاءٍ لِيُفْسِدَنَّ بِـلادِيْ
أَحْرِقُوا شِعْرَ فَاسِـقٍ يَتَبَـاهَى ** فَلأَ نْتُـــمْ مَظَنَّةُ الأَمْجَادِ
ثُمَّ قُومُوا وَجَـدِّدُوا مَـاأَمَتُّـمْ ** مِنْ لُـغَـاتِ الآبَاءِوَالأَجْدَادِ
الشَّاعِـر عَـمْرو
صَرَخَ الْقَوْمُ آنَ ذَاكَ بِعَـمْروٍ ** فَــأَتَاهُمْ يَجُـرُّ ثَوْبَ الْعِنَادِ
قَائِلاً يَـا أَحِبَّتِي وَرِفَـاقِـي ** ذَا قَرِيْضٌ كَصَخْرَةٍ وَسْطَ وَادِي
كَانَ قِدْمًا لَهُ مَكَـانٌ رَفِيْـعٌ ** وَجَمَالٌ طَـغَى عَلَـى الأَنْدَادِ
حَيْثُ كَانُوا رِجَالَ عِلْمٍ وَحِلْمٍ ** وَصَـلاَحٍ بِدُونِ مَـا اسْتِبْعَادِ
حَفِظُوا نَظْمَ عَنْتَــرٍ وَزُهَيْرٍ ** حَفِظُـوهُ فَقَطْ لِـلإِ سْتِشْهَادِ
هَلْ لَهُ الآنَ عِنْدَنَا أَيُّ جَـاهٍ ** لاَ وَ لاَ عِنْدَ زَيْنَـبٍ وَسُعَـادِ
لاَتُعِيدُوا الْقَدِيمَ فَالنَّفْسُ تَأْبَى ** لاسْتِمَاعِ الْقَدِيـمِ يَا أَنْدَادِيْ
وَاسْمَعُوا الآنَ يَا أَحِـبَّةَ قَلْبِي ** مَا دَهَانِي الْمَسَاءَ عِـنْدَ الرُّقَادِ
( أرْسَلَتْ تَعْتِبُ الرِّبَابُ وَقَالَتْ ** قَدْ أَتَانَا مَـا قُلْتَ فِي الإِنْشَادِ
قُلْتُ لاَ تَغْضَبِيْ فِدَاؤُكِ نَفْسِيْ ** ثُمَّ أَهْلِيْ وَطَارِفِيْ وَتِـلاَدِيْ
الشِّعْـر الْقَدِيْم
غَضِبَ الشِّعْرُ عِنْدَمَا تمَّ عَمْـروٌ ** ثُمَّ نَـادَى كَأَنَّهُ فِي الْجِـهَـادِ
أيُّهَا الشَّاعِرُ الْفُوَيْسِـقُ أَقْصـِرْ ** لَسْتَ أَهْلاً لِسـَطوتِي وَجِلاَدِيْ
كَيفَ تَسْطِيْعُ أَنْ تُـفَاخِرَ مِثْلِيْ ** يَا أَخَا السُّوءِ يَا حَلِيفَ الأَعَادِيْ
فُهْتَ بِالزُّورِ بَـيْـنَ أَبْنَاءِ قَوْمِيْ ** وَذَوِيْهِمْ يَا ذِرْوَةَ الْحُـــسَّادِ
قُلْتَ إِنِّي كَصَخْـرَةٍ بَيْـنَ وَادٍ ** فَدَعِ الْمَيْنَ يَـا سَفِيْـهَ النَّوَادِي
أَنَـا شَـيْـخٌ مُكَـلَّلٌ بِبَهَـاءٍ ** بَيْدَ أَنِّي مُحَـطِّـمُ الأَضْـدَادِ
سَلْ نُحَـاةً فَإِنَّـهُـمْ يَعرِفُونِيْ ** عِنْدَ وَقْعِ الْخِصَامِ فِـي الأَنْدَادِ
كَيفَ آتِيْ وَأَطْرُدُ الـلدَّ طَـرَدًا ** إِنْ تَمَـادَى بِــمَنْطِقِ الإِفْسَادِ
فَلِسَانِيْ لِسَـانُ صِـدْقٍ وَقَولِيْ ** رَائِدُ الْحَــقِّ مُرْتَــدٍ بِالسَّدَادِ
تُبْ إِلَى الله مِــنْ مَقَالَةِ زُورٍ ** وَفَسَادٍ تَبُثُّـهُ فِــي البِـلاَدِ
وَاهْجُرِ الشِّعْرَ فِي الغَوَانِيْ وَلاَزِمْ ** مَذْهَـبَ الصَّالِحِـينَ وَالْعُبَّـادِ
هَا سَمَحْنَاكَ لاَتَــعُدْ وَتَأَدَّبْ ** لاَتَكُـنْ أَنْتَ خَصْمُنَافِي الْمَـعَادِ
الشَّاعِـر عَـمْرو
أَدْرَكَ الشَّاعِرُ الْمُحَنَّكُ عَمْروٌ ** أَنَّ هَذَا الْقَدِيمَ ذُو اسْتِعْدَادِ
فَأَتَـاهُ بِلَـوْعَةٍ وَحَـنَـانٍ ** وَيُنَادِيْ يَــا سَيِّدَ الزُّهَادِ
هَا أَتَيْنَاكَ نَرْتَجِي مِنْكَ عَفْوًا ** يَا كَرِيمَ الآبَـاءِ وَالأَجْدَادِ