الموضوع
:
أدبيات اللغة العربية
عرض مشاركة واحدة
#
1
07-01-2021
إدارة قناة اليوتوب
قـائـمـة الأوسـمـة
لوني المفضل
Darkturquoise
رقم العضوية :
426
تاريخ التسجيل :
Mar 2014
فترة الأقامة :
3729 يوم
أخر زيارة :
منذ 4 يوم (11:14 PM)
المشاركات :
16,207 [
+
]
التقييم :
9330
معدل التقييم :
بيانات اضافيه [
+
]
أدبيات اللغة العربية
أدبيات اللغة العربية
أدبيات
اللغة
العربية
١) تقسيم الكلام العربي إلى منثور ومنظوم
كلام العرب نوعان: منثور، ومنظوم. فالمنظوم: هو الكلام الموزون المُقَفَّى، أي الذي تكون أوزانه كلها على رَوِيٍّ واحدٍ وهو القافية. والمنثور: هو الكلام غير الموزون، وينقسم إلى سَجْع ومُرْسَل. فالسجع: هو الذي يُؤْتى به قِطَعًا ويُلْتَزَم في كل كلمتين منه قافية واحدة. والمرسل: هو الذي يُطْلَق إطلاقًا ولا يُقَطَّع أجْزَاء، بل يُرْسَل إرسالًا من غير تقييد بقافية ولا غيرها، والقرآن الكريم — وإن كان من المنثور — خارج عن نوعيه السابقين، فلا يُسَمَّى مُرْسَلًا مطلقًا ولا مُسَجَّعًا، بل تفصيل آيات ينتهي إلى مقاطع يشهد الذوق بانتهاء الكلام عندها، ثم يُعاد الكلام في الآية الأخرى بعدها من غير التزام حرف يكون سجعًا ولا قافية.
قال ابن رَشِيق في «العُمْدة»:
وكان الكلام كله منثورًا فاحتاجت العرب إلى الغِناء بمكارم أخلاقها، وطيب أعراقها، وذكْر أيامها الصالحة، وأوطانها النازحة، وفرسانها الأنْجاد، وسُمَحَائها الأجْواد؛ لتَهُزَّ أنْفُسَها إلى الكرم، وتَدُلَّ أبناءَها على حسن الشِّيَم، فتوهَّموا أعارِيض جعلوها موازين الكلام، فلما تمَّ لهم وزْنُه سَمَّوه شعرًا؛ لأنهم شَعَروا به، أي فَطَنوا.
وزعم الرواة أن الشعر كله إنما كان رَجَزًا أو قِطَعًا، وأنه إنما قُصِّد على عهد هاشم بن عبد مناف، وكان أول من قصَّده مهلهِل وامرؤ القيس، وبينهما وبين مجيء الإسلام مئة ونيف وخمسون سنة.
وأوَّل من طوَّل الرَّجَز وجعله كالقصيد الأغْلَب العِجْلي شيئًا يسيرًا، وكان على عهد النبي ﷺ ثم أتى العَجَّاج في الدولة الأموية فافتنَّ فيه، فالأغلب والعجاج في الرجز كامرئ القيس ومهلهِل في القصيد.
وسئل أبو عمرو بن العلاء الحضرمي: هل كانت العرب تُطِيل؟ قال: نعم؛ لِيُسْمَع منها. قيل: هل كانت توجز؟ قال: نعم؛ ليُحْفَظ عنها. ويُستحب عندهم الإطالة عند الإعذار والإنذار، والترغيب والإرهاب، والإصلاح بين القبائل كما فعل زهير والحارث بن حِلِّزَة ومن شابههما، وإلَّا فالقِطَع أطْيَر في بعض المواضع والطوالُ للمواقف المشهورة.
(٢) الكلام على النظم والنثر في عصر الجاهلية
النظم
كان الشاعر العربي يقول الشعر بالبديهة؛ لحِدَّة خاطره، فيرتجل القول ارتجالًا، وقد يتعمد القول في بعض الأحيان ويُجهد خاطره فيه، فقد كان لزهير بن أبي سُلْمَى قصائد لُقِّبَت بالْحَوْلِيَّات، كان ينْظم الواحدة منها ثم يُهَذِّبها بنفسه ثم يَعْرِضها على أصحابه فلا يُشْهرها حتى يأتي عليها حَوْل.
وقد وَلَجَ الشعراء في عصر الجاهلية أبوابًا كثيرة من الشعر، فوصَفوا، ومَدَحوا، وهَجَوْا، وفَخَروا، ودوَّنوا الأخبار، وضربوا الأمثال، ورغَّبوا، وأرهبوا، ولم يتركوا شيئًا وقع تحت حسِّهم حتى تناولوه بمقالهم، فأجادوا وأبدعوا مع سهولة في اللفظ ومتانة في التركيب وتَوَخٍّ للحقيقة وبُعْدٍ عن الغُلُوِّ.
ولقد تركوا فيما تركوه من أشعارِهم ما يمكن أن يُستخرج منه
بيان لعاداتهم وسائر أحوالهم، ومع أن منهم من سكن البادية على خشونة في العيش قد أتوْا في كلامهم بالعجب العجاب من السهولة والانسجام ورائع الحِكم ودقيق الشعور والوِجْدَان، كما ترى ذلك فيما أوردناه في هذا الكتاب من كلامهم وجَيِّد أشعارهم.
وكان الشعر ديوان علمهم، ومستودع حكمتهم، والضابط لأيامهم، وقيد كلامهم، والحاكم لهم، والشاهد عليهم، وله من نفوسهم أسمى مكانة وأرفع قدر. ومما يدلُّك على علوِّ قدر الشعر أن القبيلة من العرب كانت إذا نبغ فيها شاعر أتتها القبائل فَهَنَّأَتْها بذلك، وصنعت الأطعمة، واجتمعت النساء يلعبن كما يصنعن بالأفراح، وتباشروا به؛ لأنه يحمي أعراضهم، ويدفع عن أحسابهم، ويُخَلِّد مآثرهم، ويُشِيد بذكرهم.
وكان للشعر تأثير في النفوس وسلطة عليها، حتى كانت تخشى بأسه الأمراء وتتحاماه الكبراء، وطالما وضع قومًا ورفع آخرين.
قال الجاحظ في كتاب «البيان والتبيين»:
ومما يدل على قدر الشعر عندهم بكاءُ سيد بني مازن مُخَارِق بن شهاب حين أتاه محمد بن المُكَعْبَر العنبري الشاعر فقال له: إن بني يربوع قد أغاروا على إبلي، فاسْعَ لي فيها، فقال: كيف وأنت جار بني ودَّان؟ فلما ولَّى عنه محمد حزِن مُخَارِق وبكى حتى
بلَّ لِحْيته، فقالت له ابنته: ما يبكيك؟ فقال: وكيف لا أبكي وقد استغاثني شاعر من شعراء العرب فلم أُغِثْه؟! والله لئن هجاني ليَقْضُمَنَّني قَوْلُه، ولئن كفَّ عني ليقتُلَنَّني شُكْره. ثم نهض فصاح في بني مازن؛ فردَّت عليه إبله.
ومما رواه صاحب «الأغاني» وغيره أن أعشى قيس كان يأتي سُوقَ عُكَاظ كل عام، فيتجاذبه الناس في الطريق للضيافة؛ طمعًا في مدحه إياهم والتنويه بهم في عكاظ، فمرَّ يومًا ببني كلاب وكان فيهم رجل يقال له المحلَّق وكان مِئْناثًا مُمْلِقًا له ثَمانِي بَنَات لا يَخْطُبهنَّ أحد لمكان أبيهنَّ من الفقر وخمول الذكر، فقالت له امرأته: ما يمنعك من التعرُّض لهذا الشاعر وإكرامه، فما رأيت أحدًا أكرمه إلا وأكسبه خيرًا؟ فقال: ويْحَك! ما عندي إلا ناقتي، فقالت: يُخْلِفها اللهُ عليك. فتلقَّاه قبل أن يسبقه أحد من الناس، وكان الأعشى كفيفًا يقوده ابنه، فأخذ المُحَلَّقُ بخِطام الناقة، فقال الأعشى: مَنْ هذا الذي غلبنا على خِطام ناقتنا؟ فقيل: المُحَلِّق، قال: شريف كريم، ثم قال لابنه: خَلِّه يقتادها، فاقتادها إلى منزله وأكرمه ونحر له الناقة وجعلت البنات يَدُرْنَ حوله ويبالغن في خدمته، فقال: ما هذه الجواري حولي؟ فقال المحلَّق: بنات أخيك، وهُنَّ ثَمَانٍ نصيبهنَّ قليل، فقال الأعشى: هل لك حاجة؟ فقال: تُشِيد بذِكْري؛ فلعلي أُشْهَر فتُخْطَب بَنَاتي، فنهض الأعشى من عنده ولم يقل شيئًا، فلما وافى عكاظ أنشد قصيدته التي أنشأها
في مَدْحه، وهي نَيْف وأربعون بيتًا، وفيها يقول:
لَعَمْرِي لَقَدْ لَاحَتْ عُيونٌ كَثِيرَةٌ
إلى ضَوْءِ نَارٍ بِاليَفَاعِ تُحَرَّقُ
تُشَبُّ لمَقْرورَيْنِ يَصْطِليَانِهَا
وَبَاتَ عَلَى النَّارِ النَّدَى وَالْمُحَلَّق
فسارت القصيدة وشاعت في العرب، ولم تمضِ سنة على المحلَّق حتى زَوَّج بناته ويسرت حاله. ا.ﻫ.
وكان لشعراء العرب أَنَفَة من التكَسُّب بالشِّعر، حتى نشأ النابغة الذُّبْياني قُبَيْل الإسلام فمدح الملوك وقبِل الصِّلَة على الشعر، وجاء بعده الأعشى وقد أدرك الإسلام ولم يُسْلِم فجعل الشعر مَتْجَرًا وانتجع به أقاصي البلاد، وقصد ملك العجم فأثابه وأجزل عطيته، وكان زُهير بن أبي سُلْمَى ممن أفاد بشعره بمدائحه لهَرِم بن سنان. على أن شيئًا من ذلك لم يضَعْ مِن قدر الشعر ولم يَحُطَّ
من قيمته؛ لِقلة مَن كانوا يتكسبون بشعرهم في ذلك العصر.
ومدَّة العصر الجاهلي
نحو مئة وخمسين سنة، ومن أشهر ما قيل فيه من الشعر المعلَّقات السبع، وهي سبع قصائد من أجود الشعر العربي، وأحسنه أسلوبًا، ويقال: إنها كُتبت بالذهب على الحرير وعُلِّقت على الكعبة؛ تنويهًا لها وتعظيمًا لشأنها، وكان العرب يتناشدونها في مجتمعاتهم مترنِّمين بما فيها من محاسن الشِّيَم، مُعْجَبين بما اشتملت عليه من المعاني الشريفة والتشبيه الحسن البديع وحسن الوصف ودقة المعنى وغير ذلك من المحاسن. وأصحابها هم: امرؤ القيس، وطَرَفَة بن العبد، وزهير، وعمرو بن كُلْثوم، ولبيد، وعنترة، والحارث بن حِلِّزَة، وكلهم من فحول شعراء الجاهلية.
وممن اشتُهر في العصر الجاهلي من الشعراء غير أصحاب المعلقات وكان من فحول الشعراء: النابغة الذُّبْيَاني، والأعشى، والمُهَلْهِل، وعَبِيد بن الأبْرص، والسَّمَوْءل، والشَّنْفَرَى، ودُرَيد بن الصِّمَّة، وأوْس بن حُجَر، وحاتم الطائي.
النثر
قد أُثِر عن العرب من منثورهم في العصر الجا
هلي بعضُ الأمثال والحِكَم والخُطَب والوصايا مما عَلِق بالضمير لحسنه وحَرَصت عليه النفس لنفاسته.
الأمثال:
جمع مَثَل، وهو جملة من القول مقتطعة من أصلها أو مرسلة بذاتها، فتُنْقَل عما وردت فيه إلى ما يصح قصده بها من غير تغيير يلحقها في لفظها.
والعرب من أكثر الأمم أمثالًا؛ للحكمة المُودَعة في نفوسهم، ولفصاحة ألسنتهم، وميلهم إلى الإيجاز في القول. وقد أُلِّفت مجموعات للأمثال وطُبِع بعضها، ومن ذلك مجموعة للميداني جَمع فيها أكثر من ستة آلاف مَثَل.
الحِكَم:
جمع حِكْمة، وهي الكلام المعقول الموافق للحق المصون عن الحشو. والعرب من أكثر الأمم إيرادًا للحكمة في عبارات حسنة الأسلوب متينة التركيب، كلها من جوامع الكلم، صادرة عن خبرة ودراية وصفاء نفس.
الخُطَب والوصايا:
الخُطب جمع خُطْبة، والوصايا جمع وصيَّة، وكلٌّ من الخطبة والوصية يُرادُ به جملة من القول يُقصد فيها إلى الترغيب فيما ينفع الناس من أمور معاشهم ومعادهم والتنفير مما يضرهم، وقد تشتمل على الفخر والمدح ونحو ذلك.
والفرق بين الخطب والوصايا أن الخطب
تكون في المَشَاهد والمَجَامع والأيام والمواسم والتفاخر والتشاجر ولَدَى الكُبَراء والأُمَراء، ومن الوفود في أمرٍ مُهِمٍّ وخطب مُلِمٍّ. وأما الوصايا فإنها تكون لقوم مخصوصين في زمن مخصوص على شيء مخصوص، وكثيرًا ما كانت تصدر من شخص لعشيرته أو سيد لقبيلته عند حلول مرض أو محاولة نُقْلة أو ما شابه ذلك.
وسيَرد عليك في هذا الكتاب أمثلة لكل ما تقدَّم تُفَصِّل لك مُجْمَلَه وتُوَضِّح لك مبهمَه.
السبب الذي دعا العرب إلى الخَطَابة وما يتعلق بذلك:
١
لا يخفى ما كانت عليه العرب أيام جاهليتهم من الأنَفَة والتفاخر بالأحساب والأنساب والمحافظة على شرفهم وعلوِّ مجدهم وسؤددهم، حتى حدث ما حدث بينهم من الوقائع العظيمة،
ولا شك أن كل قوم يتفق لهم مثل ذلك هم أحوج الناس إلى ما يستنهض هممهم، ويوقظ أعينهم، ويقيم قاعدهم، ويشجع جَبَانهم، ويشدُّ جَنَانَهم، ويثير أشجانهم، ويستوقد نيرانهم؛ صيانة لعزهم
أن يُسْتَهان، ولشوكتهم أن تُسْتَلَان، وتَشَفِّيًا بأخْذ الثار، وتَحَرُّزًا
من عار الغلبة وذُلِّ الدَّمَار، وكل ذلك من مقاصد الخطب والوصايا، فكانوا أحوجَ إليها بعد الشعر لتخليد مآثرهم وتأييد مفاخرهم.
ولقد كان لكل قبيلة من قبائلهم خطيب كما كان لكل قبيلة شاعر على ما ذكره الجاحظ في كتاب «البيان». وقد أُلِّف في خطبهم كتب كثيرة، وذكر الجاحظ في «البيان والتبيين» نبذة صالحة من خطب الجاهلية والإسلام، وكذا ابن عبد ربه في «العقد الفريد».
وكان للعرب اعتناء بالخطيب في جاهليتهم، وللخطباء عناية بخطبهم، فكانوا يتخيرون لها أجزل المعاني وينتخبون لها أحسن الألفاظ؛ تحصيلًا لغرضهم، ونيلًا لمقصدهم، فإن الألفاظ الرائقة والمعاني الجزلة أوقع في النفوس وأشدُّ تأثيرًا في القلوب؛ ولذلك ورد: «إنَّ من البيان لسِحْرًا.»
والأُذُن للكلام البليغ أصْغَى وأوْعَى، والترغيب في العاجل والإرهاب في الآجل اللذان هما من أهم مقاصد الخَطابة ومطالبها العالية إن لم يكونا بعبارات تَخْلُب القلوب وتأخذ بمجامعها فلا تأثير فيهما ولا فائدة منهما.
ومن عاداتهم في الخطابة
أن الخطيب إذا تفاخر أو تنافر أو تشاجر رفع يده ووضعها وأدَّى كثيرًا من مقاصده بحركات يده، فذاك أعون له على غرضه وأرهب للسامعين له وأوجب لتيقظهم.
ومن عاداتهم فيها أخْذ المِخْصَرة بأيديهم، وهي ما يُتوكأ عليه كالعصا ونحوها، وكانوا يعتمدون على الأرض بالعِصِيِّ ويشيرون بالعصا والقنا، وكانوا يستحسنون في الخطيب أن يكون جهير الصوت؛ ولذا مدحوا سعة الفم وذموا صغره.
ومن فحول خطباء الجاهلية قُسُّ بن ساعدة الإِيَادي، وأكْثَم بن صَيْفي التميمي، وذُو الإصْبَع العَدْواني، وعمرو بن كُلْثوم التَّغْلبي، وقيس بن زهير.
المصدر:
منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد
زيارات الملف الشخصي :
506
إحصائية مشاركات »
المواضيـع
الــــــردود
[
+
]
[
+
]
بمـــعــدل : 4.35 يوميا
MMS ~
عطر الجنة
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى عطر الجنة
البحث عن كل مشاركات عطر الجنة