الموضوع
:
العرب أمة تحكمها فكرة العصبية
عرض مشاركة واحدة
06-28-2021
#
3
إدارة قناة اليوتوب
بيانات اضافيه [
+
]
رقم العضوية :
426
تاريخ التسجيل :
Mar 2014
أخر زيارة :
منذ ساعة واحدة (08:51 PM)
المشاركات :
16,181 [
+
]
التقييم :
9330
MMS ~
لوني المفضل :
Darkturquoise
رد: علاقة العصبية بالدين
من القبيلة إلى الدولة
كان حكم النبوة ثم الخلفاء أشبه بالحكم الرئاسي القبلي القائم على الاختيار والبيعة،
والعرب تُفضّل هذا النمط من الحكم على الملكية الوراثية29؛ لأن فكرة الرئاسة القبلية
بحسب ابن خلدون، من مصلحتها الحفاظ على نزعة الحرية عند الفرد، وتأكيد سلطانه على نفسه وإحساسه بالمساواة مع أفراد القبيلة. فهذا الإحساس يزيد من شعور الفرد بالبأس والبطولة، وكلها أمور تُقوّي حميته وعصبيته، وفي ذلك تعزيز لقوة القبيلة؛ ومن ثم فإن
الرئيس في النموذج القبلي «مضطرٌّ إلى إحسان ملكتهم وترك مراغمتهم؛ لئلَّا يختل عليه شأن عصبيته فيكون فيها هلاكه وهلاكهم»30.
هذا على خلاف النظام الملكي المفكك للعصبية وحرية الفرد البدوي؛ لأن مبعث الإلزام في الحكم الملكي ليس مروءة العربي الداخلية، ولكن القهر الخارجي السلطاني، الذي من مصلحته كسر الأنفة والحمية والمساواة عند العربي، فـ«سياسة الملك والسلطان تقتضي أن يكون السائس وازعًا بالقهر وإلا لم تستقم سياسته»31، كما أنه «لا غنى للسلطان عن توظيف المذلة والانقياد حتى يكسر سورة العصبية»32.
والحكم النبوي والراشدي، بطابعهما الرئاسي الشوروي والديمقراطي، مثل الرئاسة القبلية؛ يريد الحفاظ على طاقة الحرية الجوانية عند العربي الممتلئ بالأنفة والاعتداد، لكي تكون في خدمة المثُل الدينية لا العصبية. وبفضل منطق الرئاسة النبوية احتفظ العربي الجديد، أو النموذج السامي من الصحابة، بقوى العنفوان والحمية والاستبسال والبأس الجهادي، ووازعه الذاتي «التقوى ها هنا» لتصبح تلك القوى الداخلية هي قوى إرغام باطني وإيماني، وكما يقول حجة الإسلام الغزالي فإن «صاحب الشرع -صلوات الله عليه- لم يطالب العرب في مخاطبته إياهم بأكثر من التصديق»33.
فترة الأقامة :
3720 يوم
معدل التقييم :
زيارات الملف الشخصي :
506
إحصائية مشاركات »
المواضيـع
الــــــردود
[
+
]
[
+
]
بمـــعــدل :
4.35 يوميا
عطر الجنة
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى عطر الجنة
البحث عن كل مشاركات عطر الجنة