ثالثاً ـ مراحل تطور النثر الأدبي : ( وهي ثلاث مراحل) 1- مرحلة البدايات : بدأت بالاحتكاك بالحضارة الغربية , وكان هذا
الاحتكاك من أهم عوامل التطور في هذه المرحلة , وبدأ الأدب يتخلص من الموضوعات التقليدية , ويهتم بالحياة الجديدة, ويعبر بالجملة البسيطة الخالية من التصنع, ولا تخلو كتابات هذه المرحلة من بعض مظاهر الضعف وورود الألفاظ الدخيلة , وعدم الاهتمام بالصورة . وأهم الأمثلة على ذلك نثر المؤرخ عبد الرحمن الجبرتي في كتابه ( عجائب الآثار) – والطهطاوي في كتابه ( تخليص الإبريز في تلخيص باريز ) الذي يقول فيه عن الصحف :” وهذه الجورنالات مأذون فيها لسائر أهل فرنسا أن تقول ما يخطر لها , وأن تستحسن أو تستقبح ما تراه حسناً أو قبيحاً “.
2- مرحلة الانتقال : وفي هذه المرحلة تطور النثر بتأثير انتشار التعليم والطباعة والترجمة وإحياء التراث. وظهر الصراع بين القديم والجديد , وظهرت المقالة وازدهرت الخطابة , وبدأت محاولات كتابة القصة على شكل مقامات , وقلّ التكلف , وإن بقي السجع عند بعضهم .
ومن أمثلة هذه المرحلة ( عبد الرحمن الكواكبي ) في كتابه ( طبائع الاستبداد ) – ومحمد المويلحي
في كتابه ( حديث عيسى بن هشام ) الذي صور فيه مصر في أيام الإنكليز , وعالج مشاكل الأخلاق والتعليم بروح إصلاحية , ومما يقوله فيه: ” فظللت أنا والوالي نواصل الطواف بالطواف للوقوف على تلك الأوقاف , ونسائل العابر وابن السبيل عن المسجد والسبيل “.
3- مرحلة الازدهار : وفيها تنوعت فنون النثر , وظهرت مدرستان في الكتابة النثرية :
أ- مدرسة المحافظين : وهم أصحاب الثقافة العربية الصِرْف , وهؤلاء حرصوا على جودة الصياغة وسلامة اللغة , وعالجوا الأمراض الاجتماعية التي جاءت مع الحضارة الغربية . وأهم روادها :
( الرافعي – والمنفلوطي – والزيات )
ب- مدرسة المجددين : وهؤلاء تأثروا بالثقافة الغربية , واهتموا بعمق الفكرة ودقتها وتحليلها واستقصائها , وعالجوا قضايا النقد الأدبي والتحليل النفسي والاجتماعي .